الأقباط متحدون - الكنيسة صراع أم مخاض ميلاد
  • ٢٣:٤١
  • الثلاثاء , ١١ سبتمبر ٢٠١٨
English version

الكنيسة صراع أم مخاض ميلاد

كمال زاخر موسى

مساحة رأي

١٣: ١٠ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١١ سبتمبر ٢٠١٨

كتب : كمال زاخر
الفصل الأخير :
32 ـ أما بعد ..
بعد ماراثون قطع مسافات ممتدة تجاوزت القرن من الزمان، اخترق شوارع الكنيسة والوطن معاً، مازال السؤال قائماً: الكنيسة صراع أم مخاض ميلاد؟، والإجابة القاطعة عليه يحددها مدى امتلاكنا لقدرة مواجهة واقع ملتبس ومرتبك، لم تعد الإرادات المنفردة صاحبة القرار، ولم تعد العلاجات الجزئية كافية، فالعالم يتغير من حولنا، والتواصل الكونى صار واقعاً عبر تداعيات وتقنيات الثورة الرقمية، الأمر الذى انعكس على الكيانات التقليدية الراسخة، الكنيسة والدولة ابرزهم، ومن ثم لم تعد المفاتيح القديمة عندهما قادرة على فتح الأبواب الجديدة التى يتحصن وراءها الأجيال الجديدة.
 
قد تكون نقطة الإنطلاق فى محاولات الإجابة، هو تبنى توجه العصف الذهنى، والخروج من قولبة التناول والتخلص من توهمات ترسخت فى مراحل التوجه الأحادى عبر أزمنة متعددة، كانت محكومة بالتخوف من جانب والتربص فى الجانب المقابل.
 
ونحن ـ فى الكنيسة ـ نملك قواعد مؤسِسة احتفظ لنا بها مخزوننا الثقافى التدبيرى واللاهوتى، وعلى قمته تأتى الليتورجيا، التى تحمل خبرات الكنيسة بتعدد أجيالها، فقط نطلق سراح البحث والتحقيق العلمى الأكاديمى بغية تنقية التراث من مدخلات اقتحمته فى مراحل التراجع والإنقطاع المعرفى، والتى أشرنا إليها مراراً فى طرحنا هذا.
 
ولما كانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة مجمعية فمسئولية ضبط المسار تقع بالدرجة الأولى على مجمع الأساقفة، ولما كانت الكنيسة بالتوازى هى كنيسة الشعب، قوام الجسد الواحد بحسب الإنجيل والآباء والواقع، فيكون مشاركة الشعب فى القرار ورسم رؤي المستقبل أمر لازم، وقد كانت تجربة المجلس الملى واحدة من تجارب تفعيل هذه المشاركة لكنها لم تحقق هدفها، ربما لظروف النشأة، والمصادمات المتتالية بينه وبين مجمع الأساقفة، لكن هذا لا يمنع طرح بدائل معاصرة تحقق التكامل بين مكونات الجسد الواحد، كأن يضاف إلى لجان المجمع "لجنة الأراخنة"، ويتم تشكيلها من ممثلين لكافة الإيبارشيات من المتقدمين فى القامة والنعمة من رعيتها، ويدرس ضوابطها ومهامها بشكل موضوعى ومحددات حمايتها من الشخصنة، وكيفية تقديم أهل الخبرة على أهل الثقة، وتتجدد عضويتها بشكل دورى.
 
وقد نكون بحاجة إلى تنظيم ملتقى فكرى بحثى يمتد لمدة عام على الأقل، يشارك فيه الباحثين، إكليروس وعلمانيين، تحت مظلة كنسية رسمية، برؤاهم فى الإشكاليات الكنسية المعاصرة ينتهى إلى توصيات واقعية تلتزم بالرؤية الإنجيلية الكتابية والقواعد الإيمانية الآبائية وتتوافق مع معطيات العصر ومتطلباته وأدواته لتحقيق رسالة الكنيسة.
 
ويأتى فى صدارة مهام هذا الملتقى ما سبق وأشرنا إليه فى هذا الطرح وأعيد التذكير به مجدداً؛ وضع دستور كنسى يحدد ويقنن ويوثق :
ـ الإطار العقائدى للكنيسة ومصادره المعتمدة لديها.
ـ أبعاد وفلسفة الطقوس الكنسية وتحقيقها وضبطها على المصادر الآبائية السليمة وبما يحقق هدفها فى زمن مختلف.
ـ توثيق القوانين الكنسية التى تقبلها الكنيسة.
ـ تقنين وتوثيق العلاقات البينية داخل الكنيسة.
ـ تقنين العلاقات (الكنسية ـ الكنسية) بين الكنيسة القبطية والكنائس والمذاهب المسيحية الأخرى.
ـ تحديد مسارات العلاقات مع الأديان الأخرى ومع المجتمع العام.
 
يبقى أن الإجابة على سؤالنا الأثير : الكنيسة صراع أم مخاض ميلاد؟ تستوجب إعادة هيكلة وضبط منظومات :
• التعليم الكنسى 
• الإدارة الكنسية 
• الرهبنة القبطية
والتى بدونها سنظل ندور فى دائرة مفرغة، تستغرقنا الحلول المُرحِّلة.