الحرب الاقتصادية بين امريكا وتركيا الي اين ؟
سليمان شفيق
الجمعة ٢٤ اغسطس ٢٠١٨
المفاوضات تبدأ واوردغان ينتظر أن تحل المحاكم المشكلة
ترامب يشترط الافراج عن القس اولا مقابل اتمام الصفقة
سليمان شفيق
تناولنا طوال الاسبوع الماضي الازمة الامريكية التركية من جميع الجوانب الاوربية والروسية والصينية والاسرائيلية ، وكيف ان الاقتصاد التركي لا يشكل اكثر من 1% من الاقتصاد العالمي ، وانهيارة لن يشكل اي اهتزاز ، وكيف ان فرنسا والمانيا فقط من اعربا عن تخوفاتهما من خسارة بنوكهما اذا حدث الانهيار ، وكيف ان ترامب اعلن اكثر من مرة عن عدم اكتراثة من خسارة اي اطراف اخري من الانهيار التركي .
الا ان الحرب الاقتصادية بين امريكا وتركيا منحني اخير ، وقالت أنقرة في تصريح لة دلالة صباح اليوم :" واشنطن تشن حربا اقتصادية " ولا تبدي احتراما للنظام القضائي فيما يتعلق بقضية اندرو برانسون " ؟!!
هكذا يبدوا ان الازمة الامريكية التركية تتخفي وراء احتجاز القس ، ولمزيد من التعرف فقد ولد برنسون 1968 ، ويعيش في تركيا منذ 23 عاما ويرعي كنيسة انجيلية لايزيد اتباعها عن 25 شخصا فقط في ازمير علي بحر ايجة ، ولدي جناب القس ابنان احدهما ولد في تركيا ، والقي القبض علي القس منذ عامين بتهمة دعم الانقلاب الفاشل ، ويري مراقبين ان اوردغان يستفيد من هذة الازمة وتصويرها حربا امريكية اقتصادية للتغطية علي فشل سياساتة الاقتصادية من جهة ولكي يحاول اثبات انه خليفة المسلمين وان هناك حربا دينية امريكية علي الشعب التركي .
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن مرارا أن حكومته لا يمكن أن تتدخل في قرار القضاء التركي، الذي يحاكم القس الأمريكي بالتجسس ومساعدة جماعة الداعية فتح الله غولن
في اشارة الي محاولة اخراج السياسة والاقتصاد خارج ميدان المعركة وانتظار حكم القضاء ، واعتقد ان هناك محاولات لاخراج اوردغان من مأزقة الخاص بضرورة الافراج عن القس المحتجز بصدور حكم قضائي بالافراج ، ومن ثم يحفظ ماء اوردغان وينهي حرب ترامب ، ولكن ترامب الاثنين الاثنين الماضي ، كان قد صرح للصحافة بأنة " لن اوافق علي اي مطالب تركية مقابل الافراج عن القس الامريكي"
وكانت المفاوضات قد بدأت منذ مطلع الاسبوع الماضي عبر وسطاء خليجيين ، وكتبت صحيفة "وول ستريت جورنال" 20 /8 ، :" ان تركيا ربطت بين الافراج عن القس المحتجز برونسون ومواطنين اتراك محتجزين في امريكا بتهمة دعم الارهاب وغسيل اموال لصالح ايران " لكن الا دارة الامريكية رفضت ، وقال مسئول كبير بالبيت الابيض ـ كما نشرت الصحيفة ـ " لو كانت تركيا حليفة حقيقة للناتو ، لم تكن اعتقلت برانسون " .
في حين كتبت صحييفة" فايننشال تايمز"البريطانية، السبت 18 أغسطس 2018، إن الخلاف المحتدم بين أنقرة وواشنطن كاد أن يصل إلى النهاية قبل أيام عندما أحضر دبلوماسيون أميركيون تذاكر طيران للقس وزوجته، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أراد ربط الافراج عن القس بالافراج عن محمد هاكان عطا الله أحد المصرفيين المتهمين بغسيل اموال للارهاب في امريكا ..
وكان الاتفاق يتضمن ، اعادة محمد هاكان عطا الله، وهو مصرفي تركي مسجون بسبب العقوبات الأميركية على إيران، إلى تركيا لقضاء عقوبته بعد أسابيع من إطلاق سراح برونسون. وبعد ذلك، سيكون منتظراً من السلطات التركية أن تطلق سراح أربعة مواطنين أميركيين آخرين على الأقل تحتجزهم
وبحسب الصحيفة البريطانية لا تزال تركيا مُصممة على إسقاط قضية خرق العقوبات ضد بنك خلق، بما في ذلك إمكانية فرض غرامات تصل قيمتها لمليارات الدولارات. وأبلغ المسؤولون الأميركيون أنقرة مراراً بأنهم لا يمكنهم التدخُّل في الإجراءات القانونية التي يقوم بها المحققون الفيدراليون التابعون للمنطقة الجنوبية في نيويورك، واشارت الصحيفة الي ان الرئيس ترامب ربما يكون مستعد لقبول الصفقة التركية في حالة افراج تركيا عن القس اولا..
الان انة عاد وتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخنق تركيا، مؤكدا أن بلاده لن تدفع شيئا لأنقرة للإفراج عن القس المحتجز لديها، كما ذكر وزير الخزانة الأمريكى أن إدارة واشنطن تخطط بالقيام بالمزيد إذا لم إذا لم يتم الإفراج عن القس الأمريكي في تركيا.
لازالت المفاوضات مستمرة ،ووفق الصحافة الروسية : ويقول احسان ارسلان وهو من المقربين من اوردغان ويعد من حفظة اسرارة ،انة يشترك مع دبلوماسي امريكي سابق وهو ماثيو بريزا ، وهو يعيش في تركيا ، اعادة ضبط عملية التفاوض بعد تهدئة خطاب اوردغان ،ويزور وفد من بنك خلق تركيا هذا الاسبوع ، واضافت الصحافة الروسية أن بعض المسئولين الامريكيين يشعرون بالقلق من التركيز علي برونسون لان ذلك يعرض مستقبل المحتجزين الامريكيين الاخرين من المسيحيين غير الانجيليين .