تعرف على حكاية المصريين الأرمن كما ترويها وزارة الهجرة المصرية
إيهاب رشدي
١٣:
٠٧
م +02:00 EET
الاثنين ٢٤ سبتمبر ٢٠١٨
كتب – ايهاب رشدى
تواصل وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج الاحتفاء بالجاليات الأجنبية التي عاشت ومازالت تعيش على أرض مصر.. وانطلاقًا من ذلك، تحتفي الوزارة بالجالية الأرمينية في الفترة من 24 إلى 27 سبتمبر الجاري، في إطار برنامج يضم زيارات لأهم المعالم التي ارتبطت بالأرمن في مصر كأحياء ومدارس وكنائس وغيرها.
وقد احتضنت مصر الأرمن منذ قدومهم إليها وأصبحت وطنًا ثانيًا لهم، لذلك جاء الاحتفاء بهم لما لهم من بصمات مؤثرة في نسيج المجتمع المصري على مر العصور، فضلاً عن السعي إلى تعزيز العلاقات التاريخية المتأصلة بين البلدين وتسليط الضوء عليها أمام الأجيال الجديدة من الشعبين .
وفى اطار هذا الاحتفال ايضا يبدأ اليوم الأثنين 24 سبتمبر ، وزير الشتات الأرمينى مخيتار هايرابيديان زيارة لمصر يجرى خلالها مباحثات مع الدكتورة نبيلة مكرم عبيد وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج .
- حكاية المصريين الأرمن
لعب الارمن المصريون دورا هاما في تاريخ مصر القديم والحديث، ومازالوا يساهمون حتى اليوم بشكل مؤثر في توطيد العلاقات بين البلدين فى مجالات عديدة منها الصناعة الخفيفة والنشر والطباعة والتجارة والتعليم
- الصناعة الخفيفة
ساهم الأرمن في مصر في تطوير العديد من الصناعات بما في ذلك بناء السفن وصناعة النسيج مع شركات الغزل والنسيج والنجارة والحدادة ونحت الحجر، والأحذية والمجوهرات، والزراعة، والتبغ.
تأسس أكبر مصنع للتبغ في مصر من قبل الإخوة ماتوسشين. عمل 70000 عامل أرميني في مصانع تبغ ماتوسشين بين 1895-1896، وحمل 90 ٪ من إنتاج السجائر في مصر، وحصل على العلامة التجارية من المصانع المملوكة الأرمينية. في الربع الأول من القرن الـ 20 توسعت صناعة التبغ الأرمينية لدرجة أنها سيطرت على أسواق مصر والسودان، لتصبح المورد الرئيسي لأديس أبابا والمدن الإثيوبية الأخرى. وكان هناك مجال آخر من مجالات الصناعة التي هيمن عليها الأرمن ألا وهي صناعة الأحذية لبراعتهم في الفن والتصميم. وكان كريكور بابازيان إسكافي العائلة المالكة وأوساط النخبة. وكانت هناك شركة متخصصة شهيرة تدعى سوكياسشين للدباغة ومعالجة الجلود وصناعة الأحذية.
- النشر والطباعة
أنشأت الطائفة الأرمينية المصرية المطابع في القاهرة والإسكندرية لنشر الصحف والدوريات والكتب المختلفة إلى جانب الكتب المدرسية، بما ساهم في تنشيط الحياة الثقافية إلى حد كبير. ففي القاهرة، أسس سركيس داربينيان صحيفة أرارات في 1895، في الإسكندرية، وفي عام 1899 أنشأت نازاريتيان صحيفة نازاريتيان ثم افتتحت ماري بيليريان "دار أرديميس للنشر" ومجلة للمرأة كانت تحمل نفس الاسم في عام 1902. ومن ثم افتتح الناشر بقرادوني ومن بعده ييرفانت مصرليان صحيفة فوسجويدار"الرسالة الذهبية" في عام 1914، ذلك علاوة على مطبعة نوبار التي تأسست في مطلع القرن الـ20.
- التجارة
في القرن السابع عشر، حصل الأرمن المصريون على عقد احتكار تجارة في الهند. و القرن التاسع عشر، زرعوا أفضل النباتات النيلية في الهند خاصة بولاية بيهار. في عام 1824 أحضر وزير التجارة بوجوس بك يوسفيان إلى مصر40 أسرة أرمينية لديهم مهارة الزراعة لتعليم المصريين، وفي أقل من عامين أصبحت منتجات الزراعات النيلية أهم الصادرات المصرية.
في عام 1824 وسع الأرمن من إزمير زراعة خشخاش الأفيون.وفي 1883 كان ضمان العائد السنوي لمصر مليون فرنك فرنسي. ومع ذلك، بعد عام 1845 لم يعد تصدير الأفيون مربح.
تطور آخر مربح، وهو زراعة وتصدير واسع النطاق للمندارين (اليوسفي) وهي فاكهة تم تعريفها عن طريق بوجوس يوسفيان والمعروف بـ "يوسف أفندي الأرماني"، حيث اشترى وجلب معه شجيرات المندارين من جزيرة مالطة، وزرعت في بستان محمد علي. وقد كان إنتاجها ً فأصبحت فاكهة شعبية حتى أطلق عليه اسم "يوسف أفندي".
أرمينيون آخرون أعطوا زخما للتجارة المصرية. واحد منهم هو "ماهديسي ييجيازار" من مواليد آجين الذي أصبح مستشار تجاري لمحمد علي والمشرف لحساباته الشخصية. وبعد وفاته، تم جلب أبنائه من آجين بناء على طلب الوالي، حيث بدأوا إقراض المال للشركات التجارية في الموسكي.
- التعليم
في عام 1816، لعب بوجوس بك يوسفيان دوراً أساسيًا في إنشاء أول مدرسة في مصر بالقلعة لأبناء الأسرة الحاكمة وكبار المسؤولين. ونتيجة لذلك، كانت أغلبية الخريجين من تلك المدرسة أرمن.
في عام 1834، أسس الأرميني أرتين تشيراكيان كلية الهندسة في بولاق بمساعدة المهندس الأرميني يوسف بيه هيكيكيان. وفي سبتمبر من نفس السنة، بدأ إنشاء مدرسة المحاسبة أو مدرسة الإدارة. وفي عام 1835، التحق مع سديبان دميرجيان في تأسيس مدرسة الإدارة المدنية والترجمة في القلعة. كما أسس المهندس يوسف هيكيكيان مدرسة المناجم الذي أصبحت فيما بعد تقسيم لكلية الهندسة.
عام 1873، افتتح يعقوب أرتين باشا أول مدرسة في مصر للفتيات، كما بادر الأرمن بفتح أول مدرسة لرياض الأطفال في مصر عام 1890.
في عام 1937، وبناء على طلب من "البطريركية ي الكاثوليكية"، جاءت ثلاث شقيقات أرمن كاثوليك إلى القاهرة لتدشين مدرسة إعدادية للبنات في القاهرة. وكانت المدرسة تقتصر على الفتيات الأرمينيات حتى عام 1967، وبعد ذلك فتحت المدرسة أبوابها لقبول الطالبات من جميع الجنسيات.
- المدارس والمعاهد الأرمينية في مصر:
تأسست أول مدرسة أرمينية في مصر عام 1818 وهي مدرسة يجيازاريان الدينية في منطقة بين الصورين ونقلت عام 1854 إلى درب الجنينة وتغير اسمها إلى "خورنيان" على اسم المؤرخ الأرميني موڤسيس خوريناتسي،
في عام 1904نقل رجل الأعمال بوجوس نوبار المدرسة إلى بولاق،
في 1907 أسس مدرسة كالوسديان ڤارجان الأرمينية التي ضمت أيضا روضة أطفال والتي بقي منها اليوم مبنى واحد وساحة في شارع الجلاء في وسط القاهرة.
أسس بوجوس يوسفيان ثاني المدارس الأرمينية في مصر في 1890 في الإسكندرية.أحدث المدارس الأرمينية هي المدرسة الأرمينية في هليوبوليس التي تأسست عام 1925 بتبرع من بوجوس نوبار.
تدعم الكنيسة الأرمينية في مصر 6 مدارس جزئيا، كما تمكن لخريجي المدارس الأرمينية الالتحاق بالجامعة المصرية بعد اجتياز اختبار الثانوية العامة.
الكلمات المتعلقة