الأقباط متحدون | 23 يوليو؟ اردم و انسى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٣٩ | السبت ٢٣ يوليو ٢٠١١ | ١٦ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٦٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

23 يوليو؟ اردم و انسى

السبت ٢٣ يوليو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم / صبري جوهرة

تجىء ذكرى 23 يوليو الاليمة بعد ساعات. و يبدو ان السلطة الحاكمة فى مصر, وهى ربيبة الانقلاب المشؤم, قد قررت مداومة "الاحتفال" بهذا اليوم و الاعتراف به كعيد مصر القومى. لذلك كم تمنيت ان يعلن الثوار المعتصمون فى ميدان التحرير, و فى ميادين مدن مصر الاخرى, عن رفضهم التام لاعتبار هذا اليوم الاغبر عيدا يحتفل به المصريون.


و قد سبق لى, و لملايين المصرين و غير المصريين ايضا, سرد النتائج الكارثية لهذا الحدث الشاذ الكريه فى تاريخ مصر الذى اودى بها الى ما آلت اليه امورها من تعثر و تدهور و انحطاط و فقدان الهوية و المكانة و الاستجداء من "اللى يسوى و اللى ما يسواش" و الانحدار بعجلة متزايدة نحو هاوية ولاية فقهاء لا دين لهم سوى السيطرة على الحكم او الى "دحدورة" المزيد من حكم العسكر الذى جلب علينا كل هذا البلاء.


اقام الانقلاب علينا ثلاثة طغاه من العيار التخريبى الثقيل. فرض الاول علينا جميعا من قريحته المريضة هوية دخيلة فاسدة حتى كان فى ايامه النطق باسم مصر خيانة. و تم اخصاء كل رجال مصر و ايداعهم "عشش الفراخ" بعد ان اطلق عليهم القوادين و المنحرفين يسومونهم صنوف الهوان و العذاب فى السجون و خارجها . و احتل الانجليز قناة السويس فى عهده الميمون بدلا من المرة مرتين, و لم يجليهم عنها سوى حسم و اصرار الرئيس الامريكى دوايت ايزنهاور. و ليت فعله ايزنهاور هذه قوبلت بالانكماش الى الحجم الطبيعى او بعرفان الجميل, بل ادت الى خرافة اخرى هى "النصر" الذى اقيمت له الاعياد السنوية و اطلق اسمه على كل شيىء و مؤسسة و كل ما هب و دب فى مصرحينئذ. زد على ذلك التمادى فى التحدى و الارتماء فى احضان عدو الولايات المتحدة المبين حينذاك, غير المغفور له الاتحاد السوفييتى. علت الجعجعة و تصاعدت بدعوة امريكا للشرب من البحر الاحمر ان لم تكفيها مياه البحر المتوسط. حتى انتهى الامر بهذا المفسد بل بمصر بأكملها بالغرق فى صرف المجارى و فقدان سيناء باكملها فى سويعات قلائل للمرة الثانية فى عهده الميمون, لاسرائيل ذلك العدو الذى قيل لنا ان جيوش الدكتاتور الموتور ستلقى به الى البحرقبل غروب شمس ذلك اليوم! قضت الهزيمة النكراء على اى "منجزات" مفترضة "للزعيم الخالد" الى يومنا هذا و ما سيأتى بعده لسنوات قادمة. كما انه نفق هو ايضا بعد الاذلال و المهانة التى تجرعها من جراء خيلائه و العمى الحيثىى الذى اخفى حقائق الدنيا عن عقله "المقفل".


تلى "الخالد" فى الجثوم على صدور المصريين وريثه الذى فرضه علينا قبل موته. و جميعنا نعرفه. انه ذلك "الالعبان المؤمن". و للحق, يعزى اليه أخراج اسرائيل من سيناء وان كان ذلك بثمن باهظ جدا هو انتزاعها الفعلى من مظلة السيادة المصرية, والالقاء بمصر "بهبل" فى احضان غول "متفتون" لا يعرف و لا يؤتمن سوى على ما يضخم مصالحه. دفع شعب مصر المقهور فى سبيل الخلاص (الاسمى) من اسرائيل ليس فقط الغالى من الارواح و الاموال بل برهن مستقبله و تسليم الحكم للممثل الكوميدى التراجيدى الذى كثيرا ما تشبه بالنازى حتى فى ملبسه العسكرى الى نهاية ايامه على الارض.


بدأ الفساد فى عهد المؤمن و كان اكثرنتائجه شرا تمكين الدكتاتور الثالث (المخلوع) من البلاد والشعب لثلاثة عقود عجاف من الزمان بدت فيها نتائج سوء حكم سابقيه بجلاء و تضاعف انحدار مصر و عناء المصريين بما جلب واضاف هو من فساد و فشل و انانية و تشبث بالحكم ليبقى فى يديه الطويلتين و بيدى ابنه المكروه المتعجرف الاكثر فسادا بعد رحيله. تسلط علينا بجبروت دون وازع من ضمير او خوف من حكم التاريخ االعادل. اما التزاماته تجاه شعب مصر "فطنش" فهوملك الطناش. لم يكن فى حسبانه اى شعور بوجود شعب مصر ايام طغيانه, و ظل كذلك الى ان جرفه سيل الثورة المصرية العارم. و لعلى اتناول مساوء هذا الطاغية المتجبر فى مقال منفصل لتبيان مدى انعدام صفات الزعامة الحقة من شخصه.
كان الزلزال السياسى الذى تبلورت صورته فى الخامس و العشرين من يناير هى ما تسمو اليه صفة و اسم الثورة. لم تكن انقلابا. لم يتزعمها مغامرون حنثوا بقسم الولاء للملك و الوطن. لم يكن بينهم من يسعى الى مجد الذات او التشبث بكراسى الحكم الى الانقضاء. عبروا عن ارادة المصريين فى العيش بسلام احرارا كرماء فى بلادهم لا تعوزهم الحاجة و لا تتعالى فئة منهم على الاخرى يتطلعون الى مستقبل لا يقل عما تنعم به شعوب العالم المتحضر الاخرى. هذه هى الثورة. ابهرت العالم و علمته. ليست انقلاب يوزباشية و صاغات. فهل يحق لنا بعد ان يكون يوم مصر القومى هو يوم ميلادها عوضا عن ذكرى يوليو الاليمة؟ ربما كان من الحذر الا يكون ذلك قبل ان نحقق جل او بعض اهدافها على الاقل. فمن يعلم, لعل فى مستقبلنا يوم آخر ينتفض فيه كل احرار مصر و ابنائها المخلصون مرة او مرات اخرى لتحقيق اهداف الخامس و العشرين من يناير على ارض الواقع, و ربما يكون هذا اليوم المفترض اجدر لنا بان نقيمه عيدا وطنيا حقيقيا لبلادنا و لنا جميعا. اما 23 يوليو فاردم و انسى.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :