شلح مشلحون لعلهم يفهمون
مقالات مختارة | بقلم : القس مكاريوس فهيم
الأحد ٢٣ سبتمبر ٢٠١٨
نادينا من قبل مرارا وتكرارا قيادات الكنيسة منذ عهد قداسة البابا شنودة الثالث وحتى الآن بضرورة إعادة النظر فى عقوبة الشلح للكاهن والراهب الأرثوذكسى وهى بجملتها تعنى الطرد النهائى للمخطئ من خدمة الكنيسة تماما ولا يعتد بعمله وخدمته الدينية وطالبت بقصرها على المرتد عن الدين فقط. وبنظرة عاجلة للكتاب المقدس نجد- بدون استثناء- بين طياته يذكر جملة وتفصيلا أخطاء وخطايا الأنبياء والرسل فنقرأ عن داود النبى يقتل الزوج ويزنى مع زوجته مرارا وتكرارا حتى مرحلة الحمل الحرام والحل والعقوبة الإلهية جاءت عن طريق النبى الرائى فى أيامه والذى أرسله الرب ليذكره بخطاياه فاعترف بها ونال عقوبة قاسية من الرب وصلت بسماحه للزنى والقتل فى أسرته شخصيا ناهيك عن الانقسام الحاد بين أولاده والتشرد ولكن.. لم يطرده الرب من خدمته «واضحه؟!» خذ مثالا مع يهوذا بن يعقوب بن اسحق بن إبراهيم الذى جاء منه نسله البشرى السيد المسيح له المجد فنجده يزنى وأيضا يكذب وينكص بعهده مع أرملة ابنه ولو عرجنا على العهد الجديد نجد يهوذا الاسخريوطى تلميذ السيد المسيح الذى اختاره بنفسه وأعطاه مواهب روحية مثل بقية التلاميذ سقط فى خطية السرقة فماذا فعل السيد المسيح؟ جعله أمينا للصندوق، وقام بالستر عليه ولم يفضحه أمام التلاميذ رغم العلم بأنه يسرق أموال الفقراء وحتى بعد خيانته له عندما قام بتسليمه لليهود للقبض عليه عاتبه برقة ولطف وناداه «يا صاحب أبقبلة تسلمنى؟» ولو تاب وعاد لرشده لصفح عنه السيد المسيح ورده إلى خدمته، لكن يهوذا ذاته هو الذى خرج بإرادته من خدمة السيد المسيح وانتحر ومثله بطرس الرسول الذى أنكر معرفته بالسيد المسيح بعد القبض عليه بل وأخذ يسبه ويلعنه أمام الخدم والجوارى ولم يطرده السيد المسيح من خدمته بل أعطاه الفرصة مثلما منحها ليهوذا وتاب بطرس وندم على خطاياه واستمر فى خدمة الكهنوت واستمرت الكنيسة فى تصحيح الأخطاء باللطف وفى هدوء مثلما فعل مجمع التلاميذ مع بولس وبطرس الرسولين لما تشاجرا معا لأمور خاصة بالخدمة أمام الشعب، وتم عقد أول مجمع فى المسيحية عام 51 م وأصلح الأمور بينهما ولم يعطهما عقوبة، ولم يقرر مجمع التلاميذ مثلا أن يعتكف بولس وبطرس فى منزليهما وحرمانهما من الخدمة والصلاة بالكنيسة! بل تم توجيه اللوم لهما بهدوء ومحبة.