بقلم... مايكل فارس
كان يُطلق علي نفسِة ملكاً أوإمبراطوراً في بعض الآحيان ولكنة لقيَ هزيمة مُنكره في إحدي المعارك من جيوش مايُطلق عليهم" الاسود الضدُ " بعد أن ظَل ثلاث سنوات يُعد في جيشةِ ..فأُصِـيب بلعنةٍ جراء هذه الهزيمة أطلق عليها لعنة " دحوتلا "...ليُصبح كل حرف منها رمزاً في لعنتة الجديدة لتتكاثر الرموز التي أرهَـقت ذِهنة..هولايعلم ما إذا كان يستطيع خلع عباءه تلك اللعنة الاخيرة في حال إستعادتة جيشة مره أخري ام لا ..ولكنة أطلق علي نفسة "ألامبراطور المَلعُون"

 

هو...مَـلعون ...ولم تكن تلك اللعنة الاولي في حياتةِ بل الثانية فهكذا يعتقد في نفسة ِمنذ سبعة سنوات حيث أطلق علي لعنتة أن ذاك لعنة " نِـفُوك" قد يبدو ذلك ضرباً من ضروب الخيال ولكنة في بعض الاحيان يتخيل نفسة..إمبراطوراً في تابوت أثري بقصرٍ مهجور بإحدي قصور العصور الوسطي بعدما حَلت علية لعنة إحدي الساحرات الشريرات ليكون أشبة " بالموتي الاحياء" ليعيش نصف الحي ونصف الميت ...وينتظر "نفساً بشرية" تزرف دموعها علي ذلك التابوت لتُفك بعدها التعاويز السحرية وتنتهي لعنتة ...هي نفسٍ لم تأتي بعد..ألا في خيالة .هذه إسطورة ولكنة يؤمن بها وينتظر النفس الباكية علي التابوت والثلاث كلمات " النفس والدموع والتابوت" هي ثلاثية لن يفهمها أحد مهما حاول التخمين فهي رموز لشئ ما في عقلة ..فكوامن النفس لن تجد طريقها للعبور الي العالم بعد!!
 

 

هو لايَعلم متي أوأين ستأتي تلك النفس ولكنة يخشي أن يطول العمر ليعيش ويموت بلعنتة قبل ان يُفصح بسرها لآحدٍ لينزاح عنة همها...وتكتمل ألاسطورة .......يسأل نفسة لماذ لٌعنت بلعنة أبدية كهذه. وكلما يتذكر لعنتة يَتَـنَفس الصعداء بعمقٍ وفي كل نَـفسٍ تخرجٌ روحة منة وتعود ...يبكي علي روحة فهو يريد لها السلام ولايستطيع إلا أن يُعطيها حِفنة أنفاس ...فقط أنفاس حتي تظل قابعة محبوسة في جسده
هو يَـتَـنَـفس.... فالانسان أحياناً ليست بقليلة يتنفس ليُثبت لنفسةِ إنة لازال علي قيد الحياة فبدون تلك الحِفنة من الهواء التي تدخل في رئتيةِ عن طريق الشهيق لتخرج زفيرا لفارقت روحة مايُسَمي بـــ"الحياة"
هو.... يعشق الحياة التي لاتعشقة صارا متلازميين كاصدقاء أعداء للابد لاينفصلا عن بعضهم البعض بحجة تلك الحفنة التي تسمي بــ"الهواء" لتبقي علاقتة علي مايسمي بــ"الحياة ..وتلك هي الحالة التي تنتابة من الحين والاخر
يَستيقظ في الصباح... شاباً ضَحوكاً ولكنة مُدرك أن حرباً قادمة لامحالة فيخرج من منزلةِ مُدججاً بالآسلحة بعدما عرف أعداءة الذين سيواجههم في مجتمعة ..هُم صعبوا الميراث علي قلبةِ وطأتهم شديدة علي نفسةِ ؛ يخوض يومياً معهم معارك لاتنتهي ليعود بعدها لمنزلةِ بعد حرباً ضروس نالة منة مانالت... ليرمي بنفسةِ علي وسادتةِ بعدما يُلقي كل اسلحتةِ أرضاً ليأخُذ نَــفَساً عميقاً من تِلك ألآنفاس التي تُحافظ علي بقاء روحةِ في جسدةِ
 

 

يَحِلُ المساء.. يبدأ الليل ...يظهر القمر ..قديماً كان يعشقهم ولكن لاسُنة للحياة فهو يعيش فيهم كارهاً ..ليبدأ في صراعاً مع نفسة.....صراع تَخرُجُ فيةِ الروح في كل زفيرٍ وتعود مرةً أخري في كل شهيقٍ .ليتحول بعدها الي كهلٍ عجوزٍ بائسٍ أثقلتةُ الآيامِ بِـسِـياطِها فاصبح وَجهُة خَريطة للكرة الارضية وما دارعليها من حروب منذ نشئة الخَليقة وعيناةُ كَهفَيينِ مُظلِمَتيينِ بسوادٍ أشد من الليلِ القاحلِ نفسةِ ..
الكهل يتذكر.... تِلكَ الآيام التي كان فيها الشهيق كأنة لهيبٍ من نار الهاوية نفسها يدخُل رئتية والزفير بمثابة الدُخان الصاعد من البركان..يُنَاجي خِلالها الآموات التي خرجت رَوحَهُم مِنهم صارخاً "أيًهــا الآموات الراقدون ..هناك من يَقبع علي جزيرة الآحياء شَعر بكم ...فها هي روحة تخرج وتعود " كارهة" فمثلي مثلكم ..لا ليس مثلي مثلكم فروحَكُم خَرجَت وأراحت أجسادكم أما روحيِ تخرج وتعود مُتغصبة لجسدي في كُلِ نَفَسٍ من أنفاسي وها هي الآم ذهابها وعودتها لاينتهي "...هكذا يُناجي الكَهل العجوز
هو لايَعلم متي تنتهي ألآم صراعة مع نفسةِ والتي جعلت أنفاسةِ النارية تُبقي علي " روحةِ المُـتَغَصبة "في العودة لجسدة ولكنة علي يقينٍ تام بأن الآمة سَتُلازمة طوال حياتة حتي تُزهق روحة ليأخذها الذي اعطاها لة

 

تشرُق الشمس... علي الشاب الضحوك ليُحَارب ويحلُ القمر علي الكهل العجوز ليُصارع... فنهارهِ حَرب وليلةِ كَرب ونَومةِ أشبة بذنب ..فيشتهي النوم ولا يجدة ..لقد أصبح النوم حُلماً جميلاً.. نادراً مايظفرُ بةِ.. وقبيل نومة يجتمع النقيضيين الشاب والعجوز علي وسادةٍ واحدة .. كل مايُدركة هي تلك الدموع التي ملاءت وسادتة ليستمر في صراعٍ جديدٍ مع وسادهٍ أصبَحت هي الاخري عدواً جديداً ..فاصبح نومةِ ذنبةِ ؛ولايَدري ما إذا كان لازال علي قيد الحياة أم فارقها.....فالموت والحياة كلِمتَان متضَادتان عِند البشر ولكن بالنسبة لة هم كَلِمَتَان مُترادفتان ..فالكهل العجوز لايُفرق بينهما فإن قال أنة" حَي " يَخدع نفسة فحالتة ليست بحال أحياء وإن قال "مَيتٌ " أيضاً يخدع نفسة حيث تَخرج تِلك الآنفاس لتؤكد لة إنة لازال علي قيد الحياة..وينام الكهل البائس بصعوبة لتشرق الشمس علي الشاب الضحوك مجدداً ..الشَاب يحارب والكَهل يُصارع والنقيضيين يَجتمِعا في ساعات "ذنب " ...."أو النوم...كما يُطلق عليها البشر" ليتكرر المَشهد في حياة ذاك الذي يتنفس
 

 

بين اللَعنة وألآم والآنفاس ...هو يَـقبع وحيداً في عالمةِ الخياليِ الذي رسمة في عقلة والذي لايعرفة أحداً سِواه...عالم الكهل العجوز الملئ بالصراع وعالم الامبراطور المَلعون .. لذا يرفض أن يُفصح عَنة لآحد قاطعاً عهداً بأن مُجتمعة لَن يَري إلا الشاب الضحوك ولن يري منهم هذا الكهل أو ذاك الامبراطور وقَطع عهداً أخر..بأن يكتشف أسرار عالمة وفك الغازة وكشف طلاسمة..الصراع بين الشاب والعجوز بداخلة .. مرت سنوات إستطاع خلالها معرفة القليل اليسير وبقي الكثير والكثير من الطلاسم لم يستطع فهمها تلك الطلاسم التي أحكمت قبضتها علي روحةِ لتسجنها في أتون نار مُتقد أُغلِقَت فوهتة
هو الذي صار لغزاً لذاتة وقطع عهدا علي نفسة لفك طلاسمة ..لايعلم كم من العمر سيستغرقة لذلك ولكنة يَعلم أن هذا الطريق مؤلم ...ولكنة أتخذ قرارة
الشاب الضَحُوك والكَهل العجُوز والامبراطور المَلعُون ..جميعهم يتنفسون ... فكان ولازال وسوف يستمر...." يتنفس " ولكن بطريقتة الخاصة فهو يتنفس وأنفاسة تلك سبب شقاءه