الأقباط متحدون - إخوة الوطن
  • ٠٨:٥٠
  • الاربعاء , ١٢ سبتمبر ٢٠١٨
English version

إخوة الوطن

مقالات مختارة | درية شرف الدين

٢١: ٠٩ م +02:00 EET

الاربعاء ١٢ سبتمبر ٢٠١٨

درية شرف الدين
درية شرف الدين

هل ستمر حكاية قرية «دمشاو هاشم» بالمنيا هكذا مرور الكرام؟ هل يراهن البعض من ذوى المصلحة أو الغرض على ذهابها بعد أيام إلى طى النسيان؟ هل يرى بعض المسؤولين فى تلك الاعتداءات أمراً هيناً لا قيمة له ولا أثر؟ أهكذا يتم تقدير الأمور وحساب العواقب؟

حولنا أمثلة لبلاد يتناحر أبناؤها تحت راية التعصب والكراهية والرفض للآخر المختلف ديناً أو طائفة، بلاد تآكلت أطرافها وتقسمت أراضيها وهجر مواطنوها إلى حدود الجيران يعيشون ضيوفاً بؤساء مساكين غير مرغوب فيهم، والذى دفع بهم إلى هذا المصير، هل هى المؤامرة الأجنبية؟ وهل كان لتلك التآمرات أن تفلح لولا غفلة المواطنين وتقاعس المسؤولين؟ لولا هذا التيار السام من الكراهية والرفض والاضطهاد والرغبة فى الاستحواذ الأحادى على الوطن تمهيداً لتقسيمه من جديد بين المؤمنين بجد والمدعين الإيمان؟ تصفية يريدونها لن تنتهى إلا بالخراب على الجميع.

قرية «دمشاو هاشم» لم تكن الوحيدة ولم تكن الأولى، سبقتها قرى أخرى فى نفس المحافظة «المنيا»، وكأن المنيا أصبحت بلا صاحب وبلا قائد، مقاطعة تصور متطرفوها أنها استقلت عن الوطن، أصبحوا هم الحكومة، والتهدئة هناك عبر السنوات الماضية لم تأت بثمارها بدليل التكرار بل الفجر فى الأفعال، التهدئة الصورية لم تطفئ ولن تطفئ النار التى تحت الرماد، أمن الخارجون عن القانون العقاب فأساءوا الأدب وأساءوا إلى كل مواطن مصرى مسلم قبل المسيحى، المسلم الذى يشعر بالألم لما ينسب إلى دينه وأخلاقه عن طريق الخطأ عبر مجموعة من المهووسين والمتواطئين والمخربين والمدفوعين إلى الحرق والنهب والاستعلاء لأسباب متعددة مدفوعة الأجر مقدماً ممن يتآمرون من الداخل ومن الخارج، مؤامرة على الوطن اختاروا بؤرتها فى قرى «المنيا».

المادة ٦٤ من الدستور المصرى تنص على: «حرية الاعتقاد مطلقة وحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأصحاب الأديان السماوية حق ينظمه القانون، فهل كتب الدستور ليتم تنفيذ مواده أم لحفظها بين صفحاته فقط.

بؤرة محافظة «المنيا» خطيرة، حرائق تحت الرماد، اليوم دمشاو وبالأمس كانت عزبة سلطان وقبلهما قرية الزنيقة بإسنا، سنوات قليلة تكررت بها نفس الأحداث وتكرر نفس سيناريو الرد: مواجهة هادئة فاترة غير واعية لخطورة الوضع بدليل التكرار والتجرؤ على الاعتداء على المصلين ومتاجرهم وحرقها ونهبها من جديد.

العدل أساس الملك، ونحن - كمصريين مسلمين - نطلب أن يستقيم ميزان العدالة فى بلدنا وأن ينصف إخوة الوطن والأصل والمصير.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع