الأقباط متحدون - أقباط المهجر والمواقع القبطية والمشاركة السياسية
  • ٠٦:٠١
  • الأحد , ١٩ اغسطس ٢٠١٨
English version

أقباط المهجر والمواقع القبطية والمشاركة السياسية

سليمان شفيق

حالة

٥٧: ١٢ م +02:00 EET

الأحد ١٩ اغسطس ٢٠١٨

أقباط المهجر
أقباط المهجر
في دراسة متفردة للباحث نجاح بولس تواضروس
بقلم – سليمان شفيق
في دراسة أكاديمية متفردة حول " العلاقة بين التعرض للمواقع القبطية على الإنترنت ومستوى المشاركة السياسية لأقباط المهجر" ، للباحث  المتميز ،نجاح بولس تواضروس ، واشراف د. صفوت العالم الأستاذ المساعد بقسم العلاقات العامة والإعلان، واشراف مساعد د جيهان البيطار الاستاذ المساعد بقسم العلاقات العامة والاعلام.. وهكذا تبرز تفرد الدراسة واهميتها في 
 
 ندرة الدراسات التى تناولت أنماط تعرض أقباط المهجر لوسائل الإعلام، وتأثيراتها على معارفهم وإتجاهاتهم وسلوكهم السياسى المصاحب لمختلف الفعاليات على الساحة السياسية المصرية، لذلك تعد هذه الدراسة الأولى التى تقوم بدراسة ذلك عبر مسح ميدانى على عينة من أقباط المهجر.. ويضاف لاهمية وتفرد هذة الدراسة ،ندرة الدراسات العلمية التى تناولت الإعلام القبطى ،وخصوصاً المضامين السياسية المعروضة عبر وسائله المختلفة،  الامر الذي يتطلب ضرورة تنشيط البحث فى نطاق هذا النوع من الإعلام، وأنماط تعرض الجمهور له وتأثيراته عليه.. اضافة الي أن دراسة  هذة الدراسة توقفت أكاديميا حول السلوك السياسى لأقباط المهجر، مما يضع حدً لحالة الجدل الإعلامى والسياسي السائدة فى المجتمع حولهم، لندرة الدراسات العلمية التى تناولت متغيرات النشاط السياسي لأقباط المهجر، وإنحصارها فى بعض الإطروحات الفردية عبر وسائل الإعلام، أو كتيبات لا تستند للتحكيم العلمى المطلوب.
 
وقام الباحث بجهد واضح ومضني في الإعتماد على سحب عينة عمدية قوامها 400 مفردة من مجتمع الأقباط المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية، كشريحة ممثلة لمجتمع أقباط المهجر حول العالم، حيث تعد الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر دول المهجر إستقطاباً للمهاجرين الأقباط.
 
هكذا فتحت الدراسة أفاق بحثية جديدة لدراسة مشاركة الأقباط فى الحياة السياسية والعامة فى مصر، للوقوف على خلق أليات ديمقراطية لإدماجهم فى الحياة السياسية وفق مناهج علمية سليمة، فى إطار مبادئ المواطنة الكاملة دون اللجوء لأليات إستثنائة تعمل على تمييزهم إيجابياً، للتغلب على ظاهرة عزوفهم أو تهميشهم من الحياة السياسية.
 
وانفردت الدراسة بقياس مصادر معلومات المبحوثين المتعلقة بالشأن المصري 61،5%من القنوات الفضائية المصرية الخاصة ، و59% من القنوات القبطية ، 45،8% من القنوات الاجنبية ، ثم القنوات الفضائية المصرية 27%واخيرا القنوات العربية 17%.
 
تصدرت قناة CTV ترتيب القنوات الفضائية القبطية من حيث متابعة المبحوثين لها للحصول على معلومات عن الشأن المصرى بنسبة 73.8%، وبفارق كبير نسبياً عن قناة أغابى التى جاءت فى الترتيب الثانى بنسبة 31%، بينما جأءت قناة مار مرقص فى الترتيب الثالث بنسبة 26.5%، ثم قناة اللوجوس 23.8%، الطريق 19.8%، SAT 7 بنسبة 12%، الرجاء 9%، وأخيراً قناة الكرمة 3%.
 
-      جاءت مواقع التواصل اللإجتماعى فى مقدمة المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت التى يفضلها المبحوثين للتعرف على المضامين المتعلقة بالشأن المصرى بنسبة 67.5%، بينما جاءت المواقع القبطية فى الترتيب الثانى بنسبة 52.8%، يليها مواقع الصحف المصرية بنسبة 37.5%، ثم المواقع الإخبارية المصرية بنسبة 36%، تليها المواقع الخاصة بالصحف والقنوات الأجنبية والعربية 19%، ثم المدونات4%، وأخيراً مواقع الأحزاب السياسية فى الترتيب الأخير بنسبة 1.5%.
 
إحتل موقع الحق والضلال مقدمة المواقع الإليكترونية القبطية التى يتابعها المبحوثين بنسبة 67.5%، يليه موقع صوت المسيحى الحر فى الترتيب الثانى بنسبة 43.5%، ثم موقع الأقباط متحدون بنسبة 34.5%، ثم موقع الأقباط اليوم بنسبة 14%، موقع مسيحى دوت كوم 13.8%، موقع جريدة وطنى 13%، موقع الكرازة 11%، موقع أُسقفية الشباب 7.5%.
تبين أن نسبة 29.4% ممن يتعرضون للمواقع الإلكترونية القبطية على الإنترنت يتعرضون لها عبر الدخول على الموقع الإصلى للموقع ، بينما يتعرض لها أخرون عبر صفحات الموقع على مواقع التواصل الإجتماعى دون الرجوع للموقع الأصلى بنسبة 28.9% ، فيما يتعرض لها نسبة 41.7% عبر مزيج من كلا النمطين.
 
بالإنتخابات بمختلف دوراتها، حيث جاء أعلى نسبة تصويت فى إنتخابات رئاسة الجمهورية 2014 بنسبة 21.8% من إجمالى مفردات العينة، وجاء أقل نسبة تصويت فى إنتخابات مجلس النواب 2015 بنسبة 10% من إجمالى مفردات العينة، بينما جاءت أقل أشكال المشاركة السياسية ممارسة من قبل المبحوثين الإشتراك فى عضوية حزب سياسى بنسبة 2%، والترشح للإنتخابات بنسبة 0%.
 
لم تمنع الإقامة خارج الوطن من إهتمام جمهور الأقباط بالمهجر بقضايا وطنهم الأم، وهى الظاهرة التى أشارت إليها النتائج من خلال إرتفاع مستوى الإهتمام السياسى لدى المبحوثين، وإهتمامهم بمتابعة القضايا المتعلقة بالشأن المصرى، والذى قد يتم تفسيره فى ضوء أهمية القضايا المطروحة على الساحة السياسية المصرية فى السنوات الأخيرة، حيث إستحوزت على إهتمام جميع المصريين فى الداخل والخارج،حيث أفادت النتائج بالتغير الإيجابى فى إهتمام المبحوثين بالقضايا السياسية بعد ثورة 25 يناير، الأمر الذى يؤكد على تفاعل المهاجرين المصريين وإرتباطهم بوطنهم الأم، مما يطرح التساؤلات عن كيفية التواصل معهم ليكونوا إمتداد لقضايا الوطن خارج أراضيه.
 
-      كان لصعود تيار الإسلام السياسى على الساحة السياسية بعد ثورة 25 يناير، أثره فى دفع المبحوثين للإهتمام بالسياسة، بمعدل أكثر من إهتمامهم بها قبل الثورة، مما يشير إلى حالة الإنزعاج السياسى التى إنتابت الأقباط فى الداخل والخارج بعد صعود تيار الإسلام السياسى، ومن خلال رصد المشاركة السياسية للأقباط بعد ثورة 25 يناير فى الجزء النظرى بالدراسة، تبين هناك إرتفاع ملحوظ فى معدلات المشاركة السياسية سواء عبر صناديق الإنتخاب، أو من خلال المشاركة فى التظاهرات الرافضة لسيطرة تيار الإسلام السياسى على الساحة السياسية، ويعزى ذلك إلى حالة الإستقطاب الدينى والسياسى التى تصاعدت بعد الثورة بسبب ذلك الصعود المفاجئ لتيار الإسلام السياسى، وتعبر تلك النتائج عن تغير نوعى فى السلوك السياسى للأقباط المصاحب لصعون تيار الإسلام السياسى،حيث أكدت عدد من الدراسات قبل الثورة بأن صعود هذه التيارات من وقت لأخر، يؤدى إلى عزوف الأقباط عن المشاركة فى العملية السياسية.
 
تحية واجبة للباحث وللدراسة التي ابرزت تطور هام وهو كيفية الحصول علي المعلومات في اطار ثورة الاتصالات والمعرفة ، وان كنت اتمني ان يستكمل الباحث نجاح بولس رسالة الدكتوراة في اتجاه اثر الإعلام القبطي علي المشاركة السياسية والابعاد الطائفية لذلك الإعلام.