الهروب من هوة الابتلاع
ماجدة سيدهم
٣٣:
٠١
م +02:00 EET
الثلاثاء ٤ سبتمبر ٢٠١٨
ماجدة سيدهم
ليس هناك أمر من الأماكن الموحشة .فهي مغلفة بالتوجس والحطام الخوف.. أماكن خاوية ..ضائعة كلها تراب ..ليست لها اتجاهات مطمئنة للخروج منها الى طريق آمن ..وليس من متكيءللإستناد إليه ..فتظل بدورك مذعورا .. تتفتش عن مخرج للتخلص من هذا الابتلاع المخوف
..
أحيانا نلمح أفرادا هائمة ..مغبرة .متناثرة ..مصابة بالخرس ..لانري وجوههم ولا وجهة محددة لهم.. وليسوا محل ثقة أو إطمئنان للاقتراب منهم كي نسألهم ..فهم لا يتكلمون ولا يدركون ..
تركض في اتجاهات تظنها المهرب لكن أجوبتها كلها رمادية الإرتطام تؤكد على عدم الوصول ..
وحين تواصل القفز المشتت تدرك أنك بلا أرجل واثقة ..لكنك تقفز كي تصل إلى مطلع الطريق الآمن حينها تكون قد استيقظت مرتجفا من كابوس يطارد لهاث قلبك المضني ..
تتلفت حولك .. تجس نبضك وتتحسس برد فراشك فتتأكد أنك أنت ولست هناك ..بلا إصابة أو أثر أنياب لمطاردة غائرة .. وأنك بين أسرة رائعة وأحباء طيبين ينتظرون القهوة معك ..
نوع ما ينتظم فيك التنفس ..تحدق ملامحك في المرآة .. تغمض عينيك وتعيد تفاصيل اللحظة المخربة .. وتتلوا لنفسك الامتنان لعناية السماء مؤكدا أنك هنا و لست هناك ..
الحياة بين الناس مبعث للاطمئنان والحماية والصحة والمضي بسلام وسرور ..هي الإتزان والطموح المضيء..
ربما تطلعنا الأحلام القاسية على مؤشر لشكل الوحشة الثلجية ..يحدث هذا متى وقعنا فينحرف بنا الطريق عن روح الطريق.. كيما ندرك أنه من حيث سقطنا تكون بداية الرجوع إلى الحياة المفعمة بالحياة ..
كنا نحكي هذا معا حين يفارق الآمان مضاجعنا وتهاجمنا ازعاجات الاحلام (الكابوس )
..
إله السلام يعطينا ثقة الطريق والسلام الذي يفوق التصور والنوم السعيد ..
الكلمات المتعلقة