الأقباط متحدون - جرائم رابعة
  • ٢٢:٤١
  • الثلاثاء , ١٤ اغسطس ٢٠١٨
English version

جرائم رابعة

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢٨: ٠٧ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٤ اغسطس ٢٠١٨

جرائم رابعة
جرائم رابعة

د. مينا ملاك عازر
بينما كان شعاع الشمس يشق طريقه في عباب السماء ليصل أرض مصر في يوم صيفي قائظ الحرارة من أيام شهر أغسطس الحار كالعادة، ولكي ينير ذلك الشعاع طريق المصريين نحو غد أفضل، كان رجال مصريون يشقون طريقهم أيضاً بين صفوف المعتصمين في رابعة، ويشقون لمن يريد السلامة الطريق في ما يعرف بممر آمن لهؤلاء المعتصمين، ليصبح فض منطقتي رابعة والنهضة فض آمن وبالمواصفات الدولية، لا داعي في هذه الحالة أضع المبررات للفعل الذي قام به رجال الشرطة والجيش المصريون، فقد كان هذا واجبهم، وأمر ضروري بعد أن صبرت عليهم الدولة المصرية أكثر من شهرين منذ ميلاد الاعتصامين على الأرض، وشهر ونصف بعد ميلاد الثورة المصرية الأحدث أمام عين الشمس، لذا كان ضروري أن تتدخل الدولة المصرية في تطهير تلك المنطقة من الوجود الإجرامي الذي استفحل لهؤلاء الإرهابيين والمقاومين والرافضين لإرادة المصريين النقية، والراغبة في التغيير والتطهير، لذا بدأوا التنفيذ في فض الاعتصامين وبدأت الاشتباكات.

كان رجال الشرطة والجيش المصريون يحذرون ويحثون المعتصمين على ترك أماكنهم والتخلي عن سلاحهم لكنهم –المعتصمين- أبداً لم يفعلوا، وتشابكوا بإطلاق النار، كانت طلقات الرصاص تشق الهواء باحثة عن أجساد مصرية لتصيبها فتجرحها أو تميتها، لذا تبادلت الشرطة المصرية والجيش المصري إطلاق النار مع مصادر إطلاق النار، وبدأوا تطهير المنطقتين من التواجد الغاشم، كانت الشرطة والجيش يحلمان لمصر بغد أفضل، وكان الإرهابيون يحلمون بيوم دامي، سالت الدماء حقاً، وسقطت الجثث، وفقد الكثيرون حياتهم وعيونهم، ولكن الرجال المصريين الشداد كانوا على إصرارهم لأن يضحوا بحياتهم لأجل أمهم مصر.
تزامن هذا كله مع جريمة أخرى غير تلك التي يقترفها إرهابيو هذا الزمان بدمويتهم المعهودة، إذ شرعوا في تصوير مشاهد قتل جماعي، وجثث ملقاة على الأرض وبمشاهد ممثلة بإتقان، وسط إطلاق النيران، كان إرهابيو الفكر يسمون رجال الشرطة والجيش المصريين بتلك الجريمة البشعة، ويسيئون لهم بنسبهم لهم أفعال لم يفعلونها.

بينما نحن نتحدث عن الجرائم التي جرت في فض اعتصام رابعة، نتحدث عن خطأ لا أفهم له مبرر، وهو لماذا لم يكن تدخل الشرطة المصرية بمنع وصول السلاح للمعتصمين في اعتصامهم؟ والسؤال الثاني، لماذا لم يضيقوا عليهم الخناق في الاعتصام لإجبارهم على الخروج منه، وعدم العودة له مرة أخرى، حتى يقل عدد المعتصمين، ويكون فضهم أسهل وأقل، أعتقد أن إجابة السؤالين الماضيين حسب ظني أن الدولة المصرية كان بها مسؤولين يحلمون بإعادة الإخوان للعبة السياسية وعدم إقصائهم، كانوا حالمين وكانوا واهمين، لذلك قدموا استقالتهم فور فض الاعتصام، لأن آمالهم خابت وظهر جرم الإخوان ووحشيتهم وإرهابهم وانكشفت أغراضهم الدنيئة.

المختصر المفيد رحم الله كل شهداء مصر الذين سقطوا للزود عن أرض مصر وأهل مصر.