الأقباط متحدون - الإمارات تطلق مدينة مارس العلمية في 2021
  • ٠٥:٢٥
  • السبت , ١٥ سبتمبر ٢٠١٨
English version

الإمارات تطلق "مدينة مارس العلمية" في 2021

تكنولوجيا | إيلاف

٥٧: ١٠ ص +02:00 EET

السبت ١٥ سبتمبر ٢٠١٨

المدينة العلمية (مارس) ستحاكي ظروف كوكب المريخ تماما
المدينة العلمية (مارس) ستحاكي ظروف كوكب المريخ تماما

 بتكلفة نصف مليار درهم وعلى مساحة 1.9 مليون قدم
 أعلنت وكالة الإمارات للفضاء عن تأسيسها لمشروع علمي ضخم سيحاكي تماما أجواء كوكب المريخ، وسوف يتم إطلاق المدينة مع حلول عام 2021. وستغطي "مدينة مارس العلمية" في دبي مساحة 1.9 مليون قدم مربع، وسيتكلف بناؤها 500 مليون درهم (136.1 مليون دولار).

مستوطنة بشرية
وقال ناصر الراشدي مدير سياسات ونظم الفضاء في وكالة الإمارات للفضاء إن الإمارات ستبني "مدينة مارس العلمية" في دبي لمحاكاة الظروف على سطح المريخ. مشيرا إلى أن "بناء "مدينة مارس العلمية" هو جزء من مشروع مارس 2117 لإقامة مستوطنة بشرية على كوكب الأرض بحلول عام 2117، والتي أعلن عنها الشيخ محمد بن راشد في عام 2017.

حيث كان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي قد أعلن في نهاية سبتمبر من العام الماضي 2017 إطلاق مدينة المريخ العلمية، وذلك خلال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات، التي عقدت برئاسة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.

تجارب لمدة عام
وكشف الراشدي أن فريقا من العلماء ورواد الفضاء سيعيشون في "مدينة مارس العلمية" لمدة عام كامل من أجل إجراء تجارب تتعلق بدراسات حول الزراعة والأمن الغذائي، كما ستعمل تقنية الطباعة الإشعاعية والحرارة والطباعة ثلاثية الأبعاد على محاكاة بيئة المريخ داخل مدينة دبي. منوها بأن استكشاف المريخ في الدولة مرتبط بمعرفتها بشأن ما الذي من الممكن أن تكتسبه من هذا الكوكب الأحمر، مما قد يؤدي إلى استخدامه.

القمر
وتابع "اخترنا كوكب المريخ بالطبع لأسباب مختلفة، هناك العديد من الأمور التي من الممكن أن نتعلمها من المريخ، والتي من السهل تطبيقها على الأرض وفي الإمارات العربية المتحدة، وتفوق ما سنتعلمه من القمر، لذلك فإننا ننظر إلى المريخ كوسيلة للتعلم وكذلك كنوع من الاستخدام، بالتعاون مع شركاء دوليين آخرين".

مهمات فضائية
وذكرت وكالة الإمارات للفضاء في موقعها الإلكتروني أن "دولة الإمارات العربية المتحدة تتمتع بأعلى مستويات العزم والإصرار على تحقيق رؤيتها بأن تكون ضمن الدول الرائدة في مجال الفضاء بحلول عام 2021، لذلك فإن المهمات الفضائية التابعة لوكالة الإمارات للفضاء ستساهم في تطوير العلوم والتكنولوجيا والابتكار في مجالات الفضاء المختلفة، التي ستقود الدولة للعب دور مهم في السباق الفضائي وتطوير الكوادر الإماراتية بالتعاون مع الشراكات العالمية والمحلية للوصول إلى ما يحقق صلاح البشرية. وتمثل مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ مثال قوي عن المهمات الاماراتية التي تندرج ضمن خطط بناء قطاع فضائي مستدام".

مسبار الأمل
وأضافت الوكالة أن دولة الإمارات دخلت بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، عبر مرسوم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بإنشاء وكالة الإمارات للفضاء، وبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ، أطلق عليه اسم "مسبار الأمل"، لتكون الدولة بذلك الإمارات واحدة من بين تسع دول فقط تطمح لاستكشاف هذا الكوكب.

وتابعت أن المسبار سينطلق في مهمته عام 2020، ومن المخطط أن يصل إلى المريخ بحلول عام 2021، تزامناً مع ذكرى مرور خمسين عاماً على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة. ويجري التخطيط والإدارة والتنفيذ لمشروع المسبار على يد فريق إماراتي يعتمد أفراده على مهاراتهم واجتهادهم لاكتساب جميع المعارف ذات الصلة بعلوم استكشاف الفضاء وتطبيقها، إذ تشرف وكالة الإمارات للفضاء على المشروع وتموله بالكامل، في حين يطور مركز محمد بن راشد للفضاء المسبار بالتعاون مع شركاء دوليين.

وذكرت "تتجلى أهداف المهمة في بناء موارد بشرية إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية التي تعود بالنفع على البشرية، والتأسيس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة وتعزيز التنويع وتشجيع الابتكار، والارتقاء بمكانة الإمارات في سباق الفضاء لتوسيع نطاق الفوائد، وتعزيز جهود الإمارات في مجال الاكتشافات العلمية، وإقامة شراكات دولية في قطاع الفضاء لتعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة".

مزن سات 2019
وقامت وكالة الإمارات للفضاء بالتعاون مع "معهد مصدر التابع لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا" و"الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة" بإطلاق مشروع تطوير وبناء القمر الاصطناعي "مزن سات" لدراسة الغلاف الجوي للأرض.

ويأتي مشروع "مزن سات" في إطار أهداف الوكالة الاستراتيجية لتنمية القدرات الوطنية وتعزيز أنشطة البحث العلمي وتنظيم أنشطة القطاع الفضائي الوطني، حيث سيقوم الطلبة في الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة ومعهد مصدر التابع لجامعة خليفة بتصميم وبناء "مزن سات" لاستخدامه في جمع وتحليل البيانات المتعلقة بمستويات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وبالتحديد غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون في أجواء دولة الإمارات، مستفيدين من المرافق والمخابر العلمية المتطورة في معهد مصدر التابع لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا.

وأفادت الوكالة أنه سيجري إطلاق القمر الاصطناعي في أواخر العام 2019 من قبل "وكالة استكشاف الفضاء اليابانية" إما عن طريق المحطة الدولية الفضائية ومن ثم إطلاقه عبر وحدة إطلاق على متن المحطة أو كحمولة إضافية ضمن عمليات إطلاق لطرف ثالث.

الأشعة تحت الحمراء
وسيقيس القمر الاصطناعي عند وصوله إلى مداره كمية غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون وتوزعهما في الغلاف الجوي باستخدام جهاز علمي يعمل بالأشعة تحت الحمراء ذات الموجات القصيرة وبالتحديد ما بين (1000-1650 نانو متر)، حيث سيقوم فريق من طلاب من معهد مصدر برصد ومعالجة وتحليل البيانات التي يرسلها إلى محطة أرضية تابعة للمعهد. وسيقدم القمر الاصطناعي أيضا بيانات عن ظاهرة المد الأحمر على سواحل الدولة والتي تؤثر سلبيا على البيئة المائية والثروة السمكية، وبالتالي تمرير هذه المعلومات الى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات الوقائية ذات الصلة في الوقت المناسب.

مكوك الابتكار (ISHUTTLE)
وأوضحت وكالة الإمارات للفضاء أن مكوك الابتكار يعتبر منصة لاستقطاب الأفكـار المبتكرة من العامة وبما فيهم المجتمع العلمي لتحديات تواجه قطـاع الفضـاء ذات علاقة بخارطة الطريق للعلوم والتكنولوجيا والابتكار. مبينة أن "المشروع يعد إحدى مبادرات برنامج الابتكار الحكومي لمركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي. وستساهم  بإطلاق تحديات متنوعة تسمح لزوارها المشاركة من خلال طرح أفكـار وحلول مبتكرة من شأنها حل المشاكل المعقدة وتصميم تجارب فريدة من نوعها. وستكون الفرصة متاحة أمام الأفراد والمجموعات من مختلف الفئات العمرية لتقديم أفكارهم وفرصة تطويرها إلى مشاريع فضائية مستقبلية".

القمر الصناعي الصغير
وأعلنت وكالة الإمارات للفضاء بالتعاون مع جامعة خليفة وشركة بوينغ عن مسابقة "تحدي القمر الصناعي الإماراتي الصغير" الذي سيتيح للطلاب المشاركة في تقديم أفكـار عن حمولات علمية وتقنية سيتم إطلاقها على متن مركبة فضـائية مصغرة (2U CubeSat). وسيحصل الفريق ذو أفضـل فكرة على فرصة بنـاء الحمولة بالإضافة إلى بناء المركبة الفضـائية وتركيب الحمولة على متنها ومن ثم سيتم إطلاقها عن طريق المحطة الفضـائية الدولية. 

تاريخ الفضاء الإماراتي
اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بعلوم الفضاء والفلك ليس وليد اللحظة، بل يرجع إلى سبعينيات القرن الماضي عندما التقى الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع فريق وكالة ناسا المسؤول عن رحلة أبولو إلى القمر، حيث كان هذا اللقاء حافزا لتوجيه اهتمام الإمارات  بالفضاء منذ ثلاثة عقود، ما أدى إلى ولادة قطاع وطني للفضاء مع تأسيس شركة الثريا للاتصالات في أبريل 1997، وشركة الياه للاتصالات الفضائية "ياه سات" بعد عشر سنوات في عام 2007.

وقبل وقت قصير من تأسيس "ياه سات"، أنشأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة" التي تهدف إلى تعزيز علوم الفضاء والأبحاث العلمية في دولة الإمارات العربية والمنطقة. وعملت المؤسسة منذ فبراير 2006 وحتى أبريل 2015 قبل دمج المؤسسة مع "مركز محمد بن راشد للفضاء".

وفي عام 2014 جرى تأسيس وكالة الإمارات للفضاء بموجب مرسوم بقانون اتحادي، وتهدف إلى تطوير قطاع الفضاء في الدولة، حيث تتولى الوكالة هذا المسؤولية عبر إقامة الشراكات والبرامج الأكاديمية والاستثمارات في مشاريع الأبحاث والتطوير والمبادرات التجارية ودفع عجلة أبحاث علوم الفضاء واستكشافه.

إنجازات الوكالة
حققت وكالة الإمارات للفضاء العديد من الإنجازات الهامة ضمن قطاع الفضاء المحلي والدولي منذ تأسيسها عام 2014، ومن بينها إطلاق وتنفيذ خطة استراتيجية شاملة، وتوقيع عدد من مذكرات التفاهم مع أهم الجهات الفاعلة في قطاع الفضاء العالمي، فضلاً عن إطلاق وتنفيذ مجموعة من المبادرات والمشاريع على المستوى المحلي والإقليمي.
 
إطلاق استراتيجية وكالة الإمارات للفضاء
وأطلقت وكالة الإمارات للفضاء عام 2015 استراتيجيتها الشاملة التي ترتكز على ثلاث صلاحيات أساسية وضعها رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي تطوير قطاع الفضاء، وإعداد سياساته وتنظيمه، وتوجيه برامج الفضاء الوطنية التي من شأنها أن تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني.

إطلاق السياسة الوطنية لقطاع الفضاء
أطلقت وكالة الإمارات للفضاء السياسة الوطنية لقطاع الفضاء في دولة الإمارات والتي اعتمدها مجلس الوزراء برئاسة الشيخ محمد بن راشد في الرابع من شهر سبتمبر 2016.

وتهدف السياسة الوطنية إلى بناء قطاع فضائي إمارتي قوي ومستدام، يدعم ويحمي المصالح الوطنية والقطاعات الحيوية، ويسهم في تنويع الاقتصاد ونموه، ويعزز الكفاءات الإماراتية المتخصصة، ويطور القدرات العلمية والتقنية العالية، ويرسخ ثقافة الابتكار والفخر الوطني، ويرسي دور دولة الإمارات ومكانتها إقليميا وعالميا.

اتفاقيات التعاون الدولي
وقعت وكالة الإمارات للفضاء عددا من الاتفاقيات الهامة مع جهات رائدة في قطاع الفضاء الدولي، مثل وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية "جاكسا"، ووكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس"، ووكالة الفضاء الهندية.

عضوية المنظمات العالمية
نجحت وكالة الإمارات للفضاء في الحصول على عضوية مجموعة من المنظمات والهيئات العالمية الوكالات الدولية ذات الصلة بشؤون الفضاء، من بينها عضوية اللجنة الدولية لاستكشاف الفضاء، وهي أول دولة عربية تنضم إلى هذه اللجنة العالمية، وعضوية لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية، وعضوية "الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية"، وعضوية "مجموعة مراقبة الأرض" المعنية بالتوعية فيما يتعلق بإمكانية الولوج إلى بيانات مراقبة الأرض.