بريطانيا تحرك قضية تسمم العميل الروسي المزدوج

سليمان شفيق

في الوقت الذي تستعد فية القوات السورية بدعم من القوات الروسية لتحرير ادلب من الارهابيين ، اعلن الادعاء العام البريطاني اليوم ان لدية ادلة كافية لتوجية الاتهام لشخصين روسيين ، وهم الكسندر بيتروف و روسلان بوشيروف، بألتأمر لقتل العميل الروسي المزدوج سيرجي سكريبال وابنتة في بريطانيا بأستخدام غاز الاعصاب "نوفيتشوك" ، وقال الإدعاء العام البريطاني إن الرجلين رشا الغاز السام على باب بيت سكريبال، وقالت الشرطة البريطانية إنها عثرت على آثار الغاز في غرفة بفندق في مدينة لندن حيث أقام الشخصان الروسيان،وتقول الشرطة أيضا أن غاز نوفيتشوك استخدم في قتل امرأة بريطانية في وقت لاحق في شهر يوليوالماضي،

 

ويعتقد أن المرأة وزوجها لمسا زجاجة العطر التي استخدمها الروسيان في محاولة اغتيال العميل الروسي المزدوج. وتحرم موسكو عمليات ترحيل المواطنين الروس لمحاكمتهم في دول أخرى.

 

واشارت الشرطة البريطانية إن الرجلين وصلا إلى مطار غاتويك في إنجلترا من موسكو في الثاني من شهر مارس وأقاما في فندق ( سيتي ستاي ) في شرق لندن ثم سافرا إلى مدينة ساليسبيري في الرابع من الشهر نفسه ورشا الغاز السام على باب سكريبال.

تمتد التحقيقات من مارس الماضي حيث ذكر قاضٍ بريطاني الخميس أنه سمح بأخذ عينات دم من الجاسوس الروسي سكريبال وابنته لنقلها إلى خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وكان ممثلون عن المنظمة وصلوا في 20 مارس الماضي إلى بريطانيا للقاء الخبراء في المختبر العسكري لبورتن داون بالقرب من سالزبري ومن الشرطة البريطانية. وسيفحصون العينات التي جمعها الخبراء البريطانيون،وحينذاك ذكرت الشرطة في بيان أن "الخبراء وجدوا أن التركيز الأقوى للمادة السامة موجود على مدخل المنزل". وأضافت أنه "عثر على آثار المادة السامة في أماكن أخرى عمل فيها المحققون في الأسابيع الأخيرة ولكن بتركيز أقل من تلك التي وجدت في المنزل".
 

وكان يعتقد حتى وقت قريب ،أن سكريبال تم تسميمه هو وابنته في حديقة عامة في سالزبري، عندما عثر عليهما فاقدي الوعي على أحد المقاعد بالحديقة في الرابع من مارس/ آذار الجاري. وطوق المحققون المقعد وحانة ومطعما كانا قد قاما بزيارتهما وكذلك قبر زوجة الجاسوس السابق.

وأشارت الشرطة في مارس الماضي إلى أن حوالى 250 خبيراً في مكافحة الإرهاب يشاركون في التحقيق الذي يتوقع أن يستمر أشهراً

وقالت الشرطة إن المحققين حددوا حوالى 500 شاهد والشرطة تدقق في أكثر من خمسة آلاف ساعة تسجيل لكاميرات المراقبة. 

في حين قالت روسيا إن نشر بريطانيا أسماء وصور شخصين تتهمهما بتسميم العميل الروسي السابق المزدوج وابنته لا يعني أي شي بالنسبة لها.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن الاتهامات البريطانية ترقى لععملية "تلاعب بالمعلومات"
 

حادثة الجاسوس سيرغي سكريبال تذكر بشكل كبير بقضية شبيهة تعود لسنة 2006 عندما قضى العميل السابق في أجهزة الاستخبارات الروسية الكسندر ليتفينينكو متسمما بمادة البولونيوم 210 وذلك بعد معاناة دامت لأسابيع. ووقتها أيضا وجهت لندن اتهامات شديدة اللهجة لموسكو وصفتها الأخيرة بـ"المهزلة"

يضاف إلى هاتين الحالتين وفيات مشبوهة في بريطانيا لشخصيات روسية منها مثلا رجل الأعمال الكسندر بيريبيليتشني أوالمليادير السابق بوريس بيرزوفسكي، وكلها حالات كانت فيها الشبهات تحوم حول موسكو.
 

حزم بريطانيا في حالة سكريبال يرده الصحفي والخبراء في الشأن الروسي ، ليس فقط إلى أن روسيا، في حال ثبت تورطها فعلا، تكون قد تجرأت على استهداف شخص تحت رعاية بريطانيا وعلى أراضيها، ولكن أيضا إلى أن هذه الحادثة فتحت ملفات لحالات اغتيال أخرى استهدفت 13 شخصية روسية في بريطانيا لها علاقة بملفات روسية وكلها توفيت في ظروف غامضة. ويضيف الخبراء :أن استخدام غاز الأعصاب يشكل مؤشرا قويا لأن الأخير لا تملكه سوى الدول وهو وسبق أن استخدمت روسيا غازا مشابها في 2006 لإنهاء عملية احتجاز رهائن من طرف إرهابيين في مسرح في موسكو وهو ما أدى وقتها إلى وفاة مئات الأشخاص
 

وبخصوص الإجراءات التي يمكن أن تتخذها بريطانيا في حق روسيا في حال ثبوت تورط روسيا فأن هناك الكثير والتوقعات لكن هناك مخاوف من وضع لائحة عقوبات جديدة قد تكون هذه المرة مرتبطة بأجهزة أمنية متهمة بتنفيذ هذه العملية وهذا سيعني استهداف شخصيات مرتبطة بشكل مباشرة بالكرملين ، وقد نرى تقليصا للحضور الدبلوماسي كما حدث في السابق أو تجميد أرصدة أو منع شخصيات روسية من دخول بريطانيا، وقد نرى أيضا حزما أكثر شدة من بريطانيا في التعاطي مع روسيا في ملفات كسوريا وأوكرانيا ، وفي انتظار تصعيدات بريطانية وغربية وامريكية اخري سوف تبدأ مع بداية تحرير ادلب ، الذي يعني تحرير كامل للاراضي السورية وفشل كامل للمخطط الغربي الامريكي لتقسيم سوريا واسقاط حكم الاسد .

سليمان شفيق