الأقباط متحدون - «إحنا وهُمّا» (2-2)
  • ٢١:٢٦
  • الجمعة , ١٧ اغسطس ٢٠١٨
English version

«إحنا وهُمّا» (2-2)

مقالات مختارة | بقلم حنان مفيد فوزي

١٤: ١١ ص +02:00 EET

الجمعة ١٧ اغسطس ٢٠١٨

حنان مفيد فوزي
حنان مفيد فوزي

إحنا اللى زى ما إحنا ولا اتزحزحنا، إحنا اللى آمنا للزمان، إحنا وعمره فى يوم ما ريحنا وما زالت المقارنة منعقدة بين إحنّا وهُمّا وحتى لا ينقطع حبل أفكارك عزيزى القارئ، أرجو أن تراجع الجزء الأول من مقالتى هذه والخاصة بنا إحنا التى كتبتها بتاريخ 3 أغسطس 2018، أما الجزء الثانى من المقالة والخاص بيهم هُمّا فأسطره اليوم، هُمّا بتوع كل حاجة وأى حاجة ف السريع القشاش، هُمّا أسرع ديليفرى وآخر خبر قبل الحذف وأجمد حفلة داخل عالم من الآبل الأخضر وكله مزود بخاصية الإكس وكلمنى فى الأيفون، السبكى ع التليفون هُمّا اللى حياتهم على الأيباد ولعبهم كاندى وبيعملوا كراش على أى حد فى أى حتة، هُمّا بتوع الشماريخ والتشويح والتنطيط على خلق الله، هُمّا اللى فرجتهم على اليوتيوب وبيعملوا سكور فى الحوت الأزرق وبيلبعوا الفيل الأزرق وناموسيتهم غالباً كحلى، هُمّا بتوع الكاروزة بالعربيات فى أنصاص الليالى ومعظمهم أوبن مايند وأوبن بوفيه ع الآخر، هُمّا اللى رمضان بالنسبة لهم خيم وسهرات ويروحوا الساحل وش والسخنة فاكس ورأس شيطان عدالة، هُمّا اللى أكلتهم جرين برجر اللى هيّ فى الأصل طعمية وجولدن شيرى اللى هوّ ياعين قلبى حرنكش والتسلخات عندهم اسمها Sum kisses، هُمّا اللى بيضربوا تاتو وبيعبوا الهوا فى فلاشا وكله مَدَبلر سنين ومأفور شرب ومِطَبّق يومين تلاتة وهات ياتيك أوى وخذ ياتوك شو وبالنسبة لقواعد الاستئذان والالتزام والاحترام والاجتهاد وما إلى ذلك فكل ده جو قديم سوالف يا معلم وفى الكنافة، لأن سياسة الأمر الواقع بلا مقدمات هى اللى ماشية حالياً بقى لها حبة حلوين لغاية إعلان القدس عاصمة لإسرائيل ومحاولات تمرير صفقة القرن بأى وسيلة وما خفى وجاى كان أعظم.

لقد أصبح بيننا وبينهم هوة عملاقة تغيرت على أثرها طريقة الملبس والمشرب والمأكل والمشاهدة والتفاعل والتواصل وحتى الكلام، زمان كانت السبورة فى الحيطة والطالب ذكى، والنهاردة الشاشة ذكية والطالب كما الحيطة، زمان كنا بنتجمع على غدوة ونتلم فى سفرية والنهارده موجودين فى جروبات على الواتس والفيس بالعافية وغالباً لا نرد، زمان كان شعارنا تزاوروا تهادوا تَحبّوا والنهارده شعارهم لخصوا قصروا انجزوا، مع الأسف حين اخترقهم الموبايل نسوا كيف كانوا يتحاكون بالساعات وحين استسلموا للوجبات الجاهزة نسوا طعم النكهات ومع تطور صناعة كل وسائل وسبل الراحة وغيرها نسوا رياضة التسكع وخاصية التنفس، وعنصر التذوق وعامل المتابعة، ياليتهم يعلمون أن فى الموبايلات الأفضل هناك 70% من الميزات لا تلزمهم وفى السيارات الأغلى هناك 70% من الكماليات لا تفيدهم وفى المنازل الأضخم هناك 70% من المساحات لا يشغلونها وفى الملابس ذات الماركات المتعدد قد تجد 70% منها متروكا بورقته، مع الأسف كلما تطورت العهود وتقدمت الوسائل تراجعت الإنسانية وتحولنا من بشر إلى غجر، من أطراف متكاملة إلى أقطاب متشابكة وكلى أمل أن نكون قد وصلنا لنهاية مطاف الفوضى الخلاّقة التى بدأنها من عشر سنوات لنعود مجدداً إلى لحمنا ودمنا الآدمى.. آمين.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع