الأقباط متحدون - «نمبر وان» صار «نمبر فور».. لم يستطع استيعاب النجاح الطاغى.. فهل يهزم الهزيمة؟!
  • ٠٤:٣٠
  • السبت , ١ سبتمبر ٢٠١٨
English version

«نمبر وان» صار «نمبر فور».. لم يستطع استيعاب النجاح الطاغى.. فهل يهزم الهزيمة؟!

مقالات مختارة | طارق الشناوى

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

السبت ١ سبتمبر ٢٠١٨

طارق الشناوي
طارق الشناوي

 هل محمد رمضان سيلقى مصير محمد هنيدى ومحمد سعد، اللذين شكلا تباعا قبل عقدين من الزمان، القوة الضاربة فى شباك التذاكر؟، بدأها هنيدى فى 1997 (إسماعيلية رايح جاى) ثم تراجع فى 2002 مع بزوغ محمد سعد فى (اللمبي) الذى حمل الراية نحو 5 سنوات لتسقط من يديه إلى الأبد، ومن بعدها لم يعرف أى منهما طعم النجاح الجماهيرى، عدد كبير من المشروعات السينمائية التى يتحمسان لها وتقرأ عنها فى الصحف سرعان ما يتراجع منتجوها عن استكمالها بسبب الخوف من تدهور الإيرادات.. هنيدى وسعد اللذان عرفا فى الماضى يافطة كامل العدد تتصدر عروض أفلامهما تبدلت، لتصبح نأسف لإلغاء العرض، فلم يقطع التذكرة أحد.

 
سألنى أحد الأصدقاء من الذين أحترم رأيهم ورؤيتهم، هل بدأ رمضان (سكة اللى يروح)؟ أجبته أتصور أنه لا يزال يملك قدرا من الجذب الجماهيرى، وبداخله أيضا ممثل موهوب، على شرط أن تتاح له الفرصة، أعلم أن ما حدث لفيلم (الديزل) كان قاسيا، تجاوز كل التوقعات، فلقد تراجع ليصبح (نمبر ثرى)، ومرشح للهبوط إلى (نمبر فور)، ورغم ذلك لا يزال يغنى (أنا الملك).
 
والسر الحقيقى ليس قوة المنافسة ولكن ضعف (الديزل)، وقد يفكر المنتجون بعد قليل فى الدفع به خارج نطاق الخدمة، لن يجد (الديزل) من يدافع عنه، بمن فيهم المنتج احمد السبكى وولده المخرج كريم السبكى.
 
الهزيمة يتيمة، الكل يتهرب من الاعتراف بمسؤوليته عنها، الشريط السينمائى وصل لمرحلة تحولت فيها الشاشة إلى حاجز صلد لصد المتفرج، إنها تُعرف بدرجة التشبع، بعدها مباشرة ننتقل لمرحلة النفور، وهو ما لم يدركه صُناع الفيلم، فكان العنف الزائد وبحار الدماء والقتل العشوائى هى السلاح، حيث ضرب الفيلم نفسه بنفسه.
 
مأزق رمضان الأشد قسوة والذى عايشته، أن جزءا لا يستهان به من القراء صار لا يقبل أن تقول عنه كلمة إيجابية.. لو قلت إنه نجم، يؤكدون أنهم لا يطيقون رؤيته.. لو قلت إنه ممثل يذكرونك بمشاهد كان متعثرا فى أدائها، أصبح الآن أداة للضحك والتندر، فهو لوحة تنشين، الكل يوجه سهامه إليها بسبب أو بدون سبب.
 
الأفلام التى سقطت تجاريا العام الماضى عمرو عرفة (آخر ديك) ومحمد سامى (جواب اعتقال) و(الكنز) شريف عرفة، الثلاثة من المخرجين الذين تحقق أفلامهم فى العادة مردودا فى الشباك، ومن البديهى أن يتحمل رمضان المسؤولية، فهو قد تصدر الأفيش فى اول فيلمين، وكان أحد الأبطال فى الثالث، وهو على الجانب الآخر لم يتوان عن الغناء لنفسه والإدلاء بأكثر من حوار يهاجم ويسفه آراء منتقديه، لتزداد فى المقابل جرعة السخرية منه.
 
هل شاهدتم مثلا أحمد السقا أو أحمد حلمى أو كريم عبد العزيز يدخلون فى معارك من هذا القبيل؟.. رمضان لم يستطع أن يستوعب نجاحه الذى بدأه على استحياء بفيلم (الألمانى) ثم انتقل بقوة إلى (عبده موتة) وصار اسمه مرادفا للدموية والعنف، إلا أنه كان يحميه دائما شباك التذاكر، بعد تم ضبط جرعة العنف، ثم انتقل كبطل إلى محطة التليفزيون، بدأها فى (ابن حلال) محققا بداية النجاح، ليأتى (الأسطورة) لنرى نجاحا أسطوريا ويضبط المصريون ساعاتهم على المسلسل، كانت كل المقاهى تحرص على عرضه، ليهبط درجة فى (نسر الصعيد)، ويدخل فى معركة رقمية مع (كلبش) ثم مع (البدلة)، والفشل الرقمى يلاحقه أينما ولى فيلمه.
 
ورغم كل ذلك، ليست هذه هى اللقطة الأخيرة، ولن يسدل الستار على رمضان، بشرط أن يملك القدرة على استيعاب الضربة القاصمة وإعادة البرمجة وضبط (الشفرة)، فلم يعد يتحمل هزيمة أخرى، حيث تكسرت النصال على النصال!!. 
نقلا عن : المصرى اليوم
الكلمات المتعلقة
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع