الأقباط متحدون - مدرسة الإسكندرية الألكترونية
  • ٠١:٣٧
  • الجمعة , ٧ سبتمبر ٢٠١٨
English version

مدرسة الإسكندرية الألكترونية

أوليفر

مساحة رأي

٣٣: ٠٩ ص +02:00 EET

الجمعة ٧ سبتمبر ٢٠١٨

مدرسة الإسكندرية الألكترونية
مدرسة الإسكندرية الألكترونية

Oliver كتبها
- في أديرتنا كنوز يعرف قدرها الباحثون و العارفون.كما يعرف قدرها أيضاً الخونة و السارقون.لأجل هؤلاء و أولئك هذا المقال كي نحافظ علي ما تبقي من مخطوطات و أثريات.فالكنيسة جسد واحد له تاريخ واحد لا يملكه أحد دون الآخر و لا ينفرد بمعرفته واحد و يحرم الآخر.

- تحتاج كنيستنا ليس لسجلات تسجل كل أرض و دير و ملكية فحسب بل تحتاج أرشيفاً ألكترونياً علمياً ليكون خزانة و حصناً و ذاكرة لتاريخنا.يجمع كل المخطوطات الأثرية بكل أنواعها و لغاتها و أزمنتها  بالتسجيل العلمي الذى يدركه المتخصصون.لتصبح لكل مخطوطة رقم و نسخة و وصف يسجل مكانها و حيازتها علي أن تصبح ملكية المخطوطات ملكية الكنيسة كلها و ليس الدير الأثري أو الكنيسة الأثرية و لا يجوز التصرف فيها لأنها ليست ملكاً لأحد بعينه بل هي فقط أمانة لديه و عند الكنيسة أرشيف يسجل كل شيء في تحركات كل كتاب و مخطوط اثري و يعرف مساره و مصيره.لأننا في زمن تتجه فيه أنظار اللصوص إلي مكتباتنا الأثرية و أديرتنا الأثرية و لوحات كنائسنا الأثرية.لذا لابد من متابعة لهذه المقتنيات لأنها نسخة لا تتكرر.كي لا يعود لصوص التاريخ إلي كنوزنا.

- يزيد علي ذلك  محاولات البعض للبحث في مقتنيات الأديرة المهجورة دون إذن أو رقابة و لا يبلغ بما يعثر عليه بل يعتبره مكافأة لنفسه عن مجهوده الشخصي.قد يستخدمه للمنفعة العامة و قد يقتنيه للحظة يغفو فيها الضمير فيبيعه لمن يدفع.هذا حال بعض الأماكن.لذا من الهام جداً قصر البحث  الأثري علي المتخصصين تحت إشراف كامل من الكنيسة و من تُنيبه.كذلك التنبيه علي كل من له صلة بعدم ترك اي فرصة للعبث بذخائر الكنيسة و مقتنياتها الثمينة.

- فلنفعل هذا سريعاً قبل أن يهجم أعداء التاريخ و يسلبون ما تجاهلنا حمايته من مخطوطات و ما لم نستفد من تكديسه من كتب أثرية فلا أحد يفتخر بمخطوطات مكدسة علي أرفف مغبرة بل المنفعة الأكثر للجميع تقاس بما يقتنونه من ثمار دراسة هذه المخطوطات و تحويلها إلي حافز يعيد التعليم إلي أصوله و يزيل ما لا أصل له في التعليم .ليكن فينا حرص علي كل قطعة صغيرة كانت أو كبيرة و لا نكتفي بالثقة الشخصية فيمن نوليهم الثقة بل نضيف إلي هذه الثقة رقابة ألكترونية علي كل كتاب و ورقة أثرية ليتم تحويلها إلي مكتبة ذكية من يريد أن يطلع عليها فقدامه النسخ الألكترونية سواء كانت متاحة مجاناً أو بثمن لكن لا يعود أحد يقتني مخطوطة في قلايته أو كنيسته دون أن يعلم غيره متي أخذها و متي و أين ردها أو تنيح و إختفت معه.

- توفير نسخ  ألكترونية من المخطوطات سوف ينشط البحث و ينمي و يؤصل المعارف العلمية العقيدية و اللاهوتية و التاريخية و يمنع السرقات العلمية و الأثرية و يُمكن الكنيسة من إسترداد ما يسرق منها.و عندنا من الأثريين و أخصائيو المكاتب العلمية الكبري  ما يفوق حاجتنا ليقوموا بأرشفة هذه الكنوز من أجل حمايتها من الخونة في الداخل و اللصوص من خارج.لأن الكنيسة حتي اليوم لا تعرف ماذا تمتلك بعض الأديرة و الكنائس.فتبقي رهناً لأمانة البعض أو تفريطه و لا يملك أحد محاسبته لأنه لم يكن هناك من يسجل وجود هذه المقتنيات.لا يوجد عندنا سجل باللوحات الأثرية في زمن يحتاج كل شيء فيه إلي سجل يذكر فيه و مرجعية تحميه.

- نشر النسخ  الألكترونية الممكن نشرها سوف يؤدي إلي نهضة للبحوث العلمية  المسيحية الشرقية عموماً والقبطية علي وجه الخصوص و لن تعد  معرفة محتويات المكتبات الأثرية مقصورة علي عدد من الآباء الذين يقدرون وحدهم الدخول إليها  و تناول تلك المخطوطات  بأياديهم بل ستصير مادة علمية متاحة لكل راغب في البحث و قادر عليه لعل شبابنا يجد فيها ما لم يجده بعض الذين يقرأون المخطوطات وحدهم و يفهمونها وحدهم و يتحدثون منها وحدهم بينما هي للجميع . شبابنا أتيحت لهم فرصاً أكثر و أعمق  للتعلم و المعرفة و سيكونون هم الجيل الذى سيقود الحوار المسكوني فأتركوا لهم فرصة ليتأهلوا لمثل هذا الدور.لعل الخدام و الآباء الكهنة في عموم الكنيسة يجدون مراجعاً متاحة ثمينة فتنمو مداركهم و تتبدد السطحية من عظات بعضهم و نعود بالتعليم إلي جذوره فيكون ذو دسم و أثر.

- نشر النسخ الألكترونية سينشط الترجمة و يجعل للكنيسة يداً مشتركة في تعليم الكنائس .نعود للإنفتاح بطريقة علمية و هذه أيضاً واحدة من وسائل التقارب بين الكنائس.حين تعود أنظار العالم إلي مدرسة الإسكندرية العتيدة تأخذ من نفائسها علماً و عمقاً و تفسيراً .حين يجد الباحثون في كل العالم عندنا إنبعاث جديد لمدرسة الإسكندرية العتيقة  تصبح مقصداً لكل من يريد أن يستزيد من كنوزها و يثمر.لو جمعنا ما عندنا في شتي الأماكن الأثرية من مخطوطات و كتب و تراثيات سيكون لدينا مدرسة الإسكندرية القديمة  كأنها لم تحترق بعد. مؤلفات آباءنا القدامي و أقوالهم و شذراتهم  يمكنها أن تضخ حياة و تغييراً في عالم البحث و الأكاديميات الدينية في العالم كله. يتبقي أن تتحول مدرسة مارمرقس الرسول إلي مدرسة ألكترونية تصل إلي كل الأرض وتفتح أبوابها لكل العالم.لكي تصبح مهداً للكرازة يتعلم في أروقتها الراغبون في كرازة العالم الحديث . ننتظر الإعلان عن هذه المكتبة العامة الأثرية الألكترونية لنقضي علي كل محاولة لسرقة نفائس الكنيسة.الرب يعينكم.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع