الأقباط متحدون | عيوبها القاتلة!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٠٩ | السبت ١٦ يوليو ٢٠١١ | ٩ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٥٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

عيوبها القاتلة!

السبت ١٦ يوليو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: سحر غريب
هي كائن خرافي باهت الملامح، أتخيلها أحيانًا ملاكًا قادمًا من عهد قديم ولَّى، لم تحاول قط أن تصنع أبلود- أو إعادة تحميل - لمعلوماتها، معلوماتها دائمًا عتيقة!!

أحدِّثها عن الثورة فتحدثني عن حلة المحشي، أحدثها عن الفلول فتحدِّثني عن طبق الفول بالزيت والليمون. وعندما أحاول أن أكِّلمها عن "شرف" وقرارات "شرف" وبياناته، تدخل بي داخل غياهب الماضي وشرف العائلة، وتحكي لي حواديت وقصص أسطورية عاشتها قديمًا وتوقَّف زمنها عندها.

كدت أكسر هناءها وصفاءها بحديثي عما نعيش فيه من مشاكل يومية، حتى وجدت ملامحها الصافية تتغير وتتبدل، وتعلوا جبهتها علامة تقطيب حديثة العهد على وجهها النضر المبتسم، فندمت وتبت على ما قد فات، وقرَّرت أن أتركها في حالها حتى لا تصبح مثلنا في الهم وانتظار المجهول..

زوجها شيخ كبير على المعاش، يعيش أيامه ليلبي لها طلباتها، هي لا تعلم أن في الدنيا غلاء، وأن المعاش لم يعد يكفي وأن زوجها يحصل على ما يكمل به شهره من خلال مساعدات أبنائه. فزوجها يرفض بشدة أن يشغل عقلها بتلك الأمور الحياتية الموحشة.. كنت أقول عن جهلها عيوبًا قاتلة، ولكنني اكتشفت مع تطورات صداعي النصفي المستمر أن عيوبها هي مميزات أغفلها عقلي.

قلت لها: "ياليتني مثلك هانئة البال، سعيدة رغم عناء اللحظة". قالت لي: "ولمَ لا تكوني مثلي يا ابنتي؟! وقد كنت مثلك أحمل أثقال وهموم الدنيا علي عاتقي، أتخيل أن الدنيا ستتوقف إذا لم أشارك في صنع قراراتها ووضع نواميسها حتى تملَّكت مني الأمراض وأصابتني أمراض الضغط، وبات قلبي ضعيفًا، وجافاني النوم وأصبحت مدمنة للأقراص المنومة. ساعتها قرَّرت أن ما فات قد مات، والغد سيكون لي فقط. أمسك جهاز التحكم عن بعد الخاص بتلفازي، وأحذف قنوات الأخبار، وأبتعد عن مكلمات التوك شو التي لا تقدِّم غير الهم والغم ومعرفة أنه ليس باليد حيلة. هكذا تغلبت على ولعي بالاكتئاب، وأصبحت كما أنا الآن".

سكت وبلعت الفكرة في عقلي، وسألت نفسي: "هل سيأتي اليوم الذي نكون كلنا فيه كصديقتي، معنا غربال ينقي همومنا ويبعدها عنا؟ أم سيبقى الحال على ما هو عليه، وسنظل حمالين الأسية إلي أبد الآبدين؟"..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :