الأقباط متحدون - شهادة من ترزى!
  • ٠٩:٤٦
  • الخميس , ٢٠ سبتمبر ٢٠١٨
English version

شهادة من ترزى!

مقالات مختارة | محمد أمين

٣٤: ٠٢ م +02:00 EET

الخميس ٢٠ سبتمبر ٢٠١٨

محمد أمين
محمد أمين

ثلاثة تعرف منهم أخبار المزاج العام فى البلاد.. وهم الحلاق والترزى وسائق التاكسى.. الأول لا يتركك إلا إذا عرف سعادتك منين، وراح يفتح الحوار، فإن توجّس منك خيفة كانت «الحلاقة» يعلم بها ربنا.. أما الترزى فليس شرطاً أن يعرفك، إذا كنت تريد خدمة بسيطة.. وسائق التاكسى كأنه ينتظرك، يتكلم سواء عرف الراكب أم لا؟.. وهو وكالة أنباء متنقلة بين الأحياء!.

فقد تصادف أننى ذهبت إلى «ترزى» لا يعرفنى.. وطلبت منه «تقصير» بنطلون جديد.. بدأ على الفور، دون تردد.. ولكن يبدو أن طريقة الدخول والطلب جعلته يترك ما فى يديه.. ورغم أن الأمر لم يستغرق دقائق، قال بلا مقدمات: «الراجل عامل شغل محترم».. قلت له: تُقصد مين؟؟.. قال: الرئيس.. قلت له: مش كده؟.. قال: يكفيه الطرق وعلاج مرضى فيروس سى!.

ورغم أننى أؤيد كلام الترزى مائة بالمائة، إلا أننى خشيت أن يكون قد قال ذلك ليجس نبضى، أو يحاول أن يعرف طبيعة الشخص الذى أمامه.. وخرجت أهمس لنفسى: هل كنت أتصرف بطريقة «ميرى»، أم أن الرجل كان يتحدث عن قناعة؟.. وتأكدت أنها قناعة الرجل مثل كثيرين.. ولكن هناك مَن يقولها، وهناك مَن يخشى من قول الحق، حتى لا يقال إنه «مطبلاتى»!.

فهذه شهادة من «ترزى» لا يعرفنى، وهناك شهادات من ملايين تم علاج أبنائهم من فيروس سى.. فهى ليست فرقعة إعلامية، ولكنها حقيقة مؤكدة، ومبادرة رئاسية تستهدف أن تكون مصر خالية من فيروس سى بحلول عام 2020.. والذين قاسوا من هذا الفيروس اللعين يعرفون قيمة هذه المبادرة العظيمة، وهى تشمل مسح الأطفال، وحتى المساجين فى السجون!.

فلا الترزى «مطبلاتى»، ولا هو مضطر لذلك أبداً، ولا الحلاق مضطر لوصلة نفاق.. المصريون يقولون كل شىء.. الحلوة والمرة.. نعم يشكون من الأسعار.. ولكن يعذرون الرئيس.. «مفيش حد عاوز يقرف شعبه.. ومصلحته يسعد الناس».. هكذا كان يقول وكنت أسمعه وهو أشبه بفيلسوف.. يحكى عن زمن فات، ويحكى عن ذكرياته فى الخليج، وعودته لزواج البنات!.

وأنا شخصياً كنت أرى ما يراه الترزى والحلاق وسائق التاكسى.. لكنهم شُجعان فى الجهر بالحقيقة.. وهناك ملايين يشعرون بأن الرئيس يسير فى مسارات متوازية.. من أول بناء الطرق والكبارى، وإنشاء المدن الجديدة، وانتهاء بالصحة والتعليم.. وهما الأصل لبناء الإنسان، الذى يُوليه اهتماماً كبيراً فى ولايته الثانية.. وأظن أنه سينجح إلى حد كبير فى مهمته!.

والآن يتابع الرئيس شخصياً مبادرة فيروس سى وطوابير الانتظار فى المستشفيات.. وبالتالى تحركت وزارة الصحة وقوافل الأطباء.. وتم القضاء على الانتظار، وسيقضى على فيروس سى.. وهو أمر تقدره منظمة الصحة العالمية ويقدره المخلصون.. فمَن لا يشكر الناس لا يشكر الله!.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع