الأقباط متحدون - الإخصاء هو الحل
  • ٠٤:١٠
  • الاثنين , ٢٧ اغسطس ٢٠١٨
English version

الإخصاء هو الحل

مقالات مختارة | سحر الجعارة

٤١: ٠٨ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٧ اغسطس ٢٠١٨

سحر الجعارة
سحر الجعارة

أنثى.. للأسف، أسير «حافية» على أشواك العُقَد الشرقية منذ ولدت..

أنا «الشرف».. و«الخطيئة»، أنا «الأمومة».. و«الغواية»!.

لم تفلح كل قوانين الشرق فى اعتقال «أنوثتى».. خلف أبواب «العار».. فالجسد الذى يحرض «الغرائز».. احترف الحياة.. جسدى «حر» بين قبيلة «عبيد» تحكمها «الشهوة».. «سيوف القبيلة» تهدد «الجوارى»، ليخضعن.. فرائحة «الدم» ترضى نهم «الصياد»!!.

1 - (الأعراض الرخيصة فى بلادى): فى بلادى، العنف ضد المرأة مشرعن وممنهج، فأحد كبار الدعاة يحرض على هتك حرمة المرأة، بزعم أنها خرجت «فتشة» فأسقطت عنها رخصتها الشرعية، والداعية الكيوت «شريف شحاتة» قال: (لو لم يتحرش الرجل بمن ترتدى قصيراً أو تضع ميك آب مايبقاش راجل) دون أن يحاسبه أحد.. وعلّامة القانون «نبيه الوحش» قال إن التحرش بالمتبرجات «واجب وطنى».. فما بالك بالتحرش بالمحجبات فى حالة سعار جنسى، وسط مجتمع لا يستجيب لاستغاثة فتاة تتعرض للتحرش الوحشى!.

2 - (الإخصاء هو الحل): لم يخضع الجسد لحمى «الغرائز».. بل احترف الحياة.. فكانت «نهى رشدى» فى عام 2008 أول من تحصل على حكم قضائى بإدانة متحرش، فقد قررت ألا تكون «ذبيحة»، وتخبئ جرحها بين ضلوعها.. وواجهت المجتمع بكل شراسته.. بعد أن سلخها المتحرش، وهتك عرضها، ونهش سمعتها وحوّلها من «أنثى» إلى فضيحة!.

لكن «ثقافة النخاسة» أخذت تتوغل وتنتشر، لتفتى الدكتورة «سعاد صالح»- مثلا- بجواز الرق والاستعباد (فى حال حاربنا إسرائيل وانتصرنا عليها).. وتطالب بتحجيب «الطفلة» فى الصف السادس الابتدائى!!.

رغم أن الحجاب لم يحصن جسداً، وكأن المطلوب هو أن تصبح المرأة «رهينة»، يعتقلها ثوب «الخطيئة».. لأن «الشيطان» يتتبعها فى «نظرة».. أو رائحة «عطر».. والشباب فى بلادى «أنصاف أموات»، يغرسون أنيابهم فى عنق المرأة ليثبتوا رجولتهم الضائعة.. يبحثون عن «انتصار ما» تحت جلدها الأملس!!.

ولم يعد هناك علاج لحالة السعار الجنسى إلا تطبيق فتوى الشيخ السعودى «سعود بن عبدالله الفنيسان»، ، بتطبيق «الإخصاء الكيميائى» كوسيلة ردع للمتحرش.. والذى أيده بعض علماء الأزهر.. (بإعطاء أدوية معينة لتقليل فرز هرمون «التستوستيرون»).. للقضاء على ثقافة استحلال النساء!!.

(منة جبران): لم يكن لديها سلاح إلا «كاميرا الموبايل»، لتفضح بها المتحرش، ذلك الذى حوله مجتمع «الترهيب» إلى «نجم» يعرضون عليه الإعلانات ويتسابقون لنشر أخباره (!!).

بينما «منة» أصبحت حبيسة المنزل، خائفة من «سيوف القبيلة» التى ذبحتها، وقالت عنها إنها «عاهرة».. لأنها دافعت عن شرفها وكرامتها، ولأنها ليست «جارية» عليها أن ترضى نهم «الصياد» وتشرب القهوة!.

لقد شرب المجتمع «نخب سمعتها» من دمها، ورفتها من عملها، لأنها لم تقبل أن تكون مجرد «دمية» يتلاعب بها «الذكور».. ولأنها لم تركع لرغبة «ماجن» وتقدم لحمها ساخناً فى «فنجان قهوة»، بل كسرت طوق «الصمت» المفروض على جرائم «التحرش الجنسى» باسم «الخجل».. ومزقت ستائر الكتمان!.

3 - (يحدثونك عن النخوة): استبدل شباب اليوم النخوة والشهامة فى قاموسهم بنهش الأعراض.. فلم يعد فى عقولهم إلا ما لقنه لهم «أصحاب العمائم»: فالمرأة كلها «عورة».. حلوى مكشوفة للذباب وكلاب الشوارع.. أصحاب اللحى منحوا التحرش «حصانة دينية» لأن «المال السايب يعلم السرقة».. فسرقوا أمننا ودمروا السلام الاجتماعى، وأطلقوا علينا وحوش التيار السلفى (المقنن حزبياً) التى تحترف التحريض على النساء!.

4 - (وردة من الرئيس): هل تذكرون وردة الرئيس التى قدمها للفتاة المتحرش بها، يوم تنصيبه رئيساً للجمهورية؟.. نحن يا سيادة الرئيس نلوذ بكم مرة أخرى: هذا بلد متعصب بالفطرة، كاره للنساء، الورود لم تعد تشفى جراحنا.. نحتاج إلى تطبيق القانون بحسم، وتجريم تجريس «الضحية» والاحتفاء بالجريمة.. إنها أعراض «عظيمات مصر» التى تُنتهك.. فمتى نحارب «المناخ السلفى» لنقضى على الهمجية.. بعدما تحول الشارع إلى «غابة» تحكمها الغرائز.. وسقط الزوج شهيداً على الرمال دفاعاً عن زوجته من «متحرش»!.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع