- رسالة إلى المجلس العسكري
- "أيمن عبد الرسول" لبرنامج "مصريون بين قوسين": من السفه أن تفضل أمة شيخها على ربها.!
- المجلس العسكري وتحديات احتلال قناة السويس عام 1956
- والد أحد الشهداء بـ"التحرير": رسالة للحاكم العسكري وعصام شرف: "إتقوا الله في الشعب"
- الحرية مش ببلاش!.. الأقباط متحدون مع الثوار في الميدان يوم "الإنذار الأخير"
الإخوان والبلطجية والسلفيون وسائقو الـ"توكتوك" مستفيدو الثورة (2)
بقلم: جرجس وهيب
استعرضتُ في الجزء الأول من المقال، فئتين من الفئات التي اختطفت الثورة واستفادت بقوة من قيام ثورة 25 يناير، وحقَّقت مكاسب كبيرة ملموسة على أرض الواقع من قيام الثورة، سواء كانت مكاسب سياسية أو مادية.
وأول هذه الفئات هي جماعة الإخوان المسلمين المحظوظة، التي تعتبر أكبر القوى التي استفادت من الثورة حتى الآن. فلم تعد محظورة كما كانت، بل أصبحت الآن جماعة شرعية، وأسَّست حزب "الحرية والعدالة"، وهو الحزب المتوقع له تشكيل الحكومة القادمة، مما يتيح لها تحقيق أهدافها التي يأتي على رأسها إنشاء دولة دينية في "مصر"، تمهيدًا لإقامة الخلافة الإسلامية في الوطن العربي.
وثاني المستفيدين من ثورة 25 يناير هم البلطجية الذين عاثوا في الأرض فسادًا منذ يوم 28 يناير المعروف باسم "جمعة الغضب"، بعد الفراغ الأمني، ونهب أقسام الشرطة التي نُهب منها الآلاف من الأسلحة الألية المتقدِّمة الخاصة برجال الشرطة، والتي مازالت في حوذتهم حتى الآن، واُستخدمت في الكثير من الجرائم.. فكم من محلات وشركات نُهبت على إيديهم وشُرِّد العاملون بها بعد إفلاسها، نتيجة لسرقة محتوياتها! وكم من بيوت مواطنين غلابة خُرِّبت وحُرقت على أيدهم! وكم من أبرياء قتلوا على أيدهم! وكم من سيارات سُرقت وقُتل أصحابها، وسُرقت محتوياتها!
وثالث الفئات التي استفادت من الثورة هم السلفيون الذين فرضوا أنفسهم على المجتمع المصري بعد قيام الثورة بمنتهى العنف والقسوة والتشدد، من خلال العديد من الحوداث كانت أغلبها موجَّهة ضد الأقباط. وأقاموا أنفسهم قضاةً يطبِّقون شرع الله دون الانتظار لقوانين الدولة. فقاموا بقطع أذن المواطن القبطي بـ"قنا" دون أن يتم محاسبتهم أو حصول هذا المواطن على حقه، وحرق وهدم كنيسة "أطفيح" في سابقة تُعد الأولى من نوعها في تارخ "مصر" الحديث من هدم وحرق كنيسة، ثم بعد ذلك حرق كنيسة "إمبابة" والتعدِّي على ممتلكات بعض الأقباط وحرق منازلهم ومتاجرهم بحجة البحث عن سيدة تحتجزها الكنيسة، بالإضافة إلى الحملة الشرسة الهمجية المنظَّمة التي يقودها بعض شيوخ السلفيين ضد قداسة البابا "شنودة"، بحجة احتجاز بعض السيدات القبطيات التي أشهرن إسلامهن بعدد من الأديرة، والتطاول على قداسة البابا بطريقة فجة، وإتهامه بإتهامات باطلة وكاذبة، بل محاولتهم محاصرة الكاتدرائية المرقسية بـ"العباسية".
كما أسسوا حزبًا سياسيًا في محاولة منهم للحصول على جزء من الكعكة، واستطاعوا منذ عدة شهور أن يحوِّلوا- بالتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين المحظوظة- الاستفتاء على التعديلات الدستورية إلى حرب دينية، وإيهام المواطنين البسطاء ببعض الأفكار الخاطئة، وأن الإسلام في خطر إذا لم يصوِّتوا بـ"نعم" على هذه التعديلات. ومن المتوقَّع أن يتبع الإخوان والسلفيون نفس الأسلوب خلال انتخابات مجلسي الشعب والشورى والمجالس الشعبية، التي ستحارب الجماعتان من أجل الحصول على أغلب مقاعدها، والتي يعوِّلون عليها كثيرًا في الالتحام ونشر أفكارهم بين الفئات البسيطة، وبمختلف القرى والمدن.
ورابع الفئات التي استفادت من الثورة، هم سائقو التوكتوك الذين حوَّلوا شوارع قرى ومدن مختلف المحافظات إلى فوضى عارمة؛ ففجأة انتشر عشرات الآلاف منها في شوراع المدن التي كان من المحظور عليها الدخول إليها. فمن الممكن أن ترى "التوكتوك" بعواصم المدن، و99% منها غير مرخص ولا يحمل أية أرقام، مما ساهم في استخدامها في كثير من الجرائم والحوداث والسرقة.
هو مشروع مربح للغاية، وبرأس مال بسيط جدًا لا يزيد عن 17 ألف جنيه. ومن الممكن الحصول عليه بقسط بسيط، ويدر عائدًا شهريًا أكثر من (1500) جنيه، مما أدى إلى زيادة الإقبال عليه بشكل كبير.
إن الفئات الأربعة السابق ذكرها هي فئات انتهازية سعت لتحقيق مصالحها الخاصة دون النظر لمصلحة الوطن الذي أصبح في خطر جسيم.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :