إدارة ترامب أمام خيار صعب بشأن دعمها العسكري للسعودية والإمارات
أخبار عالمية | واشنطن بوست
الاربعاء ١٢ سبتمبر ٢٠١٨
أكدت صحيفة "واشنطن بوست" أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تواجه اليوم خيارا "صعبا وربما مفصليا" بشأن دعمها للتحالف العربي بقيادة السعودية الذي يخوض عمليات قتالية في اليمن.
وأوضحت الصحيفة في تقرير نشرته أمس بأنه بموجب قانون جديد يربط بين تصرفات التحالف العربي في اليمن والدعم العسكري له من قبل الولايات المتحدة، يتعين على وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن يعرض بوضوح، حتى اليوم الأربعاء، على أعضاء الكونغرس موقف الإدارة الأمريكية من ما إذا كانت السعودية والإمارات، أهم أعضاء التحالف، تبذلان جهودا كافية لحماية المدنيين في اليمن.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين تأكيدهم أن الخارجية الأمريكية أعدت وثيقة لبومبيو تضم خيارات مختلفة، من قطع المساعدات للتحالف، إلى توسيعها من أجل رفع دقة الغارات الجوية، لكن القرار النهائي لم يتخذ بعد على الأرجح.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة، منذ بدء التحالف عملياته القتالية في اليمن عام 2015، تقدم مساعدات محدودة إليه، بما فيها تزويد الطائرات الحربية للتحالف بالوقود في الجو وتبادل معلومات استخباراتية وتصدير أسلحة ومعدات متطورة.
لكن القانون الجديد يشترط لتقديم هذا الدعم تأكيد الإدارة الأمريكية أن دول التحالف تتخذ إجراءات ملموسة وكافية لإنهاء الحرب واحتواء الأزمة الإنسانية في البلاد.
واعتبرت الصحيفة القرار الذي سيصدر اليوم نقطة مفصلية في سياسة ترامب الخارجية وعلاقات البيت الأبيض مع شركائه في الشرق الأوسط، موضحة أن مواصلة دعم التحالف سوف تستدعي بالضبط انتقادات داخل البلاد من دعاة السلام، بينما سيكون قرار وقف المساعدات بمثابة "صفعة" لشركاء واشنطن الموثوق بهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسألة الدعم الأمريكي لدول التحالف أثارت في الأسابيع الأخيرة جدلا بين المسؤولين الحكوميين، حيث طالب البعض إبقاء المساعدات وحتى توسيعها، بينما ناشد آخرون تجميد الدعم، على خلفية ورود تقارير عن مقتل عشرات المدنيين، بمن فيهم أطفال، جراء غارات للتحالف في اليمن.
وأفادت الصحيفة بأنه حتى إذا أعرب بومبيو اليوم عن معارضته لتصرفات التحالف، فمن المرجح أن تلجأ الإدارة الأمريكية إلى حقها المنصوص عليه في التنازل عن مقتضيات القانون المذكور لمواصلة الدعم، لكن ذلك سيُحدث على أي حال شرخا بين واشنطن وحلفائها الإقليميين، لا سيما في وقت يبحث فيه البيت الأبيض عن دعمهم في عدة مبادرات، بما فيها "الناتو العربي" ضد إيران.
وعزز ترامب منذ توليه مقاليد الحكم الروابط العسكرية مع السعودية والإمارات واستأنف الصادرات العسكرية المجمدة في عهد سلفه باراك أوباما.
وأقرت الأمم المتحدة بارتكاب جميع أطراف النزاع في اليمن مخالفات قد ترقى بعضها إلى جرائم حرب، مؤكدة أن غارات التحالف هي السبب الرئيسي لمقتل المدنيين في هذه البلاد.