الأقباط متحدون - لماذا ينبغي إبعاد أبناءك عن التعليم الأزهري
  • ١٢:٤٢
  • الاثنين , ٣ سبتمبر ٢٠١٨
English version

لماذا ينبغي إبعاد أبناءك عن التعليم الأزهري

مقالات مختارة | Waleed Abu Tabikh

٢٠: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ٣ سبتمبر ٢٠١٨

التعليم الأزهري
التعليم الأزهري

أولا يجب أن أوضح إني أنا نفسي درست في الأزهر وتخرجت من جامعة الازهر، بل وكنت أدفع من أموالي الخاصة تبرعات لإنشاء معاهد أزهرية جديدة أو تجديد معاهد قديمة. فأنا ليس لدي أي مصلحة إني أكتب هذا الكلام غير أن هذا الكلام قد يكون من المهم لبعض الناس إنها تعرفه أو حتى تفكر فيه.

التعليم في مصر كلها سيء للغاية، ولكن إذا كان مصيرك المحتوم هو الجحيم، فلا ينبغي أن تلقي بنفسك لتكون في الدرك الأسفل من الجحيم.

الأسباب هي من وجهة نظري كالآتي:
* معظم مناهج المواد الدينية ومواد اللغة العربية في الأزهر، بالرغم من خضوعها لتعديلات وتطويرات تحت ضغوط الانتقاد، لم يكتبها أشخاص من أبناء عصرنا الحالي، وبالتالي تلك المناهج كُتبت في زمان غير زماننا وفي ظروف غير ظروفنا.

* نسبة التلقين ونسبة الحفظ دون فهم عالية في الأزهر، وهذا أمر خطير جدا بالنسبة لأبنائك لسببين:
1- الطفل عندما يحفظ في ذاكرته شيء ولا يستطيع تصوره في الواقع أو لا يربطه بمعنى في الواقع يؤدي ذلك إلى التشويش على عقله. يعني مثلا ابنك لما يتعلم كلمة "أسد" يستطيع أن يربطها بشكل حيوان يراه في صورة أو يراه في فيديو الخ، ولكن لما يحفظ مثلا كلمات مثل "زقوم" لا يعرف معناها ولا يستطيع تصورها أو ربطها بالواقع، هذه الكلمات تشغل حيزا من ذاكرته دون أن يستطيع ربطها بشيء في الواقع. هم يقولون أن ذلك يؤدي إلى الإثراء اللغوي، ولكنه لو حفظ مائة ألف كلمة لا يستطيع فهم معناها أو ربطها بتصور معين في ذهنه، فهو بالتالي لن يستطيع استخدامها في حياته، وبالتالي هي لا تؤدي إلى إثراء لغوي، بل تؤدي إلى التشويش على عقله.

2- الحفظ دون فهم يُضعف قدرة ابنك على التفكير، ويجعله عرضة لتصديق أشياء غير منطقية أو تبني اعتقادات خاطئة دون التفكير فيها لمجرد أنه تلقاها عن شخص يثق فيه، مثل معلمه أو شيخه.

* معظم الآباء الذين يُلحقون أبناءهم بالأزهر يكون دافعهم هو أن يحفظ ابنهم القرآن فيدخل الجنة أو يكون شفيعا لآبائه ليدخلوا الجنة. وهذا لا أساس له من الصحة. من يحفظ القرآن أو أي كتاب آخر (خاصة الذي يحفظه دون فهم) ليس له أي فضل عند الله على شخص آخر لا يحفظه. الحساب والفضل عند الله أساسه العمل، ثم العمل، والعمل فقط. ومن يحفظ دون أن يعمل وصفه القرآن بانه كالحمار الذي يحمل أسفارا. أما الروايات التي تتحدث عن ثواب قراءة القرآن أو ثواب ترديد كلمات معينة وأنه يدخل الجنة أو يزرع الله له نخلة الخ، أنا أرى أن كل ذلك جزء من خطة لتحويل الأمة من أمة فعل إلى أمة قول، وهي خطة نجحت إلى حد كبير. اسال نفسك في بلد مثل مصر كم مسابقة في مصر لحفظ القرآن؟ بالآلاف، ثم اسأل نفسك كم مسابقة لفهم القرآن؟ تكاد تكون معدومة. فهي سياسة لتعظيم قيمة القول على حساب العمل والفعل وتفريغ طاقات الناس في القول دون الفعل.

* من يتخرج من الأزهر يكون في الغالب أقل قدرة على تقبل الآخر صاحب الثقافة المختلفة عنه. الشخص الأزهري يتربى على فكرة أن البشر ينقسمون إلى مؤمن وكافر، إذا لم تكن مسلما مثلي فأنت كافر، ولا يقبل فكرة أن يكون هناك شخص غير مسلم مؤمن بالله ولكن بطريقة مختلفة عن طريقة إيمان المسلم بالله. لذلك يواجه مشاكل ويتسبب هو في مشاكل عندما ينتقل إلى مجتمع ذي ثقافة مختلفة عن الثقافة التي نشأ فيها الأزهري. لذلك تجد نظرة الأزهري (وكذلك السلفي) في الغالب إلى ابن وطنه المسيحي تختلف عن نظرة رجل الشارع البسيط الذي لم يدرس الدين مثل الأزهري أو السلفي.

* ابنك في الأزهر يتعرض لجرعة زائدة من التدين! وهل هذا أمر سيئ؟ أقول لك إنه أمر سيئ جدا عندما يكون التدين خاطئ. قد تقول، كيف يكون التدين خاطئ؟ أقول لك اسأل نفسك وانظر إلى المجتمع من حولك وما فيه من أخلاق سيئة، عندما تجد أن جيش من آلاف الدعاة في كل مكان يلتقون بالناس على الأقل مرة كل أسبوع فشلوا على مدى سنوات طويلة في التأثير الإيجابي على أخلاقيات المجتمع، بل تزداد أخلاقهم سوءا، أنت هنا بين احتمالين: الأول: أن الدين خطأ، والثاني: أن هذا الدين يتم تعليمه للناس بشكل خطأ، وأنا مع الاحتمال الثاني. لذلك تجد الرجل البسيط الذي لم يتعرض لجرعة دينية كبيرة تجد تدينه أبسط وأقرب إلى الفطرة من شخص تعرض لجرعة كبيرة من التدين الخاطئ مثل السلفي والأزهري ... في الغالب دون تعميم.

لا أعمم فيما سبق، ولكن أتحدث عما أراه غالباً وسائداً من وجهة نظري.
نقلا عن الفيسبوك

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع