الأقباط متحدون | إنفصال جنوب السودان ( التجربة و الدروس
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٠٣ | الثلاثاء ١٢ يوليو ٢٠١١ | ٥ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٥٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

إنفصال جنوب السودان ( التجربة و الدروس

الثلاثاء ١٢ يوليو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم :زكريا رمزى
إحتفل جنوب السودان بالإنفصال عن الخرطوم مودعين سنيين من التجاهل الحكومى السودانى لمطالبهم ، فقد عبروا فى إحتفالاتهم بهذا الإنفصال الذى تم يوم 9 يوليو بكلمات مثل " وداعا أيها الشمال " " أهلا بالحرية " وهذا يعنى أن الغالبية العظمى من أهالى الجنوب يفضلون الإنفصال وهو ما أظهروه فى الاستفتاء الذى أجرى فى يناير الماضى . الأمر الذى يدعونا الى البحث عن أسباب تصميم أهل الجنوب على الإنفصال وتكوين دولة جديدة ناشئة ، هناك رأى يرى أن المؤامرات الغربية بزعامة أمريكا والصهيونية هى التى دعمت هذا الإنفصال وأسبابهم فى هذا هو إيقاف المد العربى والإسلامى عن أفريقيا والسيطرة على منابع حوض النيل وهذا الفريق هو الرأى العربى والإسلامى فى الموضوع الذى دائما ما يسند فشله فى إدارة الملفات السياسية الى " نظرية المؤامرة " فيبررون بها فشلهم فى إدارة هذه الملفات التى أهملوها سنين وسنين فلو ألقينا نظرة على جنوب السودان نجد الآتى
ـ جنوب السودان ذو أغلبية مسيحية
ـ اللغة الأساسية لإقليم جنوب السودان منذ 1928 هي اللغة الإنجليزية
ومع ذلك أصرت الحكومة السودانية على تجاهل هذا الاقليم من حيث الإختلاف العرقى والدينى وأعتبرت مواطنيه من الدرجة الثانية ، وكأنهم رعايا ينفذون ما تصدره مكاتب السياسة الشمالية ، وهم الذين لا يرون ما ينعم به الشماليون من الهبات والمعونات الغربية ، لا يرون منهم الا الرصاص بحجة قمع التمرد فى هذا الإقليم ، فتولد إحساس لدى أهل الجنوب بأنهم من المستحيل أن يستمروا تحت وطأة حكومة لا تسمع ولا ترى .
وحتى لو سلمنا بنظرية المؤامرة التى إستخدمها الكثيرون فى هذه القضية فهل إستمع هؤلاء المحللون والسياسيون الى متطلبات أهل الجنوب أم أنهم أغلقوا آذانهم أمامهم ، فعندما وجدو هؤلاء من يمد لهم يد العون وعن طريق شرعى ألا وهو منظمة الأمم المتحدة لم يفوتوا الفرصة التى خلصتهم من ظلم وقهر سنوات . إذا كنت لا تستطيع تأمين بيتك فلا تلوم السارقين ، فأنتم أيها السياسيون السودانيون فشلتم فى تأمين بيتكم والآن لا تلومون الا أنفسكم . كيف تريدون تطبيق الشريعة الإسلامية على قطاع عريض يؤمن بالمسيحية إنه تصلف فى المعاملة أودت بمليون كيلو متر مربع خارج حدود الوطن العربى .
والآن لابد أن نعى الدرس جيدا فى مصر حتى لا نقع فى نفس الفخ ونحن فى الطريق الى بناء دولة حديثة ، إختلطت الأصوات وتفرقت مابين المطالبين ببناء دولة دينية اسلامية والمطالبين بدولة مدنية . أقول بمنتهى الصدق والحب لوطنى مصر. أيها المسئولين عن أمورنا إستمعوا الى الاقليات لأن لهم مطالب تغضون البصر عنها ، تعتبرون أنهم يكابرون وهم لا . إنها مطالب هامة مطالب تتعلق بالمواطنة والمساواة وعدم التمييز ، مطالب تدور فى نسج شعب مصر بنسيج واحد ، إنها ليست مطالب طائفية ولكنها وطنية ، لأن الإنسان عندما يشعر بأن له حقوق ينشأ لديه انتماء قوى وحب للوطن ن حب الوطن ليس بالأغانى أو بالشعارات حب الوطن بالحقوق والواجبات ، أيها القائمون على أمرنا خذوا من تجربة السودان الموعظة حتى نحافظ على سلامة وأمن مصر ، فمصر بها عرقيات كثيرة لها الكثير من مؤهلات المواطنة التى تنقصها . البدو والنوبيون والأقباط والبهائيون والشيعة ، لا تسمعوا الى كلام المتشددين والمتطرفين لأنهم سيجرونا الى نفس تجربة السودان ، حافظوا على مصر حتى لا تكون سودان آخر , اعتقد ان الايام لو عادت بظهرها الى الخلف سيغير المسئولين السودانيين من سياستهم حتى يحافظوا على وحدة السودان ، وأعتقد أنهم كانوا سيستمعون الى أهالى الجنوب ويضعونهم فى محل الاهتمام . أيها السياسيون لاحظوا أن المتشددين فى مصر الآن ينفذون مخطط وهابى لو كنتم تتحدثون بنظرية المؤامرة فهذه مؤامرة أيضا ، مؤامرة تريد إضعاف مصر والسيطرة عليها ، ولا يأتى هذا الضعف إلا بالتفكك ، لا تعطوهم الأرض براحاً حتى ينفذون فيها ما ينون عليه ، لأن الديمقراطية التى تأتى عن طريق شعارات دينية هى الوجه الآخر للديكتاتورية والتزوير ، وهم يصوبون كل أملهم فى الدين حتى يستخدمونه فى إيهام الناس بقيمتهم وأهميتهم فى حراسة العقيدة من المتربصين بها ، أرجوكم ياحماة مصر إنقذوا مصر منهم حتى لا نسير فى طريق السودان .
مازلنا نثق فى عظمة الشعب المصرى الذى لن يسمح بمثل هذا الكابوس ان يتحقق مرة اخرى فى مصر ، وستعبر مصر محنتها بابنائها وقيادتها العظيمة

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :