الأقباط متحدون - دير الأنبا مقار.. شاهد على التاريخ لـ16 قرنًا من الزمان
  • ٠٣:٠٥
  • الجمعة , ١٧ اغسطس ٢٠١٨
English version

دير الأنبا مقار.. شاهد على التاريخ لـ16 قرنًا من الزمان

٠٩: ١٠ م +02:00 EET

الجمعة ١٧ اغسطس ٢٠١٨

دير الأنبا مقار
دير الأنبا مقار

أسسه الأنبا مقار.. وتعرض للكثير من الهجمات البربرية.. وعمره الأب متى المسكين

كتب - نعيم يوسف
وجهت جريمة اغتيال الأنبا أبيفانيوس، رئيس دير أبومقار، الأنظار باتجاه هذا المكان الذي ظل شاهدًا على التاريخ حوالي 16 قرنًا من الزمان، وخرج منه أكثر من 30 بطريرًكا قادوا مسيرة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، واستكملوا رسالة القديس مارمرقس كاروز الديار المصرية.

التأسيس
يعود تأسيس هذا الدير إلى القديس الأنبا مقار الكبير، وهو تلميذ الأنبا أنطونيوس الكبير، مؤسس الرهبنة المسيحية، ويحتوي الدير على سبع كنائس، ثلاثة منها داخل الدير وأربعة أعلى حصن الدير، وتبلغ مساحة الدير الإجمالية حوالي 11.34 كم2 شاملة المزارع والمباني التابعة له.

5 غارات بربرية
تعرض الدير إلى خمس غارات شرسة من البربر عليه، أولها كان عام 407، وكانت الغارة الثانية عام 434، والغارة الثالثة حدثت عام 444، والتي استشهد فيها الـ49 شهيدا، شيوخ برية شيهيت، الذين استشهدوا بجوار الحصن، وفي نهاية القرن السادس، تخرّب دير الأنبا مقار ضمن التجمعات الرهبانية التي تخربت على يد البربر الذين قاموا بغارتهم الرابعة عام 570 ، فتضاءل عدد الرهبان، وفي عام 817 شن البربر غارتهم الخامسة على الدير.

الإشراف الروحي
وبالنسبة للإشراف الروحي، فقد كان هذا الدير خاضعا لإشراف الأنبا ميخائيل أسقف أسيوط، لمدة 65 عاما،  وبعد وفاة البابا شنودة في مارس 2012، طالب رهبان الدير بعودة الأنبا ميخائيل رئيساً للدير، ووافق وعاد لرئاسة مرة أخرى في نهاية أبريل 2012، ثم استقال من منصبه مرة أخرى بشكل نهائي، وتولى من بعده الأنبا أبيفانيوس منذ 10 مارس 2013، حتى مقتله في 29 يوليو 2018، والمنصب شاغر الآن.

دور الأب متى المسكين
ارتبط اسم دير أبومقار في الفترة الأخيرة باسم الأب متى المسكين، نظرا لدوره الكبير في إعادة تعمير الدير، ففي عام 1969 دعاه البابا كيرلس السادس، للانتقال إلى دير أبومقار، الذي كانت الحياة الرهبانية فيه توشك أن تنطفئ وعهد إليه بمهمة تعمير الدير وإحياء الحياة الرهبانية في الدير من جديد، حيث لم يكن فيه أكثر من خمسة رهبان (مسنين ومرضى) ومباني الدير توشك أن تتساقط.

النهضة
من هذا التاريخ بدأت النهضة العمرانية والنهضة الرهبانية الجديدة الملازمة لها. أصبح الآن (2006) في الدير حوالي 130 راهباً، اتسعت مساحة الدير ستة أضعاف المساحة الأصلية بحيث تتسع لمائة وخمسين راهباً. أصبح الدير محجّاً للزائرين ليس من مصر وحدها بل ومن كل العالم.

الدير حاليا
تبلغ مساحة الدير الإجمالية حوالي 11.34 كم2 شاملة المزارع والمباني التابعة، ويحتوي الدير على سبع كنائس وحصن ومساكن للرهبان المعروفة بالقلالي، كذلك توجد مائدة للرهبان ملحقة بمطبخ، أيضاً ملحق بالدير متحف صغير ومحطة لتوليد الكهرباء ومطبعة ومكتبة تضم مخطوطات نادرة، وهناك مساكن للعاملين بالدير من غير الرهبان، ومستشفى صغير به صيدلية، أما المزرعة فهي أراضي مستصلحة حديثاً محيطة بالدير منذ أن أهدى الرئيس السابق محمد أنور السادات 1,000 فدان للدير لأجل استصلاحها، وتنتج المزرعة أنواعاً كثيرة من المحاصيل كبنجر السكر والتين والشمام والزيتون والبلح، كذلك هناك قسم للإنتاج الحيواني وتربية الأبقار والدواجن. الدير يمتلك أيضاً أراضي في الساحل الشمالي الغربي المصري على طريق الإسكندرية - مرسى مطروح.