وصف مصر بالجريمة.. ماذا حدث فى قاع المجتمع خلال ربع قرن
مدحت بشاي
١٦:
٠٦
م +02:00 EET
الاثنين ٣ سبتمبر ٢٠١٨
حوار الكاتب - مدحت بشاي
استضاف برنامج "مجلة الأقباط متحدون" الكاتب الصحفي نبيل عمر، الصحفي بمؤسسة الأهرام للحديث عن كتابه "وصف مصر بالجريمة.. ماذا حدث فى قاع المجتمع خلال ربع قرن".
وأوضح نبيل، انه اكتشف أن نوعية من الجرائم لا تعبر عن الخلل فى شخصية المجرم أو الخلل فى ظروف المجرم فقط، بل تبين الخلل فى النظام الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي، هذا شكل الجريمة المتعارف عليه أن المجرم يحتاج للمال فيلجئ إلي السرقة، أو مجرم مدمن فيتاجر فى المخدرات.
وقال الكاتب الصحفي بالأهرام، فى أواخر الثمانينات قرأت خبر عن جريمة بشعة، ويتحدث الخبر عن مقتل ضابط وجندي فى قرية اسمها "الاخناس" بمحافظة البحيرة وهى تتبع محافظة المنوفية الآن خلال حملة من قوات الشرطة ذهبت لتستلم أرض معتدي عليها فالناس الموجودين بالأرض قتلوا الضابط وقتلوا العسكري فلم استساغ الخبر وقررت أن اذهب لهذه القرية لأعرف ماذا حدث.
وتابع: ذهبت للقرية واتضح أن الناس الموجودين بالأرض ظلوا لأكثر من 9 سنوات يستصلحوا الأرض البالغ مساحتها 24 فدان ووضع أيدهم عليهم تنفيذا لقرار الدولة بأن من يستصلح ارض يأخذها بعد عمل إجراءات امتلاك الأرض.
وتبين أيضا أن هذه الأرض الموجودة بالصحراء قاموا باستصلاحها وحفر ابار ماء وعمل قنوات تروي الأرض وحولوها من صحراء إلي ارض تزرع فيها فاكهة وخضروات بشكل أكثر من رائع، لم يكن هذا بالأمر الهين بل جاء بعد عناء وتعب وبعد أن باعوا كل ما يملكون ذهب وعفش إلى أخره.
ويضيف نبيل عمر، جاء مواطن مصري كان يقيم في الخليج لتعجبه الأرض فذهب إلى الأملاك ليسأل عنها فاخبره موظف فاسد بأن الأرض ليست ملك لأحد واذا كان يريدها عليه أن يتقدم لامتلاكها وأن سيقوم بعمل لجنة تقول أن الأرض لم تستصلح وبالتالي يستطيع أن يأخذها هو، وعندما وصل القضية للمحكمة حكم القاضي طبقا للأوراق الموجودة أمامه بأن الأرض لم تستصلح.
فقامت قوة من الشرطة بتنفيذ امر المحكمة بطرد من استصلحوا الأرض ويقتل ضابط وعسكري في هذه الاثناء، وعندما سألت من قتلهم اخبروني أنهم لا يدروا من أين كان يأتي الرصاص.
وأكد نبيل عمر أن الفساد ليس نهب مال، الفساد ممكن أن يكون قاتل، والفساد هو من قتل الضابط والعسكري.
واستطرد الكاتب الصحفي بالأهرام، بعدها بحوالي سنة قرأت خبر أخر أن 6 مواطنين قتلوا بلطجي فى القليوبية، وتعجبت من الخبر لان المعروف أن البلطجي هو من يقتل، فذهبت ووجدت 6 مواطنين عاديين جدا بالحبس، وبسؤالي عن سبب قتل البلطجي تبين أن هذا البلطجي كان يفرض إتاوات على الناس ويأخذ فلوس منهم ويتحرش بنسائهم، وبرغم لجوء هؤلاء المواطنين للشرطة أكثر من مرة للقبض على هذا البلطجي إلا أن الشرطة وقتها كانت تهتم بالأمور السياسية ولم تقم بواجبها تجاه القبض على البلطجي.
فاتفق 6 مواطنين على تدبير فكرة لقتل هذا البلطجي وبالفعل أخذوه لمكان فى الطريق الزراعي وقتلوه بالشوام والسكاكين وتحول 6 مواطنين عاديين إلي قتلي لان الدولة لم تهتم بالقيام بدورها توصيف الأحوال الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للناس من خلال الجريمة الكاشفة لحال النظام العام الذي يحكم أنشطة المصريين فى كل مجالات الحياة .
الكلمات المتعلقة