ادعموا مستشفى «ثابت ثابت» فالأمراض المعدية أخطر من السرطان
مقالات مختارة | خالد منتصر
الثلاثاء ١١ سبتمبر ٢٠١٨
كتبت من قبل مناشداً الدولة الاهتمام بمستشفى «ثابت ثابت»، ولكن ما زالت الاستجابة ضعيفة، ولذلك أكرر دعوتى من خلال رسالة أ. د. جمال عصمت، أستاذ الكبد، الذى أعطانى أرقاماً وإحصائيات مهمة، فمستشفى ثابت ثابت للأمراض الباطنية المتوطنة هو أول مستشفى حميات جامعى فى مصر والشرق الأوسط يهتم بالأمراض المعدية والحميات والأوبئة، وهو مستشفى تعليمى علاجى بحثى فى مجال الأمراض المتوطنة والمعدية، بطاقة إجمالية 350 سريراً، 40 سرير رعاية مركزة، 20 عيادة خارجية، وأقسام تشخيصية وبحثية متكاملة تضم معملاً متخصصاً فى تشخيص الأمراض المعدية تكلفته منفرداً 300 مليون جنيه (يعمل على المستوى الثالث للسلامة الحيوية). وعلى الرغم من وجود عدد من مستشفيات الحميات المنتشرة فى أنحاء الجمهورية، فإن جميعها تفتقر إلى نظام علاجى بحثى وتعليمى متكامل به الإمكانيات اللازمة لعلاج كافة الأمراض المتوطنة المعدية والأمراض الوافدة، بما له من تداخل مع كافة التخصصات الطبية، الشىء الذى لا يمكن توافره إلا فى ظل المستشفيات والمعاهد الطبية الجامعية لضرورة تضمُّنها لشقَّى البحث والعلاج على حد سواء.
كما أن استعمال نظام العنابر الجماعية لإقامة المرضى يُعتبر هو الوسيلة السائدة حتى الآن فى جميع مستشفيات الحميات المصرية، وذلك النظام يُعتبر إحدى العقبات الصعبة فى طريق العلاج من الأمراض المعدية فى هذا النوع من المستشفيات. ومن المؤكد أنه لا غنى عن اللجوء لنظام عزل المرضى باستعمال الغرف المنفصلة والمصممة كمناطق معقمة، سواء بطرق التعقيم السطحى أو المعالجة الميكانيكية لضغوط الهواء، وهذا ما تم توافره فى البنية التحتية فى تأسيس مستشفى ثابت ثابت، لضمان العزل الكامل لمرضى الأمراض المعدية.
ومما سبق يتضح أهمية وجود مستشفى أمراض معدية متقدم ومتخصص ومتكامل للأمراض الباطنية المتوطنة (ثابت ثابت)، لنكون على استعداد لمواجهة أى أوبئة أو أمراض معدية فتاكة تهدد المجتمع، سواء بالوقاية والعلاج والبحث العلمى، تلك الأمراض التى ظلت مهملة فى مصر طوال الأعوام الماضية، وهذه الأمراض ومضاعفاتها هى السبب الرئيسى للإصابة بكثير من السرطانات التى كان يمكن تفاديها لو تم علاج هذه الأمراض المعدية فى مرحلة مبكرة، وهى المسئولة عن 20% من وفيات الأطفال سنوياً، البالغ عددها ١٥ مليون وفاة على مستوى العالم. وطبقاً لإحصائية وزارة الصحة، فإن إجمالى الحالات التى دخلت مستشفيات الحميات بمصر عام ٢٠١٢ نحو ٨٢ ألفاً و٧٠٨ حالات، منها ٦٥ ألفاً و٣٥٣ حالة، بنسبة ٩٧% لم يتم تشخيصها.
الأمراض المعدية لا تقل أهمية عن الأمراض السرطانية التى يتم دعمها من منظمات المجتمع المدنى بشكل قوى ومستمر، بينما الأمراض المعدية تنال جزءاً قليلاً من الدعم، فى حين أنها تستحق أن تنال جزءاً كبيراً من الاهتمام، خاصة بالمستشفيات الجامعية التى تُعد الملجأ الرئيسى للعديد من المرضى الذين يفتقرون لوجود مستشفيات متخصصة فى علاج وتشخيص الأمراض المعدية. وفى أكتوبر 2014 قامت جامعة القاهرة بإحياء مشروع مستشفى «ثابت ثابت» على الأرض التى أوصى بها المرحوم ثابت ثابت جورجى منذ عام 1936، وكان يحلم بإقامة مستشفى عليها، وكانت موافقة مجلس الوزراء فى تاريخ 26/4/2016 على توصية مجلس كلية الطب ومجلس جامعة القاهرة بأن يخصص هذا المستشفى للأمراض المتوطنة. وخلال عامين، وبعد أن قامت الجامعة بضخ 85 مليون جنيه من مواردها الذاتية، تم افتتاح الجزء الأول من المرحلة الأولى للمستشفى، التى تضم العيادات الخارجية والمعامل الاعتيادية ومركز التشخيص بالموجات فوق الصوتية والفيبروسكان ومناظير الجهاز الهضمى ومركزاً لتشخيص الفيروسات الكبدية وعلاجها، لكن لا يزال المستشفى بحاجة إلى المزيد من الدعم المالى حتى يكتمل الحلم ويخرج المستشفى إلى النور بكامل طاقته كأول مستشفى حميات جامعى لتشخيص وعلاج وتطوير البحث العلمى فى مجال الأمراض المعدية فى مصر والشرق الأوسط وشرق أفريقيا على مساحة 120 ألف متر مربع.
هذه دعوة لمنظمات المجتمع المدنى والجهات المانحة لدعم هذا المشروع الذى سينقل مصر إلى آفاق جديدة فى تشخيص وعلاج الأمراض المعدية، لتصبح مصر هى المرجع للدول العربية وشرق أفريقيا فى هذا المجال.
نقلا عن الوطن