الأقباط متحدون - منتصب القامة... أتمتع بحياة جميلة!
  • ٠١:٢٥
  • الجمعة , ٣١ اغسطس ٢٠١٨
English version

منتصب القامة... أتمتع بحياة جميلة!

تكنولوجيا | ايلاف

٢٤: ٠٣ م +02:00 EET

الجمعة ٣١ اغسطس ٢٠١٨

 الكون
الكون

 قال الفيزيائي الراحل ستيفن هوكينغ الكثير من الأقوال المأثورة الملهِمة في حياته. ذات يوم من أيام عام 2012، حين كان يلقي كلمة في جامعة كامبردج، شجع الجمهور المبهور بكلامه على "النظر عاليًا إلى السماء، وليس سافلًا إلى أقدامكم".

السر في الرضى

كان هوكينغ يريدنا أن نحاول اكتناه ما نراه من حولنا، وأن نتساءل عن سر وجود الكون، وباختصار أن يكون لدينا حب استطلاع. فمهما قد تبدو الحياة صعبة، هناك دائمًا شيء يستطيع الإنسان أن يفعله وينجح فيه... والمهم ألا يستسلم، كما كتبت بليندا بلير في صحيفة ديلي تلغراف، مشيرة إلى أن "مَنْ دعانا إلى ذلك رجل فقد السيطرة على جسمه سنوات طوال، ولم يكن في الأصل قادرًا على رفع نظره إلى السماء".

طلب الباحثان تود كاشدان ومايكل ستيغر من جامعة جورج مايسون الأميركية من 97 طالبًا أن يملأوا سلسلة من الاستبيانات الشخصية، ويسجلوا يومياتهم مدة ثلاثة أسابيع. اكتشف الباحثان أن الطلبة الأكثر حبًا للاستطلاع ينظرون أبعد من أنوفهم؛ يتمتعون بالحياة ويشعرون بأن لوجودهم معنى، أكثر من الذين يكتفون بالنظر إلى أنفسهم. 

يراد بذلك التدليل على أن نصيحة هوكينغ تؤدي حقًا إلى قدر أكبر من السعادة والتصميم والإحساس بجدوى الحياة. وهذا ما أثبته أيضًا استطلاع شمل أكثر من 1200 سويسري وأميركي أجراه الباحثان كريستوفر بيترسن من جامعة مشيغان، وفيليبالد روخ من جامعة زوريخ، اللذان وجدا أن الصفات الأقوى ارتباطًا بمستويات عالية من الرضى عن الحياة هي الحب والامتنان وحب الاستطلاع والمثابرة.

رؤوس مطأطأة أو مرفوعة!

استخدم هوكينغ النظر إلى النجوم من باب الاستعارة، لكنّ صحتنا العقلية تتأثر بطريقة تقديم أنفسنا جسديًا، بحسب بلير التي أوضحت أن "وضعيتنا، سواء أكنا مطأطئي الرؤوس ننظر إلى أسفل أو مرفوعي الرؤوس ننظر إلى أعلى، ترتبط بمزاجنا وحالتنا النفسية".

أظهرت دراسة أجرتها جامعتا تكساس الأميركية وكالغاري الكندية أن مطأطئي الرؤوس يستسلمون بسهولة عندما يواجهون مهمات صعبة، ويتعرضون لمستويات أعلى من الضغط النفسي، مقارنة بمنتصبي القامة.

في دراسة ذات صلة أجرتها جامعتا يورك الكندية وسان فرانسيسكو الأميركية، طُلب من متطوعين توليد أفكار إيجابية أو سلبية في وضعية الإنحناء أو وضعية الاعتدال. اكتشف المتطوعون أن من الأسهل كثيرًا إنتاج أفكار إيجابية حين يكونون منتصبي القامة.

القصد من ذلك كله هو أن هوكينغ كان مصيبًا من نواحٍ عدة، وبشأن أمور عدة. كان يدرك أن العمل المثابر لحل المشكلات التي تواجهنا، والتركيز على الخارج بدلًا من أنفسنا، والتفكير في ما حولنا وطرائق مساعدة الآخرين أكثر من الاستغراق في ذواتنا، كل ذلك يزيد شعورنا بالإنجاز والمعنى والسعادة في حياتنا.