الأقباط متحدون - بكلامك تتبرر وبكلامك تدان
  • ٠٧:٤٢
  • السبت , ١٥ سبتمبر ٢٠١٨
English version

بكلامك تتبرر وبكلامك تدان

سامية عياد

مع الكرازة

٢٥: ٠٤ م +02:00 EET

السبت ١٥ سبتمبر ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية

15/9/2018
عرض/ سامية عياد

علمنا الرب يسوع أن الكلام الذى يخرج من فم الإنسان إما أن يبرره ويخلصه أو أن يهلكه ويجعله مدان "لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان" ، فالكلام يقود دفة الحياة إما للسلام أو للنار ..

القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو فى مقاله "الكلام" وضح لنا أن الكلام يكشف عن الكنز الداخلى للإنسان أهو صالح أم شرير "الإنسان الصالح من الكنز الصالح فى القلب يخرج الصالحات ، والإنسان الشرير من الكنز الشرير يخرج الشرور" ، بالكلام نؤثر على من حولنا سواء بالإيجاب أو بالسلب ولكثرة الكلام أضرار كثيرة فهو من ناحية يكشف عن فراغ داخلى وضعف فضيلة إنكار الذات والرغبة فى الاستحواذ وإظهار الذات ومن ناحية أخرى كثرة الكلام يجعل الإنسان عرضة للخطأ وإثارة الناس ويجعله غير محبوب.

هناك عدة أمور بها نضبط اللسان منها لابد من التفكير قليلا قبل أن نتكلم أو نرد ، أيضا التدريب على انتقاء الألفاظ النقية الهادئة ، والمعبرة بدقة عن الفكرة التى بداخلنا فخير الكلام ما قل ودل ، علينا بالحذر من الاستدراج الى أحاديث غير بناءة "المباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها ، عالما أنها تولد خصومات .." .

من أقوال الآباء عن الكلام أن "خير للإنسان أن يسقط من مكان عال ، ولا يسقط من لسانه" قول للقديس يوحنا الدرجى ، أما القديس مار أسحق السريانى فيقول عن الكلام "الذى يطلق لسانه على الناس بالجيد والردىء ، لا يؤهل لنعمة الله" ، "إذا أردت أن تتعرف على رجل الله ، فاستدل عليه من سكوته" ، "إن كنت تحب التوبة فأحب السكوت ، لأنه بدونه لن تكمل التوبة" ، ونذكر أيضا قول القديس بيمن "من يكثر من الاختلاط بالناس ، لا يمكنه أن ينجو من النميمة" .

الصمت وقلة الكلام فضيلة تجنب الإنسان الكثير من المعاصى والعثرات "كثرة الكلام لا تخلو من معصية ، أما الضابط شفتيه فعاقل" ، ليتنا نقتنى هذه الفضيلة كما اتصف بها الكثير من القديسين والآباء وعلى رأسهم العذراء مريم ..