كيف ستؤثر وفاة جون ماكين على ترامب؟
أخبار عالمية | مصراوى
الاثنين ٢٧ اغسطس ٢٠١٨
ستمثل وفاة السيناتور الجمهوري جون ماكين، تحولًا كبيرًا في التحديات التي تواجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول أمن البلاد، في الوقت الذي يمرر فيه اثنين من أكبر منتقدي ترامب مقاعدهما لاثنين من كبار مؤيدي الرئيس.
ماكين، الذي كان عضوًا بمجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا، استغل رئاسته للجنة القوات المسلحة بالمجلس للتشكيك في موقف الرئيس من قضايا أمنية مثل التدخل الروسي، والتعذيب والهجرة، والآن بعد وفاته فجر اليوم الإثنين، ترك منصبه لعضو المجلس جيم إنهوف من ولاية أوكلاهوما، في الوقت الذي سيسلم فيه رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بوب كوركر (جمهوري من ولاية تينيسي) - والذي كان بمثابة شوكة في تعاملات ترامب الدبلوماسية الفوضوية - مقاليد الأمور إلى السيناتور جيمس إي ريش (جمهوري من ولاية أيداهو)، في بداية العام المقبل.
وتقول صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير لها، الأحد، إن مغادرة رئيسي اللجنتين بمجلس الشيوخ جديرة بالملاحظة، لكونهما استحوذا على اهتمام وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة، بسبب انتقادهما لسياسات البيت الأبيض الخارجية، التي يرون أنها مخطأة، ولكن معًا، كان الرجلان ينذران بتغيير شامل في طريقة استخدام الكونجرس لسلطته الإشرافية لمراجعة أجندة الرئيس الدولية، وذلك طبقًا لمشرعين حاليين وسابقين.
ويقول وزير الدفاع السابق تشاك هاجل، الذي خدم أيضًا في مجلس الشيوخ كجمهوريّ إلى جانب ماكين وكوركر: "إن الرجلين كانا بمثابة استثناء عن القاعدة في كيفية إدارة اللجان داخل مجلس الشيوخ، وقاما بعمل رائع في بحث واستجواب والاختلاف مع الرئيس الجمهوري إذا دعت الحاجة لذلك، وهذا سيتغير بعد رحيلهما بالتأكيد".
وتقول الصحيفة، أشاد الجميع بماكين وكوركر بسبب موقفهما الإشرافي الثابت على كلًا من الإدارة الديمقراطية (أوباما) والجمهورية (ترامب)، وبصفته بطل حرب فيتنام وأحد أكثر رجال الدولة الأمريكيين شهرة عالميًا، فإن ماكين كان أحد المشرعين القليلين الذين لديهم سلطة على الأمن القومي أكثر من الرئيس نفسه، واستخدم ماكين هذه السلطة وتحدى الرؤساء أن يتخطوا أوامره، وحدث هذا بشكل متكرر منذ تولي ترامب الرئاسة في قضايا متعلقة بروسيا.
وأشار ماكين وكوركر إلى انتقاداتهما لتصرفات ترامب تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكان لهما دور فعال العام الماضي في جعل الكونجرس يمرر العقوبات التي فحصت سلطة الرئيس في تقليص الإجراءات العقابية ضد موسكو دون موافقة المشرعين، وقادا أيضًا الجهود المتكررة لإعادة تأكيد التزام الولايات المتحدة بحلف شمال الأطلسي (ناتو) في مواجهة البيانات الرئاسية التي ظنوا أنها كانت تهدف لتقويض العلاقات مع الحلف.
وكان ماكين قال عن أداء ترامب بقمة هلسنكي مع فلاديمير بوتين في يوليو الماضي: "لم يخطأ أي رئيس أمريكي من قبل أمام طاغية"، وذلك بعد أن صرح ترامب أنه يصدق إنكار بوتين للتدخل الروسي في انتخابات 2016 أكثر من الاكتشافات التي قامت بها أجهزة المخابرات الأمريكية، فيما قال كوركر عندئذٍ: "كان مؤتمر هلسنكي يومًا سيئًا على دولتنا، والجميع يعرف هذا" واصفًا أداء ترامب بـ "البائس".
وأثارت هذه التصريحات غضب الرئيس وحلفائه، في الوقت الذي أسعدت فيه السياسيون الأمريكيون وكذلك الإدارات السابقة.
وزير الخارجية الأمريكي في عهد أوباما، جون كيري، قال في تصريح للصحيفة: "لا أحب تخيل مجلس الشيوخ بدون بوب كوركر وجون ماكين"، وذلك على الرغم من موقف كوركر وماكين المهاجم لكيري وإدارة أوباما بسبب الاتفاق النووي الإيراني.
وتابع كيري: "أحيانًا تحتاج أشخاص مثل هذا للقيام بشيء معين، وإلا سيكون لديك أسوأ الأشخاص يحددون خيارات الدولة".
ويخشى زملاء ماكين، أن يفقد مجلس الشيوخ تلك الميزة بمجرد أن يتولى إينهوف وريش القيادة، وأنهم سيكونون أكثر إرضاء للبيت الأبيض.
وقال السيناتور جيف فليك من ولاية أريزونا: "لقد نقلنا الكثير من السلطة إلى المشرعين على مر السنين، وأخشى من أن القيادة الجديدة (إينهوف وريش) ستكون مقربة من الرئيس، وأنهم سيكونون أقل اعتراضًا على قرارات الرئيس، وستكون لجنتي مجلس الشيوخ أقل استقلالية الآن".
وتقول الصحيفة، أدى ريش وإينهوف عمل السلطة التنفيذية (الإشرافي) بطريقة أقل حماسة من ماكين وكوركر، ولم يكن ماكين هو الوحيد في الحزب الجمهوري الذي ينتقد ترامب وطريقة عمله وتعيين جينا هاسبل مديرة للمخابرات المركزية الأمريكية، بل انضم إليه فليك والسيناتور الجمهوري راند بول، ولكن اتفق أغلب الجمهوريين أن طريقة تعامل ترامب لبوتين في هلسنكي كانت معيبة، وكذلك مهاجمة ترامب للمستشار الخاص روبرت مولر.
ويتساءل الجميع الآن، بحسب الصحيفة، إذا ما كان أي شخص في الكونجرس الآن قادرًا على ملء الفراغ الذي سيخلفه ماكين وكوركر.