بعد الاتهامات بالتحرش وبيان «دويتشه فيله».. يسري فودة «في طريق الأذى»
سياسة وبرلمان | المصري اليوم
السبت ١٥ سبتمبر ٢٠١٨
في بيان نشرته شبكة «دويتشه فيله» الألمانية، أمس الجمعة، قالت إنها «استبعدت أحد العاملين فيها -دون أن تسمّه- على خلفية اتهامات بالتحرش الجنسي» وذلك بعد أيام من تداول وسائل إعلام مصرية رسمية وخاصة ما يفيد بأن «القضاء الألماني ينظر تورط الإعلامي يسري فودة في 3 قضايا تحرش بزميلات عمل انتهت إلى الإطاحة به من تقديم برنامجه السلطة الخامسة».
كثيرون ربطوا بين الواقعتين المتلاحقتين وما حدث بينهما من تطورات منها تعليق وبيان من «فودة» نفسه.. نرصد تفاصيل الأزمة من بدايتها وحتي التطور الأخير من جانب الشبكة الألمانية.
في منشور داخلي لـ«دويتشه فيله»، الجمعة، قالت إن إدارتها «أحيطت علمًا مؤخرًا بواقعة تحرش جنسي محتملة، والتحقيق الذي أطلق على الفور أظهر أن الاتهامات المقدمة يمكن تصنيفها على أنها ذات مصداقية».
كان «فودة» قد أعلن في 3 أغسطس الماضي توقف برنامجه «السلطة الخامسة» على شبكة «دويتشه فيله» الألمانية، وقال في بيان أسباب توقف برنامجه إن «الإرهاق بلغ مني مدى يدعوني إلى أن أستأذنكم في استراحة أعيد فيها ترتيب الذهن والنفس والبدن بعد حلقة أخيرة يوم الأربعاء المقبل إن شاء الله».
ونقلت وسائل الإعلام المصرية عن «مصادر وصفتها مطلعة»، لم يذكر اسمها، ادعاءها بأن «الفتاة التي كشفت الفضيحة زاملته في الشبكة الألمانية»، ونقلت المصادر عن الفتاة قولها إن «يسري فودة لم يتحرش بها وحدها، بل تحرش بعدد كبير من زميلاتها».
وذكرت وسائل الإعلام -الرسمية والخاصة- أسماء 3 فتيات، وزعم أن «فودة تحرش بهن في موقع العمل»، ومن جانبه رد «فودة» على مزاعم التحقيق معه في قضايا تحرش بزميلات عمل، وقال: «رغم أني عادةً أعف عن الرد على من لا يستحق الرد، فإنني أرى من واجبي تجاهكم أن أؤكد لكم أن ما ورد اليوم من افتراءات بحقي في منشور نمطي موحّد تم توزيعه (..) لا أساس له من الصحة جملةً وتفصيلًا. من يريد التيقن يستطيع مخاطبة إدارة دويتشه فيله بشكل مباشر».
أطراف عدة تواصلت مع الشبكة الألمانية للحصول على تعليق بشأن الواقعة، ولكن الرد الذي جاء الجميع من قبل إدارة الشبكة أنها «أنهت تعاقدها مع يسري فوده بعد عامين من التعاون، وأنها لا تعلق على أية تكهنات أو أمور خاصة بأي أشخاص».
في التوقيت نفسه، خرجت فتاة أخرى، ليست ممن ذكرتهم وسائل الإعلام المصرية، وذكرت واقعة تفيد بأنها «تعرضت للتحرش من قبل يسري فوده قبل عامين»، وقالت إنها اختارت هذا التوقيت لدفع الفتيات الأخريات إلى التحدث وتقديم شهاداتهن.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي صعد «هاشتاج» يحمل اسم يسري فودة، مع طوفان تغريدات تنعته بـ«المتحرش»، فيما راح آخرون يدافعون عنه تحت وسوم محدودة، أحدها يرفع شعار «كلنا يسري فودة».
وفي خضم التراشق بين منتقدين ومدافعين، خرج «فودة» للحديث من جديد، وقال إن «هذه حرب فرضت عليّ، أعرف مصدرها، وأعرف كيف بدأت وكيف تطورت، وأعرف أهدافها. لكني مثلكم أكتشف فصولها تدريجيًّا مثلما أكتشف معادن الناس في مرحلة لن يكون ما بعدها كالذي كان قبلها».
وأضاف، عبر حسابه الشخصي على «فيس بوك»: «على عكس ما بُنيت عليه هذه الحملة التشويهية، لا توجد أي قضية مرفوعة بحقي في أي محكمة، ولا علم لي بذلك. بغض النظر عن دوافع الادعاءات والتخمينات الحقيرة بحقي، فإن من واجبي تجاه نفسي وتجاه أهلي وأصدقائي وتجاهكم جميعًا أن أرفع بدوري قضايا قذف وتشهير بحق المدعين».
وتابع: «بالمقابل، أشجع المدعين على اللجوء إلى القضاء في ألمانيا أو غيرها من الدول المحترمة لرفع ما يرونه من قضايا، وسيسعدني الإجابة على أي سؤال أمام المحكمة»، وأرفق مع منشوره عنوانه البريدي وعنوان بريده الإلكتروني.
واختتم منشوره بالقول: «هذه حرب فرضت عليّ وأنا أقبلها، وأرجو ممن لديه ذرة من عدل أن يتوخى الحذر في سمعة الناس، سواء فيما يخصني أو حتى فيما يخص المدعي. أما فيما يخص اللعبة الكبرى فإن لها حديثًا آخر وطريقة أخرى للتعامل حين تكتمل الحقائق بين يديّ».
وأوضحت الشبكة الألمانية، في منشورها، الذي أوردته وكالة الأنباء الألمانية، أنها اتخذت بعد ذلك الإجراءات اللازمة، موضحة أن «الشخص المتهم لم يعد يعمل لدى دويتشه فيله»، وأن «الإدارة بدأت، الربيع الماضي، حملة توعية بالتحرش الجنسي في أماكن العمل بمبادرة من مدير العام للشبكة، بيتر ليمبورج، وخلال الكثير من المحادثات الشخصية مع الموظفات والموظفين في الأقسام وهيئات تحرير، أوضح المدير العام ومديرة الإدارة سياسة عدم التسامح مع وقائع التحرش الجنسي».
وأضاف المنشور أنه «تم خلال ذلك طرح الإمكانيات المتاحة لكافة الموظفين في هذا الصدد، وعقب ذلك قامت إحدى الموظفات بالإبلاغ عن واقعة»، مؤكدة أنها «ليس بإمكانها الإدلاء ببيانات مفصلة عن الواقعة أو الأشخاص المعنيين بها لأسباب قضائية».
في السياق نفسه، نشرت «أسوشيتدبريس» تقريرا تؤكد خلاله أن «الاتهامات بالاعتداء الجنسي الموجهة إلى موظف سابق في قناة (دويتشه فيله) جديرة بالثقة»، مشيرة إلى أن ذلك «جاء وسط اتهامات أخيرة بالتحرش الجنسي الموجهة إلى المذيع البريطاني- المصري الذي عمل لدى القناة».
لم تسمي «دويتشه فيله» أي أحد في حديثها، وقالت إنها لا تستطيع الكشف عن تفاصيل أخرى «لدواع قانونية»، إلا أن المتحدث كريستوف يومبلت، قال لـ«أسوشيتدبريس» في تصريحات عبر البريد الإليكتروني يوم الخميس: «إن المذيع البريطاني المصري يسري فودة غادر دويتشه فيله بعد تقديم برنامج لسنتين»، مضيفا: «انضم فودة إلى القناة في يونيو ٢٠١٦، وكقاعدة عامة، لا نعلق على ظنون أو أمور تخص بالأفراد».
يذكر أن «فودة» أنهى في سبتمبر ٢٠١٤، برنامج «آخر كلام» الذي كان يقدمه لـ4 سنوات على التلفزيون المصري، واتجه بعد ذلك إلى «دويتشه فيله» ليقدم برنامجا جديدا يحمل اسم «السلطة الخامسة»، وبين المرحلتين صدر له كتابا يحكي فيه تجربته الاستقصائية كصحفي في معاقل داعش، والتي رصدها في برنامج ثالث يحمل اسم «سري للغاية»، فهل يسير يسري الآن «في طريق الأذى» على غرار عنوان كتابه هذا؟!