الأقباط متحدون | مراسلو "نيوز أوف ذا وورلد": المجرمون أهم مصادرنا بتوثيق الخبر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٣٨ | الأحد ١٧ يوليو ٢٠١١ | ١٠ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٥٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

مراسلو "نيوز أوف ذا وورلد": المجرمون أهم مصادرنا بتوثيق الخبر

إيلاف - محمد نعيم | الأحد ١٧ يوليو ٢٠١١ - ٢٧: ٠٤ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

خرج مراسلون سابقون في صحيفة "نيوز أوف ذا وورلد" البريطانية المغلقة عن صمتهم، إذ اعترفوا بممارسات غير قانونية ارتكبتها الادارة التحريرية العليا للصحيفة، مؤكدين ان نفي مسؤولي التحرير علمهم بتلك الممارسات يثير الدهشة، خاصة انهم كانوا يشرفون ويعقدون اجتماعات شبه يومية للوقوف على كافة التفاصيل.

لم تقف الانتقادات الموجهة لصحيفة "نيوز أوف ذا وورلد" البريطانية عند المراقبين الاعلاميين او العاملين في المجال الصحافي من مختلف دول العالم، وانما خرجت تلك الانتقادات من رحم الصحيفة المغلقة مؤخراً، إذ ابدى المراسلون العاملون بها سابقاً عن بالغ دهشتهم من نفي قرنائهم الذين مارسوا عملهم حتى اغلاق الصحيفة لعلمهم بالممارسات غير القانونية التي كانت متبعة في الصحيفة للانفراد بنشر مواد صحافية.

واعترف المراسلون السابقون بحسب صحيفة يديعوت احرونوت العبرية، بأن قضية التنصت التي تورطت بها الصحيفة البريطانية الاوسع انتشاراً لم تكن الاولى من نوعها، كما انها لم تكن غريبة عن العاملين داخل الصحيفة، وانما كان الجميع على علم تام بما يجري خلف الكواليس، لتبرير الحصول على الخبر والسبق الصحافي.
 

تبرير الابتزاز وغياب الميثاق الصحافي

ووفقاً لما جاء من اعترافات على لسان العاملين السابقين في الصحيفة البريطانية المغلقة، انتهج مجلس تحرير "نيوز أوف ذا وورلد" الحفاظ على علاقاته اليومية المتشعبة بعدد ليس بالقليل من المجرمين والخارجين على القانون، وعكف على تبرير الابتزاز وعدم الالتزام بآداب المهنة والميثاق الصحافي.

وفي وقت يتقاسم المسؤولان عن رئاسة تحرير الصحيفة البريطانية المغلقة "رفقا بروكس"، و "إندي كولسون" نفيهما العلم بأية تجاوزات قانونية يرتكبها محررو ومراسلو الصحيفة للحصول على الاخبار والتقارير، وتقديمهما لاستقالتهما على خلفية فضيحة التنصت المنسوبة للصحيفة، يشكك مراسلون قدامى في الصحيفة عينها، ويؤكدون انه من المستحيل تغييب رؤساء تحرير صحيفة بقيمة وقامة "نيوز أوف ذا وورلد" عما يجري من اساليب مختلفة لنشر تقارير صحافية، خاصة من ذلك النوع بالغ الحساسية الذي كانت تنفرد بنشره الصحيفة البريطانية الاوسع انتشاراً.

 

وفي حديث مع الصحيفة العبرية وصف مراسل سابق لـ "نيوز أوف ذا وورلد" رفضه الاستمرار في عمله تحت قيادة "بروكس" بقوله: "كان خروجي من الصحيفة أشبه بالهروب من مكان مقزز، يرفض الانسان العودة اليه مجدداً". واضاف: "لقد واصلت العمل في الصحيفة في الفترة ما بين 2000 الى 2003، وخلال هذه الفترة تكشف لي ان عدداً ليس بالقليل من المحررين في الصحيفة اخترق نظم تشغيل الهواتف المحمولة لعدد من المشاهير والشخصيات العامة، وقاموا بالتنصت عليهم، فضلاً عن ضلوعهم في التشويش على تحقيقات خاصة بقضايا قتل".

 

وكانت بروكس التي استقالت من عملها مؤخراً، اشارت الى انها تشعر بمسؤولية عميقة حيال الشخصيات التي اضيرت نتيجة لعمليات التنصت التي مارسها مراسلون غير مسؤولون ضدهم، وقالت في سياق خطاب نشرته وسائل الاعلام البريطانية: "اؤكد اسفي على ما جرى داخل الصحيفة". كما نشرت "نيوز انترناشيونال"، و "نيوز كورب"، اللتان كانت تترأسهما بروكس، بيانات تحمل نفس مضمون الاعتذار عن الفضيحة، مخاطبة بذلك ما وصفته بـ "الأمة بأسرها".

 

أساليب غير قانونية لجلب الأخبار

غير انه خلافاً لذلك ووفقاً لما جاء على لسان مراسلين سابقين بالصحيفة البريطانية، كانت الادارة التحريرية العليا للصحيفة متورطة في تشجيع المراسلين على اتباع اساليب غير قانونية لجلب الاخبار والتقارير، كما طالبت الادارة عينها المراسلين بالحصول على اخبار خاصة لصالح الصحيفة "مهما كان الثمن المدفوع مقابل ذلك"، الا ان احد المراسلين القدامي في الصحيفة اعرب في حديث لـ "يديعوت احرونوت" عن قناعته بأن عدداً كبيراً من المراسلين بالصحيفة كان يمارس عمله بشكل تقليدي، ولم يكن على علم بما يجري خلف الكواليس من ممارسات غير مشروعة لتحصيل الاخبار، واضاف: "ان ادارة التحرير العليا كانت لا تفرض هذه الممارسات على المراسلين الجدد او القدامى، الا بعد تاكدها من انهم يفتقرون الى الضمير المهني، وانهم على استعداد لفعل اي شيئ مقابل الحصول على الخبر بمنطق الغاية تبرر الوسيلة، حتى اذا كانت تلك الوسيلة مخالفة للقانون وميثاق العمل الصحافي والاعلامي".

ويرى مراسل سابق في الصحيفة البريطانية، ان مراسلي "نيوز أوف ذا وورلد"، سقطوا في شراك فخ التنصت للمرة الاولى عام 2005، عندما نشرت الصحيفة تقريراً حول اصابة الامير وليام في احدى ساقيه، وعلى خلفية هذا التقرير قدمت الاسرة الملكية البريطانية شكوى الى الشرطة، وبعد مرور ما يربو على العام حكم بالسجن لمدة ستة اشهر على مراسل الصحيفة "كلايب غودمان"، والمحقق الخاص "غلان مولكير" بالسجن لمدة ستة اشهر على خلفية ادانتهما بالتنصت على هواتف محمولة تابعة لشخصيات عامة.

"كولسون" الذي كان يشغل في حينه منصب رئيس تحرير الصحيفة استقال من منصبه فوراً، كما انه على غرار موقف "بروكس"، انكر جملة وتفصيلاً علمه بارتكاب مراسلي الصحيفة لجرائم من هذا النوع للحصول على خبر او تقرير انفرادي للصحيفة، ونفت الصحيفة عينها عندئذ قيام اي من محرريها او مراسليها بتصرف مماثل، الامر الذي اثار سخرية وتهكم المراسلين السابقين في الصحيفة، سيما انهم كانوا داخل المطبخ التحريري وعلى علم بما يجري في اعماقه، وعلى حد قول هؤلاء المراسلون: "الادارة التحريرية العليا، التي تراقب بحرص بالغ ميزانيات الصحيفة، كانت على علم بما يتقاضاه كل محقق خاص يساعد مراسلي الصحيفة في الحصول على الاخبار والتقارير بشكل غير قانوني".

 

المصدر الأكثر إجراماً

الاكثر من ذلك بحسب مراسل سابق عمل في الصحيفة لمدة سبع سنوات، ان "بروكس"، و"إندي كولسون" كانا حريصين على الحصول على كافة المعلومات ذات الصلة بالنشاط اليومي لمراسلي الصحيفة، كما كانت تجري عمليات استجواب شبه يومية كثيراً ما استغرقت ساعتين للحديث عن مصدر التقرير او الخبر الذي ستنفرد الصحيفة بنشره، واعترف صحافي سابق آخر في "نيوز أوف ذا وورلد" بقوله: "ان مراسلي الصحيفة لم يطلبوا من المحققين بشكل مباشر الحصول على الخبر او التقرير، وانما كانوا يحصلون على مساعدات في وقت تصادف حصولهم على معلومة سرية من واقع عملهم واختلاطهم بعدد ليس بالقليل من المصادر".

 

واضاف الصحافي الذي رفض الكشف عن هويته لصحيفة يديعوت احرونوت: "بين الفينة والاخرى كانت تأتينا تسجيلات محادثات الهاتف المحمول لشخصية ما، وفي احيان غير متباعدة تكشفت لنا الحالة الصحية لعدد كبير من المشاهير، فلا يمكن لأحد في الصحيفة انكار ذلك".

 

وبحسب ما نقلته الصحيفة العبرية عن مراسل سابق آخر، لم يكن سراً اعتماد مراسلي صحيفة "نيوز أوف ذا وورلد" على عدد كبير من المجرمين للحصول على معلومات او تقارير حول قضية معينة، واضاف: "حرصنا على توطيد علاقتنا طيلة الوقت بمجرمين محترفين وخارجين على القانون، فكان هؤلاء في معظم الوقت مصادرنا لجمع المعلومات".

 

ويقول المراسل الذي عمل في السابق لدى صحيفة الـ "صن"، التابعة لمجموعة مردوخ الاعلامية: "كنا نتبارى بمدى اجرام مصدر كل مراسل، فالمراسل الاكثر تباهياً بنفسه هو ذاك الذي يستقس معلوماته من مصدر بالغ الاجرام، وكان احدنا يتباهى امام الاخر بقوله: مصدري قاتل. الشيئ الايجابي ان المصادر من هذا النوع كانت تساعدنا اذا تعرضنا لأزمة شخصية".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :