المصريون.. وغرائب الأسماء!
مقالات مختارة | عباس الطرابيلي
الخميس ٢٠ سبتمبر ٢٠١٨
فى أثناء إعدادى لكتابى عن «الأسماء المصرية والعربية» اكتشفت فلسفات عديدة لأسماء العائلات.. ولكننى وصلت إلى أن وراء كل اسم فلسفة خاصة.. وربما يعود ذلك إلى مئات السنين.
مثلاً هناك من كان يتمسح فى أولاد الذوات.. بل أيضاً العائلة المالكة، فوجدنا من اختار أسماء: الأمير وأمير والبنت أميرة.. ومنهم من اختار: باشا، أو الباشا، وباشا فى التركية نقلاً عن الفارسية تعنى الأستاذ، أو الأسطى، أو رئيس العمل.. ومنهم من فضل اسم: الوزير، أو وزير، أو حتى وكيل أو الوكيل، ولكن منهم من اختار اسم: قايد أو «قائد» أو فضل: الوالى ووالى، ومنهم من تواضع بعض الشىء واختار اسم: الأفندى، أو أفندى وهم طبقة المثقفين أو الأفندية، ونتذكر هنا رؤية الرئيس أنور السادات لطبقة المثقفين أو الأفندية.. وكانت لهم المقاهى المخصصة لهم وكانت ترتفع درجات عن مقاهى العامة.. لأنها كانت مقر تجمعات الموظفين.. وأرباب الدواوين، حتى وجدنا مقهى الأفندية فى المناطق التى تكثر فيها «الدواوين» وإدارات الدولة.. بل وصل الأمر أن وجدنا فندق الأفندية فى ميدان الحسين.
ووجدنا أيضاً من كان يتقرب من العلم والعلماء ورجال الدين لذلك نجد عائلة «الفقى» وهو الفقيه الذى تعمق فى علوم الدين، ووجدنا: الإمام، وإمام، وأيضاً الشيخ، والعالم.. الحكيم وأيضاً حكيم.. وكذلك الملا.. ونتذكر هنا «الملالى» وذلك بالذات فى إيران والعراق ودول الخليج العربى.. وهم غير آيات الله.. فى إيران.. والملا والملالى عملوا بالتدريس والتعليم ومازالت أسماؤهم موجودة.. وأتذكر الدكتور يحيى الملا الذى كان وكيلاً بوزارة الصناعة أيام عزيز صدقى.
ثم وجدت من ينتسب للحرف أو التخصصات العسكرية سواء عمل الجد كان عسكرياً مثل البكباشى - وهى عائلة كبيرة فى الفيوم.. أو اللواء.. تماماً كما وجدنا الطوبجى - والمدفعى.. والمدفعجى.. حتى القندقلى أو الغندقلى وكانت مهمته إنارة القناديل أو الفوانيس.
■ ■ فهل كان الأصل غالباً أو نابعاً من المهن أو الحرف التى عملوا بها أم كان تمسحاً بالعائلات الغنية أم كما حاول أحدهم من أيام سعد زغلول، ورأى كيف كان الناس يهتفون باسمه: فأطلق على ابنه اسم: يحيى ليسمعها مدوية «يحيا.. فلان» حتى ينتشى بالهتاف باسمه!! على وزن «يحيا سعد».
ولكن تظل أسماء الحرف والمهن هى الأكثر شيوعاً مثل النجار، النحاس، الحديدى، الخشاب، البنا، البواب، الحداد، اللبان، الفتال، الطرابيشى، الفران، الصياد، السقا، الفطايرى، أما أن نجد من يحمل اسم: الجحش، الحيوان، الحمار، فتلك تحتاج دراسات.. تماماً كما نجد أسماء الحشاش، والحرامى، والبغل.. أما أن نجد أسماء: ذيب، تعلب، صقر، نمر، فهو هنا يريد أن يرهب أعداءه حتى نجد مفردات اسم: أسد، درغام، وكل أسماء الأسود.. وكم فى أسمائنا من غرائب!!
نقلا عن المصري اليوم