العقوبات الامريكية علي الفلسطينين لقبول صفقة القرن
سليمان شفيق
الجمعة ١٤ سبتمبر ٢٠١٨
سليمان شفيق
محاولات ادرة ترامب ، انهاء قضية اللاجئين وتوطينهم في لبنان والعراق وسوريا والاردن ،يؤكد بما لايدعوا مجالا للشك فشل صفقة القرن .. وردا علي رفض منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية ما سمي صفقة القرن توالت الضغوط الامريكية ، من اعلان القدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الامريكية اليها ، وتخفيض المعونة الامريكية للانروا وعدم ادراج عودة اللاجئين في المفاوضات ،واخيرا اغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن ، ووفق ما نشرتة "سبوتنيك " الروسية ان :"الخارجية الامريكية اعلنت اغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن ، وأضاف البيان أن " الولايات المتحدة مازالت تعتبر أن المفاوضات المباشرة بين الجانبين هي السبيل الوحيد للسير إلى الأمام. وينبغي ألا تستغل هذه الاجراءات من قبل أولئك الذين يسعون إلى منع التوصل إلى اتفاق سلام".
وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، قال الاثنين الماضي ، إن الإدارة الأمريكية أبلغت الفلسطينيين رسميا بأنها ستغلق مقر منظمة التحرير في واشنطن،ووفقا لما نشر علي لسان عريقات لوكالة وفا الفلسطينية :"وأدان عريقات قرار الإدارة الأمريكية، واصفا هذه الخطوة المتعمدة، بالهجمة التصعيدية المدروسة "التي سيكون لها عواقب سياسية وخيمة في تخريب النظام الدولي برمته من أجل حماية منظومة الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه"، وقال عريقات: "لقد تم إعلامنا رسميا بأن الإدارة الأمريكية ستقوم بإغلاق سفارتنا في واشنطن عقابا على مواصلة العمل مع المحكمة الجنائية الدولية ضد جرائم الحرب الإسرائيلية، وستقوم بإنزال علم فلسطين في واشنطن العاصمة، ما يعني أكثر بكثير من صفعة جديدة من إدارة ترامب ضد السلام والعدالة. ليس ذلك فحسب، بل تقوم الإدارة الأمريكية بابتزاز المحكمة الجنائية الدولية أيضا وتهدد مثل هذا المنبر القانوني الجنائي العالمي الذي يعمل من اجل تحقيق العدالة الدولية".
وأضاف: "بإمكان الإدارة الأمريكية اتخاذ قرارات متفردة وأحادية خدمة لليمين الإسرائيلي المتطرف، وبإمكانها إغلاق سفارتنا في واشنطن، وقطع الأموال عن الشعب الفلسطيني، ووقف المساعدات بما فيها التعليم والصحة، لكنها لا يمكن أن تبتز إرادة شعبنا ومواصلة مسارنا القانوني والسياسي، خاصة في المحكمة الجنائية الدولية، وسنتابع هذا المسار تحقيقا للعدالة والانتصاف لضحايا شعبنا، وحث المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، الإسراع في فتح تحقيق جنائي فوري في جرائم الاحتلال الإسرائيلية".
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير ففلسطين طلال أبو ظريفة قال أن قرار الإدارة الأمريكية هو "لعبة سياسية سخيفة، ويصب في صالح توفير الحماية لحكام إسرائيل، من المساءلة والمحاسبة على الجرائم التي ترتكبها في الأراضي الفلسطينية".
واضاف في حديث عبر برنامج "بانوراما" أن "على الجانب الفلسطيني عدم الخضوع للضغوطات الأمريكية والرد بالتحلل من كل العلاقات مع الإدارة الأمريكية الحالية المنحازة لإسرائيل".
وشدد على وجوب قيام السلطة الفلسطينية بالرد على هذا القرار عبر الانضمام إلى كل المؤسسات الدولية والبروتوكولات التي تتخذ الولايات الامريكية .
من جهة اخري وفي حوارة مع( سي ان ان ) الثلاثاء الماضي ، ايد رئيس الوزراء الاسرائيلي ميخائيل نتنياهو ، قرار الادارة الامريكية بأغلاق مكتب رئيس التحرير في واشنطن ،ووصف نتنياهو خطوة الإدارة الأمريكية بـ"القرار الصائب"، وعبر عن تأييد إسرائيل لإغلاق مكتب منظمة التحرير، وذلك كي يدرك الفلسطينيون أن رفضهم للتفاوض وإحالة إسرائيل للجهات الدولية لن يفيد عملية السلام.
في حين كتب الكاتب الامريكي توم روجان في مقال لة بمجلة "واشنطن إكزامينر" تحت عنوان ا"غلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن يضر بالمصالح الأمريكية وعملية السلام"
وقال روجان في مستهل مقاله: "أخطأت الإدارة الأمريكية بإغلاقها مكت منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن، التي تعتبر بمثابة السفارة الفلسطينية التي تخدم مصالحهم في أمريكا".
وأعلنت وزارة الخارجية الامريكية أن إغلاق المكتب جاء لسببين رئيسيين، أولًا كرد على تعام منظمة التحرير مع المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة إسرائيل، وثانيًا أن المنظمة رفضت الاشتراك مع حكومة الولايات المتحدة الامريكية باحترام فيما يخص جهود السلام، واضاف الكاتب: "المحكمة الجنائية الدولية منظمة معادية لإسرائيل وللولايات المتحدة، وتعمل مع منظمات أخرى حول القضايا التي تهاجمهم، إلا أن إغلاق مكتب منظمة التحرير لا يضر بالمحكمة الجنائية الدولية، كما أن إغلاق هذا المكتب لا يقدم شيئًا في عمليات السلام، ولكنها تُقوي متعصبين آخرين مثل حماس".
ويضيف الكاتب، حقيقة أالولايات المتحدة انهت كل تمثيل للفلسطينيين في واشنطن - ماعدا ذلك الموجود في الأمم المتحدة - يجعل من الصعب على قادة فتح (الفصيل الرئيسي المؤسس بمنظمة التحرير الفلسطينية) في المستقبل التعاون مع الولايات المتحدة، وإذا ما فعلوا ذلك سيجعلهم عرضة للنقد الشديد ووصفهم بـ"الخائنين".
من جهة اخري كشف وزير الاستخبارات والمواصلات الاسرائيلي "يسرائيا كاتس" عن خطة طرحها الرئيس الامريكي ترامب بشأن توطين اللاجئين بالشرق الاوسط، وبحسب كاتس، وهو وزير بارز من أعضاء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" فإن القادة العرب والفلسطينيين كانوا يستغلون قضية اللاجئين كـ"رافعة للمطالبة الظالمة" بحق العودة ومحاولة تدمير إسرائيل، بحسب تعبيره، وتابع: "من الجيد أن تختفي (قضية اللاجئين الفلسطينيين) من العالم"
وترفض الدول العربية توطين اللاجئين الفلسطينيين، وتطالب بتسوية النزاع على أساس مبادرة السلام العربية، التي تقضي بإنشاء دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.