strong independent woman

منذ أيام قليلة تابعت مسلسل "حكايات بنات" الذي تنوعت حكايات بطلاته ما بين صعود وهبوط، وحياة متأرجحة في ظل وجود رجل غائب! تنتهي رحلاتهم العثرة بأن يبقين وحدهن أقوياء في مواجهة الحياة، بوجود هذا الرجل أو بدونه، ففي نهاية المطاف لن يكفكف دمعك إلا كفك، ولن يقف بجانبك ويسندك برحلة الحياة إلا نفسك بعد الله.

 

ربما هذه الحكايا المتكررة بصور مختلفة على أرض الواقع، تثير بذهني عبارة strong independent woman التي ترددت بالآونة الأخيرة وأصبحت مثار سخرية وتهكم لدى بعض الرجال بل الكثيرين منهم، والذين اعتبروها مجرد مبالغات من مجموعة من السيدات تعاني عقد نفسية!

 

دعونا نرد ببعض الأسانيد القوية الواقعية على هذه الافتراءات، فمصطلح "سترونج اندبندنت ومن" كما يعلم جميعنا لكن لنقله مجددًا ونردده لأنفسنا ولمن حولنا، يعني امرأة قوية مستقلة أي تعتمد على نفسها.

 

إذا فسرناها كلمة كلمة، سنجد امرأة أي حواء بكل ما تملكه من طاقة حياة وقوة وحنان وجمال داخلي وأنوثة بالطبع، والتي باتت مخفية لكي تكون في أمان بعيدًا عن ضباع التحرش أو الاستغلال.

 

وأما عن كلمة قوية، فتعني قوية، بكل ما تحويه كلمة قوية من معنى، امرأة تعلمت أن تقوم بعمل كل شيء لنفسها ولمن حولها أيضًا، ست اتعودت تكون قوية مش بس قوة جسدية لكن قوة نفسية تواجه بيها أعباء ومسؤوليات الحياة وتواجه بيها الأشخاص اللي بيعدوا بيومها وبطريقها الطويل في درب الحياة.

 

قوة بتخور في النص أحيانًا بس بتبقى لحظات وبعدها بتقوم تاني من أول وجديد وتكمل.

 

أما عن مستقلة فتعني أنها امرأة تعودت أيضًا أن تتحمل مسؤولية نفسها المادية ومسؤولية الملتزمين منها –إن وجدوا كأطفال أو زوج أو أب أو أم-. 

 

وبالمناسبة التعريف دة مش تعريف للبنت اللي متجوزتش أو من غير راجل لكن كمان للست اللي اتجوزت، بس لسبب أو لآخر، أصبحت هي راجل وست البيت في نفس الوقت، واللي شايلة كل مسؤولياته والأطفال وتعليمهم و وو.. ودول نماذج كتير حوالينا، فإذا اتجهت بنظرة سريعة للإحصاءات الرسمية ستجد أن نسبة المرأة المعيلة في العام الماضي بمصر تخطت الثلث! ونسبة المشتغلات بالقطاع غير الرسمي بلغت 46.7% مقابل 47.3% للرجال!

 

يبقى السؤال: هي ليه الست بقت كدة عزيزي الرجل الساخر المتهكم ؟ ؟ ؟ نقول بصراحة وبساطة،، بقت كدة عشان حضرتك مكونتش الراجل الحيطة الأمان اللي تتسند عليه في حياتها فاضطرت طواعية بقى أو رغم عنها أنها تعتمد على نفسها بالحياة ولا تنتظر مِنة من أحد.

 

أحب افاجئك بإعتراف مفيش ست حابة تبقى راجل وست في نفس الوقت.. بس لما أنت تخليت عن دورك كرجل في الحماية والأمان وغيرهم اضطرت هي تاخد الدورين وتضيف على كاهلها أعباء جديدة.

 

الحياة لا ترحم الضعفاء عزيزي.. لذا فإن استُضعفت المرأة ستطحنها متاريس الحياة، لذا فالخيار الآمن هو اختيار القوة.

 

فكم من امرأة خُذلت من رجل حبيب كان أو زوج ولم يبق لها إلا خيارين الأول هو أن تستغرق في أحزانها وخيباتها وتسقط في هوة الحزن، والخيار الآخر هو أن تقوم تنتصب قامتها تنفض غبارها وتبدأ من جديد.. تكمل مسيرتها برضا وقناعة أنها قوية وقادرة على مواجهة الحياة والأشخاص والمواقف والتجارب برعاية الله وبعض البشر الملائكة الذين يضعهم الله في طريقها ليعينها على المسير.