الأقباط متحدون - ما السر وراء ارتفاع حالات الانتحار بين النساء في الهند؟
  • ٠٨:٣٥
  • السبت , ١٥ سبتمبر ٢٠١٨
English version

ما السر وراء ارتفاع حالات الانتحار بين النساء في الهند؟

أخبار عالمية | بي. بي. سي.

٣٩: ١٠ ص +02:00 EET

السبت ١٥ سبتمبر ٢٠١٨

15 من بين كل 100 ألف امرأة في الهند يقدمن على الانتحار
15 من بين كل 100 ألف امرأة في الهند يقدمن على الانتحار

انتهت دراسة أجرتها دورية لانسيت الطبية العالمية إلى أن الهنديات يمثلن قرابة 36.6 في المئة من النساء اللاتي ينتحرن حول العالم.

وفيما يلي نحاول استكشاف الأسباب التي تجعل الهنديات الأكثر إقداما على الانتحار.

"أزمة صحية"
تشير الباحثة راخي داندونا إلى أن نسبة انتحار النساء في الهند تراجعت بدرجة كبيرة خلال العقد الماضي.

لكنها تؤكد على أن هذا لا يكفي، حيث لا تزال 15 من بين كل 100 ألف امرأة في الهند تقدم على الانتحار، وهو ما يمثل أكثر من ضعف المتوسط العالمي: سبعة من بين كل 100 ألف.

كما أن نسبة انتحار الرجال في الهند مرتفعة أيضا، إذ تبلغ 24 بالمائة من بين حالات انتحار الرجال حول العالم.

وتحذر الدراسة من أن الهند على شفا أزمة صحية حادة.


أغلب النساء المنتحرات في الهند متزوجات

مشاكل الزواج
بحسب الدراسة، فإن 71.2 بالمائة من النساء اللاتي يقدمن على الانتحار تتراوح أعمارهن بين 15 و 39 عاما وأغلبهن متزوجات.

وتشير إلى أن بعض المشاكل المرتبطة بالزواج في الهند قد تجعل النساء تفكر في الانتحار، وتذكر على سبيل المثال:

    الزواج المبكر،

    صغر سن العديد من الأمهات،

    تدني الوضع الاجتماعي،

    العنف الأسري،

    التبعية المادية، حيث أن أغلب النساء يعتمدن على أزواجهن ماديا.

وقالت الباحثة راخي داندونا لبي بي سي إن النساء في المرحلة العمرية بين 15 و39 عاما يعانين عددا من المشاكل في المجتمع الهندي، وبالتالي هن أكثر عرضة لحالات الاكتئاب ويفتقدن إلى الرعاية الصحية النفسية اللازمة.

واحدة من كل خمس نساء في الهند تتزوج في سن ما دون 15 عاما

لكن، من الواضح أنه لا توجد أبحاث كافية تركز على الأسباب الحقيقية لارتفاع حالات الانتحار بين النساء في الهند.

ووجدت الدراسة تباينا كبيرا بين الولايات الهندية في عدد النساء المنتحرات، وكانت النسبة الأكبر في ولايتي تاميل نادو وكارناتاكا جنوب البلاد.

وتعتبر الولايتان من المناطق التي تتمتع فيها المرأة بوضع اقتصادي واجتماعي أفضل من باقي المناطق نسبيا.

ولم تجد الدراسة تفسيرا شافيا للظاهرة في كلا الولايتين.

لكن الدكتورة لاكسمي فيجاياكومار، وهي مؤسسة مركز للوقاية من الانتحار، تقول إن إحدى الفرضيات هي أن ارتفاع سقف التوقعات يؤدي إلى صدمات أشد وقعا، معتمدة في ذلك على أمثلة من بعض الولايات الأمريكية المزدهرة اقتصاديا.

دراسة تقول إن 66.7% من النساء في مقاطعة ساندربانز في الهند استخدمن مبيدات للإضرار بأنفسهن

درس من الصين
وتقول الدراسة إنه يمكن الاستفادة من التجربة الصينية في التعامل مع ظاهرة انتحار النساء في الهند التي يوجد بها 18 في المئة من سكان العالم.

وكانت الصين واحدة من الدول التي تستحوذ على النسبة الأعلى من النساء المنتحرات عام 1990 لكنها نجحت في تخفيض هذه النسبة بنحو 70% عام 2016.

ويرجع هذا الإنجاز إلى التراجع السريع في عدد النساء المنتحرات في الأرياف الصينية.

وقالت الدكتورة فيجاياكومار لبي بي سي إن "الحكومة الصينية تقول إن 25% من النساء نزحن من الريف إلى المدن بحثا عن فرص عمل أفضل".

وتشير إلى أن الصين "نجحت أيضا في تطوير الخدمات الصحية النفسية المقدمة للنساء" .

الصين سجلت تراجعا كبيرا في أعداد نساء الريف المنتحرات خلال العقد الماضي

كيف يمكن الحد من هذه الظاهرة؟
هناك خطط كثيرة يمكن تطبيقها في كل العالم للحد من حالات الانتحار منها الحد من إمكانية الحصول على الوسائل التي يستخدمها المنتحرون لإنهاء حياتهم.

وبعض الدراسات أثبتت مثلا أن 30% من حالات الانتحار حول العالم تمت باستخدام المبيدات.

وقالت فيجاياكومار إن الحد من إمكانية حصول الأفراد على هذه المبيدات هو "حل في المتناول" لكنه لا يحظى باهتمام كاف.

كما أن هناك ارتباط كبير بين حالات الانتحار وشرب الكحول، إذ أن " نسبة كبيرة من حالات الانتحار حدثت تحت تأثير الكحول وهذه ظاهرة يمكن البحث فيها على مستوى البلاد" حسبما تقول الدكتورة فيجاياكومار .

وتسود في الهند ثقافة الصمت عن العنف الذي تتعرض له النساء في إطار العائلة وعن مشاكل زوجية أخرى.

وتقول فيجاياكومار إنه من المهم اتباع سياسة وقائية من الانتحار في الهند، وتسهيل الوصول إلى "الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات" والتدخل لمساعدتهم.

كما تقترح الباحثة راخي داندونا تحسين فرص الحصول على الخدمات الصحية النفسية كبداية جيدة للوصول إلى الهدف المنشود وهو الحد من حالات الانتحار.

الكلمات المتعلقة
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.