الأقباط متحدون - الخوف هو عدونا الحقيقي.. A Single Man
  • ١٩:٤٦
  • الاثنين , ١٣ اغسطس ٢٠١٨
English version

الخوف هو عدونا الحقيقي.. A Single Man

فن | westernscreen.

١٧: ٠٣ م +02:00 EET

الاثنين ١٣ اغسطس ٢٠١٨

الخوف هو عدونا الحقيقي.. A Single Man
الخوف هو عدونا الحقيقي.. A Single Man

الخوف هو عدونا الحقيقي, الخوف الذي غطى عالمنا, الخوف الذي يتم استخدامه كأداة للتلاعب بمجتمعنا, ويستخدمه السياسيون لفرض القوانين الهدامة , فكرو بالأمر .. الخوف بدأ بغزونا, الخوف من وجود الشيوعيين يراقبونا في كل مكان, الخوف من بعض الدول الغربية التي تعتقد ان طريقتنا تشكل تهديداً لهم, الخوف من أننا ضعيفي التأثير ولن يسمح لنا أحد بالخروج عن هذه الدائرة الروتينية التي احاطت عقولنا طوال هذه السنين .. الخوف: هو ان أموت وحيداً وليس هنالك مَن يبكي على فراقي.

كلمات معبرة تعكس المخاوف التي تداورت خلال رأس البروفيسور (جورج) الذي فقد رفيقه في بداية الستينات في مدينة لوس أنجلوس إثر حادثة مروعة ويبقى يتجرع الأستاذ الجامعي (جورج) مرارة الوحدة المميتة التي تؤثر على حياته الإجتماعية ومستقبله المهني.

(جورج) الذي سيلتقي مع الكثير من الأشخاص الذين من المحتمل ان يكون لديهم بعض التأثير على حياة (جورج) والمعنى الذي يفتقده، بدءاً بصديقته المخلصة (شارلي) التي لعبت دورها ببراعة الممثلة (جوليان مور).

عالم الأزياء والأناقة الجذابة الذي ينحدر منه المخرج ترك انطباعه وبصمته الواضحة على العمل الذي يقدم موضوعاً سوداوياً وتراجيدياً بشكل ساحر، راقي لم يعجب الكثير من المتابعين السينمائيين رغم ان الكثير أشاد بهذا العمل المميز المبني على رواية الكاتِب (كريستوفر إيشروود)، وتألق المبدع البريطاني (كولن فيرث) الذي استحق جائزة عن دوره في مهرجان البندقية وترشيحاً للأوسكار، بعد أعوام طويلة في الصفوف الخلفية للأضواء.

الفيلم من صنف الأعمال التي تعطي الجسد مكانة مركزية في شبكة العلاقات بين الأفراد. كل جسد هو قصة لها دوافعها الشهوانية وتأثيره العاطفي المجنون، كل نظرة هي دعوة إلى المشاطرة بشغف غير عقلاني، كل لقاء هو فرصة يتعين انتهازها.

تتسارع مشاهد الفيلم منذ لحظة إمساك (جورج) بالمسدس تحضيراً للإنتحار وهو في كامل أناقته الكلاسيكية وكل حركة بين الشخصيات له وظيفته الدرامية الحاسمة التي تتغذى بحوارات ساحرة بطيئة لكن عميقة.
ذكاء السيناريو الجاد يمتاز في توزيع اشعاع البطولة على الأشخاص الذين يفترض أنهم يقومون بأدوار ثانوية وهدم مركزية دور البطل، وكأن المغزى من هذه الهندسة الدرامية هي أن الانسان يستمد حماس الحياة من الآخرين وليس من شخصه.

أما المخرج (توم فورد) الذي نجح بالاختبار السردي السينمائي المحترف فيدخل ويقامر بخطورة تامة على اتخاذ هذه المقاربة الكلاسيكية للإطار المتميزة بثبات الكاميرا وبطء الحركة ومطابقة الصورة مع الشخصية الفاعلة في اللحظة.

الكلمات المتعلقة