الأقباط متحدون - فؤاد المهندس «مفتاح صول» الكوميديا المصرية!
  • ١٠:٤٠
  • الاثنين , ١٠ سبتمبر ٢٠١٨
English version

فؤاد المهندس «مفتاح صول» الكوميديا المصرية!

مقالات مختارة | طارق الشناوي

٢٠: ٠٨ ص +02:00 EET

الاثنين ١٠ سبتمبر ٢٠١٨

طارق الشناوي
طارق الشناوي

شهر سبتمبر هو شهر فؤاد المهندس، ولد 6 سبتمبر 1925 ورحل 16 سبتمبر 2006، وعاش بينهما 81 عاما، يملأ حياتنا بهجة وسعادة، وغادرنا ولا نزال نتذوق كلما تذكرناه طعم البهجة والسعادة.

أينما حل فهو الأستاذ، كان النجم الأول فى السينما والمسرح والإذاعة، وعندما مر الزمن لم يعد اسمه فى السينما يتصدر الأفيش، إلا أنه ظل دائما هو الأستاذ.

فى دنيا الكوميديا أرى أن هناك ضحكات أشبه بنسمة هواء نتوق إليها فى عز الحر، ومن أشهر صُناع حالة البهجة فى حياتنا «فؤاد المهندس»!!.

هل يتذكر أحد منكم هذه الأغنية «يالاّ حالاً بالاً بالاً حيوا أبو الفصاد/ ح يكون عيد ميلاده الليلة أجمل الأعياد /ما تحيوا أبو الفصاد».. إنه صوت فؤاد المهندس، الأغنية ربما عمرها أكثر من 65 عاماً وبين الحين والآخر تعيد الإذاعة تقديمها لتثير بداخلنا البسمة التى تنساب بين نبرات صوت «فؤاد المهندس»!!

تعددت نجاحات، بل قل قفزات «فؤاد المهندس» طوال تلك الرحلة حتى ولو شهدت السنوات الأخيرة من حياته غيابا عن خشبة المسرح وشاشة السينما، لكنه عن الناس أبداً لا يغيب، مسرح التليفزيون كان هو المشروع السحرى الذى استطاع أن يقدم لمصر البنية التحتية للمسرح الكوميدى، حيث كان المشروع الذى تواكب مع بداية إنشاء التليفزيون المصرى عام 1960 هو أن نملأ الأشرطة بمادة قادرة على الصمود مع الزمن، وهكذا فإن مسرحيات مثل (أنا وهو وهى) برغم نجاحها الطاغى على خشبة المسرح، لم يكن العرض يمتد لأكثر من أسبوعين حتى يتم تصويرها وهى فى عز النجاح لتفسح الطريق لمسرحية أخرى.

بينما كان على الجانب الآخر، بداية أفول مسرح نجم مصر الأول فى الكوميديا، إسماعيل ياسين، ليأتى هذا الجيل بمقومات مغايرة فى الكوميديا ليحتل القمة، وكان المنهج الذى التزم به فؤاد المهندس أنه لا يستأثر فقط بالضحك، بل يمنح الجدد مساحات، وهكذا انطلق تحت مظلته الجماهيرية عادل إمام والضيف أحمد، وعندما صارت المسرحية فيلما سمح لهما على الأفيش بمساحات تؤكد حضورهما، ولهذا ظلت العلاقة قائمة حتى لحظاته الأخيرة مع عادل إمام مهما حقق عادل من نجومية، فلقد ظل يعترف بأنه الأستاذ.

قبل نحو 20 عاما، شاهدت كيف أن الحب بين فؤاد المهندس وجمهوره لا يعرف حدودا، كان حسين فهمى قد أصبح رئيساً لمهرجان القاهرة الدولى السينمائى وقرر تكريم كل نجوم الكوميديا فى مصر والعالم أجمع.. وجاء ترتيب فؤاد المهندس فى نهاية القائمة بعد كل النجوم حتى يُصبح ختامها مسكا، وصعد فؤاد المهندس إلى خشبة مسرح دار الأوبرا، وعلى مدى تجاوز 7 دقائق لم ينقطع تصفيق الجمهور، ولم يكتف الجمهور بصوت الأكف الذى كان إيقاعه يعلو مع مرور الثوانى والدقائق، لكنهم وقفوا جميعاً تحية لتاريخ فنان قدم إبداعه أكثر من نصف قرن تواءم خلالها مع إيقاع الزمن وقوانينه الصارمة التى تجعل المرونة هى عربون الاستمرار، شاهدت الدموع فى عينى فؤاد المهندس، الذى يبدو وكأنه لم يتوقع كل هذه الحفاوة المفعمة بحب ووحشة!!.

الفنان يظل فى علاقة دائمة مع الزمن ومفرداته وإيقاعه ولزماته، لكل حقبة يعيشها (شفرة) كامنة هى التى تحدد إمكانية التواصل ودرجته.. وفنان الكوميديا فى العالم وليس فقط فى مصر يواجه عدواً شرساً اسمه الزمن، إلا أنه كان يقاوم الزمن بالنغمة، أداء فؤاد المهندس هو قطعة موسيقية جسدية، تلعب فيها كل المفردات فى عزف تلك المقطوعة وكأنه (مفتاح صول) الكوميديا المصرية !!.

«فؤاد المهندس» أستاذ الأداء الإيقاعى ولهذا كان هو أكثر نجوم الكوميديا قدرة على الغناء، وليس غريباً أن يلحن له كبار الموسيقيين «محمد عبد الوهاب»، «كمال الطويل»، «محمد الموجى»، «بليغ حمدى»، «حلمى بكر» وكلهم أشادوا بصوته وبقدرته على التلوين والانتقال بسلاسة من مقام موسيقى إلى آخر وكأنه أحد عتاولة الغناء!!.

فؤاد المهندس نغمة ولدت لكى تعيش فى الزمن القادم «يالا حالاً بالاً بالاً حيوا أبوالفصاد»!!.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع