الأنبا كيرلس الكوكب المنير
أوليفر
الثلاثاء ١٤ اغسطس ٢٠١٨
Oliver كتبها
- لتعود للقداسة معناها.كان هذا ملخصاً و عنواناً لحياة البار أنبا كيرلس مطران روما المتنيح. القداسة في المسيح ليس أن تصنع معجزات بل أن تصنع محبة.ليس أن تبهر الجموع بل أن تتضع لكل أحد.هذا واحد من جوانب حياة هذا البار.الإتضاع ليس أن تغسل أقدام الناس في قداس اللقان بل أن تفعل هذا كل يوم مع كل من يتعامل معك .تحمل منه سلبياته و تجعل نفسك شريكاً لقيوده حتي يتنقي و تنال أنت مجداً هذا ما كان يفعله الأنبا كيرلس الأسقف.
- الوداعة ليست أن تبتسم عند الطلب و يرتسم علي محياك هدوءاً مؤقتاً بل الوداعة أن تحركة بشاشة القلب المفعمة بفرح الروح القدس فتنعكس نبرات إلهية علي نبراتك و يتحد صوتك بصوت المسيح.يأخذ عينيك فتنظر بعينيه هكذا كان رجل الله البار صورة حية و مثال لإنسان الله.
- ليست القداسة أن نخلو من الضعف.ليست القداسة ألا نخطئ أبداً.ليست هذه هي القداسة لكن إنسكاب النفس الدائم الذى يظهر حتي في العظات و اللقاءات .الذى لا تخلو منه مناسبة و لا صلاة.حياة الإنسكاب تحرك مراحم الثالوث نحو البشر هكذا إكتسي القديس بهذا الإنسكاب ليس خلواً من الضغف و لا تنزهاً عن كل الأخطاء بل هو لا يختزن هذه كلها فتزول عنه قبل الليل و إذا صار قدام الأعظم خلع عمامته وإنحني ساجداً . بات يستجدي مراحمه فيستنير قلبه و يعفو عنه من اصابه شيئاً من نتائج الضعف البشري.
- لا يستطيع أحد أن يصنع قديساً بالدعايات الرخيصة.لكن المسيح يصنع القديسين من عمل روحه الهادئ الوديع بلا ضجيج.فلا حاجة لأحد كي يختلق معجزات للإبهار أو آيات كأنما القداسة بالآيات مع أن بعضاً من صانعي الآيات ناداهم الرب أنهم ملاعين و حرمهم من ملكوته.فلا نأخذ فيما بعد الآيات دليل و لا المعجزات برهان بل نأخذ كما أخذ رجل الله حياة الروح سر النعمة و سر القداسة.فلنتعلم من الرجل أن القداسة هي أن لا تكون ضجيجاً علي الأرض بل سلام مع كل أحد و صانع سلام لكل أحد.هكذا كان البار في كل أوروبا و ليس فقط في أسقفيته.
-حين تتحول سيرة الأسقف درساً روحياً نافعاً للأجيال مترجماً لوصايا الإنجيل يكون قد نجح في وزنته.تكون ايامه سمائية و مكافآتها أبدية.يكون فخراً للكنيسة التي أنجبته و للرهبنة التي تلمذته و هو لم يخسرها يوماً واحداً رغم مشاغل أسقفيته.فالأسقف الذى يستطيع أن يستمر راهباً تتعاظم معه النعمة لأنه لابس الزهد ناذر الطاعة مختاراً للفقر الأرضي و الغني السمائي .محتفظاً ببتولية
الفكر و الجسد كالسمائيين.هذا سر نجاح الراعي أن ينتبه أنه راهب و يعيش أسقفيته برهبنته و رهبنته برعايته فتمتزج وحدته مع الله بإلتصاق رعيته بالله و يصبح لرعيته جانباً من صفاته هذا هو الحكيم الذى تعلم و علم بالإلتصاق بالرب.
- طوباك ايها البار و لا أدري كم مرة سمعتها الآن .ففي الفردوس يغتني الزاهدون.في الفردوس تصبح الفلايات أكاليلاً.في الفردوس تتبدل الثياب المتهرأة بثوب الكاملين.في الفردوس تنفتح طاقات الروح لمن عاشوا بالشوق الإلهي يمتلكهم فيصبحون تحت الغمر و فوق الغمر و تأخذهم النعمة من مجد إلي مجد فلا يلاحفهم إلا من عرف القداسة كما عرفوها.إلا من عاش الحب الذى عاشوه.القداسة بفعل هؤلاء أمثال البار أنبا كيرلس صارت باباً مفتوحاً من غير ألغاز.يعرفها البسطاء و الحكماء.فليكن لنا مثله الكثير.لأن العالم يحتاج كواكباً كهذا الكوكب المنير.