بالفيديو.. محاربات واجهن "المرض الخبيث".. وإحداهن أنقذتها الأنثى بداخلها
نعيم يوسف
الاربعاء ١٥ اغسطس ٢٠١٨
المحاربات يؤكدن على أهمية الدعم النفسي من الأقارب.. وبعضهن تخلى عنهن الجميع
كتب - نعيم يوسف
ناقش برنامج "شباب توك"، المذاع على قناة "دويتشة فيلة" الألمانية، مسألة انتشار مرض السرطان، في المنطقة، وكيفية التعام معه، حيث يوصف بأنه "المرض الخبيث"، حيث استضاف البرنامج عددًا من محاربي هذا المرض.
بطلة من مصر
وعلقت غادة صلاح جاد، مديرة المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي، وهي محاربة سابقة لمرض السرطان، وصاحبة كتاب "الأنثى التي أنقذتي"، على أغنية "أليسا" التي تحمل اسم "إلى كل اللي بيحبوني"، والتي تحدثت فيها عن تجربتها مع المرض، فإن ذلك "بيعمل انقلاب"، مشددة على ضرورة أن تتحدث النساء عن تجربتهن مع المرض.
وشددت "جاد"، على أنها في البداية عندما أصيبت بالمرض بعد الأربعين، أصيبت بحالة من الإنكار، وأن ذلك لن يحدث لها، موضحة أن هذا المرض ليس بعيدا عن أي سيدة، أو أنثى، وهو له مراحل كثيرة، معربة عن أملها في أن تكتشف السيدات المرض مبكرا، لأن العلاج يكون صعبا في المراحل الأخيرة.
ولفتت إلى أنها عندما أصيبت بالمرض، اكتشفت قوة لم تعرفها في نفسها من قبل، موضحة أن الإنسان عندما يقع ويسقط يحصل على قوة كبيرة، وهي تصالحت في البداية مع "الانثى" التي داخلها، مشددة على انها كانت ليست متصالحة معها في المراحل السابقة من عمرها، وبدأت معها بداية جديدة.
وأكدت أن أصعب لحظة مرت بها عندما ذهبت إلى الكوافير لكي تزيل شعر رأسها كله، لأنها كانت تشعر بألم نفسي كبير عندما ترى شعرها يتساقط أمام عينيها، بالإضافة إلى وجود شحوب في الوجه، وسقوط رموش عينيها، لافتة إلى أن العلاج الكيميائي يؤثر على نفسية الإنسان.
وأوضحت أن زوجها وأولادها لعبوا دورا كبيرا في مساندتها، لافتة إلى أنها انفصلت عن زوجها بعد المرض، ولكن ليس لعدم مساندتها، أو خذلانها، وكان أبنائها يساندونها بشكل كبير، وتعمدت في هذه الفترة أن "تعمل نيو لوك"، وكان ابنها الصغير يساعدها.
معاناة بين نيران الحرب باليمن
وقالت حياة حمود، يمنية تعاني من سرطان الثدي والحرب زادت من معاناتها، إنها تقاوم المرض منذ ثماني سنوات، وتتلقى جرعات الكيماوي، وتختاج إلى العلاج ولكنها لا تستطيع شرائه، ولا يوجد دعم وفعل الخير، ويحتاجون جميع الأدوية، وبسبب الأوضاع التي تحدث في اليمن لا يوجد علاج.
وأضافت "حمود"، أن المرض يتطورن والعلاج لا تجده، مناشدة دول العالم أن تدعم مرضى السرطان في اليمن، مؤكدة أن اكبر تحدي لها في الحياة اليومية هو الوحدة، حيث لا يوجد شخص يقف جانبها، لافتة إلى أن زوجها تخلى عنها قبل المرض بعام واحد، ولديها أطفال صغار، ولا تستطيع الاهتمام بهم لأن حالتها صعبة.
بهجة وإيجابية في لبنان
أما الطفلة ألآء دلول، وهي من لبنان تحارب السرطان، مؤكدة أنها قوية، وأهلها وجيمع الناس يحبونها، وهذا يعطيها دعما كبيرا، حيث أنها أصيبت بسرطان العظام منذ 12 عام، مشددة على أهمية أن يكون الإنسان يحب الحياة والضحك حتى يستطيع أن يتغلب على الصعاب والتغلب على الأمراض.
وشددت على ضرورة ألا يخشى الإنسان مما يحدث له، لأنه لا يوجد به عيبا، لافتة إلى أنها لديها آلاف المتابعين وتحب مساعدة الناس حتى لو بأشياء بسيطة وصغيرة، معربة عن شكرها لكل أهلها ووالدتها الذين ساندوها في مرضها، مؤكدة أن الله هو من يعطي القوة، ووقوف أشخاص نحبهم إلى جانبنا هم من يعطونها الطاقة الإيجابية.
محاربة من غزة
أما دلال رجب محمد زينو، من غزة، وهي أم لأربعة أطفال، فقد انفصل عنها زوجها بسبب إصابتها بمرض السرطان، وتخلى عنها، وأصيبت باكتئاب، لافتة إلى أنها كانت تعيش حياة مستقرة، ولكن بعد المرض تغيرت كل حياتها، وكانت مستويات التحصيل العلمي لأودها كبيرة، ولكن هذا تغير، مشددة: "ملقتش سند ولا حد احتضني.. وكنت أذهب إلى الجلسات للعلاج الكيماوي بمفردي.. وحرمني من أولادي"، مؤكدة أنها وجدت المرض الحقيقي في نظرة الناس وأفكارهم، حيث أهم شيء في مقاومة المرض هو نفسية الإنسان.