ماذا ننتظر من رئيس....؟
مقالات مختارة | الأب رفيق جريش
الجمعة ١٤ سبتمبر ٢٠١٨
ماذا ننتظر من رئيس لا يريد تشريع قانون حمل السلاح رغم المطالب الشعبية لشعبه فى الولايات المتحدة الأمريكية إكراماً «للوبى» بيع السلاح، وماذا ننتظر من رئيس يتفاخر أنه يعقد صفقات سلاح بالمليارات لتشغيل مصانع بلاده، وماذا ننتظر من رئيس مشكوك فى سلوكياته الشخصية وولائه لبلاده خاصة بعد المؤتمر الصحفى المخزى الذى عقده فى هلسينكى مع الرئيس الروسى بوتين وأحرج فيه الهيئات الاستخبارتية الأمريكية لصالح روسيا بشأن تدخلها أو عدمه فى انتخابه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية. لا يجب أن ننتظر شيئاً، فهو الذى رفع شعار انتخابه «أمريكا أولاً» وهو ينفذ هذا الشعار فى سياسته الاقتصادية والسياسية.
أما شأننا فهو أطفال الفلسطينيين فالرئيس الأمريكى يجامل إسرائيل والصهاينة فبعد أن نقل سفارة بلاده إلى القدس واعترف بها عاصمة لإسرائيل رغم معارضة المجتمع الدولى لذلك، ثم سحب اعترافه بدولة فلسطين وأغلق مكتب التمثيل الفلسطينى فى أمريكا سحب الـ25 مليون دولار المخصصة لمساعدة المستشفيات الفلسطينية فى القدس الشرقية وقبلها إلغاء تمويل الولايات المتحدة لوكالة غوث اللاجئين «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة والتى منذ 1949 تقع على عاتقها تقديم الخدمات الصحية والتعليمية تقريباً لـ6 ملايين لاجئ فلسطينى.
إن خدمة الإنسان والطفل الفلسطينى هى مسؤولية أخلاقية وإنسانية فى المقام الأول والأخير، لا يجب أن تتدخل فيه السياسة وألاعيبها خاصة أن سياسة ترامب هى ممزوجة بالفكر التجارى وإجراء الصفقات واستغلال المال كأداة ضغط لصالح السياسة الإسرائيلية الاستيطانية ضد البسطاء والفقراء اللاجئين من الشعب الفلسطينى وأطفاله.
الخطر كل الخطر أن تنتج هذه السياسة الأمريكية مزيداً من العنف فى منطقة الشرق الأوسط ومزيداً من الإرهاب فى العالم بعد أن تجردت هذه السياسة من ثوب الإنسانية والمسؤولية الأخلاقية تجاه الأضعف وهى التى تدعى بأنها الأقوى والأعظم.
نقلا عن المصري اليوم