الأقباط متحدون | عاشت الأسامي!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٤٢ | الأحد ٢٤ يوليو ٢٠١١ | ١٧ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٦٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

عاشت الأسامي!

الأحد ٢٤ يوليو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
الحمد لله، كانت أمس الذكرى التسعة والخمسين لقيام ثورتنا المجيدة ثورة يوليو، ونشكر ربنا عادت ذكرى الثورة بسلام إلا من بعض المنغصات السنوية، كاسترجاع أمجاد الزعيم الخالد المخلد الملهم المبجل، وطبعًا طنشتها، لا لست لأنني أكره "ناصر"، ولكنني أكره التمجيد البحت والهجوم البحت، فكل إنسان له أمجاده، وله هفوات وإخفاقات، فكن عادلًا أو اصمت فهذا خير لك.

وإن كان القضاء قد رفض دعوى رفع اسم "مبارك" من الميادين العامة والمنشآت التي تحمل اسمه واسم عائلته، فهذا أمر يذكرني بالمثل القائل "عاشت الأسامي"، وتعيش الأسامي وتموت الأشخاص، وتبلى الأجساد وتبقى الأوطان. وإن أردتم أن تزيلوا اسم "مبارك"- ويحق لكم فعل ذلك فيه، وهو يستحق أن يُفعل به هكذا- أقول إن كنتم تريدون ذلك، فامحوا اسم "ناصر" هو الآخر، فلم يفعل "ناصر" أقل من "مبارك" من تعذيب الناس واعتقالهم وتشريد أسرهم! وإن نسيتم أن كل زبانية "مبارك" من "الشريف" وغيره هم صنيعة "ناصر".

فالشريف "موافي" صاحب الكونترولات على النساء وتحويلهم لـ... لتجنيدهن لصالح المخابرات المصرية، فعل كل ما فعله في عصر "ناصر"، وليس الشريف فحسب، بل "شهاب" و"سرور" وغيرهم كثيرين كانوا صنيعة الاتحاد الاشتراكي، وأخذوا يقفزون من حزب لحزب وبنفس فكر التسلط الناصري، إلى أن وصلوا في عهد "مبارك" الذي يتحمل مسئولية اختيارهم إلى سدة الحكم. و"مصر" التي كانت تدين "إنجلترا" ذهبت أموالها هدرًا في ميادين القتال الخارجي لتدعيم حركات التحرر الوطني، كـ"اليمن" و"الجزائر" و"تونس" و"المغرب" وغيرها، وبلدان أفريقيا في "الكونغو" وغيرها، كل هذا لم تجن "مصر" ثماره مطلقًا إلا هزائم ثلاثة متكررة لجيشها، سواء في العدوان الثلاثي ومن بعدها حرب "اليمن" ثم النكسة، وفي الأخيرة كانت الهزيمة مذلة للكبرياء المصري، ونكراء لجيش مظلوم في أن يُزج به في حرب كتلك الحرب التي لم تكن متكافئة، كان من آثارها أن تحمل وطننا المزيد من الأعباء الاقتصادية، ناهيك عن الأسر التي تم تشريدها، والأطفال الذين تيتموا، والجنود الذين ماتوا دون ذنب، بدون كرامة لهم، رغم أنهم أسرى حرب. صحيح "ناصر" كان شريفًا لم يأخذ مالًا لنفسه، وإنما أهدر الكثير من الأموال في غير صالح البلد، ناهيك عن المشاريع العسكرية غير المجدية؛ مثل مشاريع إطلاق الصواريخ القاهر والظافر، وإنتاج الطائرات، وما إلى ذلك. فما يشفع لـ"ناصر" هو بناء السد العالي ومحاولته الاهتمام بالصناعة التي ورثها بالتأميم من رجال الصناعة المصريين الذين كان قد بنوا مصانعهم من قبل الثورة. لكن لن يغفر التاريخ لـ"ناصر" أنه شوَّه التاريخ بإيهام الناس أنه لم تقم بـ"مصر" من قبله ثورة غير ثورته، ونسى الثورة التي قام بها المصريون على الحكم العثماني، والتي بسببها حكم "محمد على مصر"، وثورة عرابي على الخديوى "توفيق"، ومن بعده ثورة 19. ولا تنسوا أن أول من رسَّخ مفهوم الإعلام الكاذب والمخادع والمتلاعب بعواطف الناس والمضلل كان "ناصر"، بخبيره الأول "هيكل". فإن حكمتم على "مبارك" بمحو اسمه من الميادين ومحطات المترو وكل ما حمل اسمه، فامحوا اسم "ناصر" لألا تصيروا أنتم أيضًا ظالمين وليعوذ بالله.

المختصر المفيد، حريتنا لن تعود بإزالة الأسماء، فهناك العديد من الديكتاتوريين الذين حكمونا أو شاركوا في حكمنا. فعلينا أن نزيل سبب صنعنا للديكتاتوريين قبل إزالة اسمائهم.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :