د. منتصر عن واقعة وفاة طالب: أي إصلاح سياسي غير مُجد إن لم نصلح نسيجنا الاجتماعي
أماني موسى
الاثنين ٢٤ سبتمبر ٢٠١٨
كتبت – أماني موسى
قال الكاتب والإعلامي د. خالد منتصر، عن واقعة وفاة طالب نتيجة التدافع للجلوس على المقعد الأول، أن صراع التختة الأولي الذي رسم خريطة أول يوم دراسي والذي كانت نتيجته مشاجرات وشتائم وطلوع علي مواسير للحاق بالصف الأول ووصل الصراع أقصي مداه باستشهاد تلميذ ابتدائي في غزوة أول تخته !، هذا الصراع هو إفراز هذا المجتمع الشكلي الذي يتفوق بالشكليات والطقوس والإعجاز وعلي الورق وبالمنظر وعلي السطح ويحقق الإيمان بالذقن والجلباب والعفة بالنقاب والأخلاق بتكرار العمرة والحشرية لهداية الآخرين ويعيش وهم التفوق بمجرد الدعاء.
وتابع منتصر في تدوينة عر حسابه بالفيسبوك، يحارب تلاميذنا للجلوس في الصف الأول بينما ينام تعليمنا في السبنسة، نفس حماسهم في حجز أول تخته هو نفس حماسهم في التزويغ من علي السور، هؤلاء الأطفال هم نتاج وإفراز آباء يجلسون في الصف الأول في أكبر عدد مساجد وزوايا علي كوكب الأرض وهم أنفسهم الذين في الصف الأول في نسبة التحرش والدخول علي المواقع الإباحية!
التختة الأولي هي مجرد حلقة في سلسلة زيف مزمن وسراب خادع نعيش فيه من قمة الرأس لأخمص القدم ، نظن أننا قد حجزنا التختة الأولي في الفردوس لمجرد أننا خير أمة، نعيش في وهم أننا نجلس علي التختة الأولي التي يأتي إليها الحاسدون الكافرون الغربيون ليتسولوا إعجازنا الذي كان في بطون كتبنا لا يبوح بأسراره حتى جاء السماسرة واستخرجوه وحقنونا بحقن ترامادوله المخدر.
غزوة التختة الأولي عرت عوراتنا الاجتماعية وكشفت عن هشاشتنا العقلية واضطرابنا الفكري وتشوشنا الثقافي، اكتشفنا أننا جميعًا نرتدي أقنعة نخفي بها دمامتنا وقبحنا الاجتماعي ، غير مُجدِ أي إصلاح سياسي اذا لم نرتق نسيجنا الاجتماعي المهترئ ونسد ثقوبه، أو بالأصح نغزل ثوباً اجتماعياً جديداً يليق بحضارة الحداثة.