الأقباط متحدون - سنودس الكنيسة الكلدانية يختتم أعماله ببيان رسمي حول مسيحيوا العراق
  • ٠٠:٣٣
  • الاثنين , ١٣ اغسطس ٢٠١٨
English version

سنودس الكنيسة الكلدانية يختتم أعماله ببيان رسمي حول مسيحيوا العراق

٤٩: ١١ ص +02:00 EET

الاثنين ١٣ اغسطس ٢٠١٨

أساقفة الكنيسة الكلدانية بالعراق وبلاد المهجر
أساقفة الكنيسة الكلدانية بالعراق وبلاد المهجر
كتبت – أماني موسى
اختتمت بالأمس أعمال السينودس للكنيسة الكلدانية والذي ترأسه صاحب الغبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية
 
السينودس الكلداني والذي يتكون من كل أساقفة الكنيسة الكلدانية بالعراق وبلاد المهجر، وهو أعلى سلطة كنسية للكنيسة البطريركية الكلدانية قد اصدر بيانا نصه: 
 
أوّلاً: في الشَّأن الكنسيّ
استعرض الآباء أوضاع أبرشيّاتهم داخل العراق وخارجه، وتوقّفوا عند الأبرشيّات الشّاغرة واختاروا أساقفة لها. ثم تدارسوا حاجات الإيباراشيات، وأهمّها، الحاجة إلى عدد أكبر من كهنة ورهبان وراهبات مُهيّأين جيّدًا للعمل في هذه البلدان بما يحافظ على الهويّة المشرقيّة وثقافة كلّ بلد وتقاليده. وركّزوا بشكل خاصّ على معاناة أبنائهم وسائر المواطنين في العراق، ولاسيّما تلك الّتي نجمت عن احتلال تنظيم الدّولة الإسلاميّة (داعش) لمدينة الموصل وبلدات سهل نينوى وتهجير المسيحيّين من ديارهم وتردّي الوضع السّياسيّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ.
 
من جهة أخرى، أثنى آباء السّينودس على ما قامت بها الكنائس، ولا تزال، من تقديم المساعدات الاجتماعيّة والإنسانيّة، وترميم البيوت ليتمكن بقية المهجّرين من العودة إلى ديارهم، وتثبيتهم في أرضهم بالرّغم من كلّ التّحدّيات. وتعهّد الآباء بالتزامهم في الوقوف إلى جانب أبناء شعبهم والسّعي إلى تقديم المساعدات الممكنة لهم.
 
يتوجّه الآباء الأساقفة إلى أبنائهم أينما وجدوا بالدّعوة إلى عيش إيمانهم ورجائهم بثبات وصبر، والتّمسّك بتراث كنيستهم وآبائهم وأجدادهم ولغتهم. وبهذه المناسبة يتقدّمون بالشّكر الجزيل إلى كلّ المؤسّسات الكنسيّة والمنظّمات المدنيّة العالميّة الّتي ساندتهم خلال محنتهم الطّويلة.
 
أيّها الأبناء والإخوة والأخوات، " نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ" (عبرانيّين 12: 1-2).
 
ثانيًا : في الشّأن العامّ
إنّ المسيحيّين العراقيّين لا يزالون يتطلّعون إلى دولة وطنيّة مدنيّة قويّة تؤمِّن لهم ولمواطنيهم المساواة والعيش الكريم، وتحافظ عليهم في جوٍّ من الحرّيّة والدّيمقراطيّة واحترام التّعدّدية. ولهذا، يدعم آباء السّينودس بقوّة ما جاء في الرّسالة الّتي وجّهها غبطة البطريرك الكاردينال ساكو إلى السّياسيّين العراقيّين بتاريخ 30 تمّوز/ يوليو 2018، ويساندون مساعي ذوي الإرادة الصّالحة في بناء الوحدة الوطنيّة، والتّصدّي للفساد المستشري بكلّ جهدٍ وتكاتف وحزم، والسّهر على حُسن سير المؤسّسات الدّستوريّة، والعمل الدّؤوب من أجل النّهوض بالعراق، كيانًا ومؤسّسات، واقتصادًا، وتأمين فرص عمل للأجيال الطّالعة بعيدًا عن المحاصصة والطّائفيّة، كما يطالبون المسؤولين بمساعدة النّازحين على ترميم بيوتهم وإصلاح البنى التّحتيّة في بلداتهم والحفاظ على ممتلكاتهم وعدم التّساهل في عمليّات التّغيير الدّيموغرافيّ، ويناشدون في الوقت ذاته المجتمع الدّوليّ على مساعدتهم في العودة الكريمة والآمنة.
 
يتمنّى آباء السّينودس أن تتوقّف الحروب في سوريا وبلدان الشّرق الأوسط وأن يسعى الجميع لترسيخ السّلام العادل والدّائم في المنطقة. يناشدون كذلك الولايات المتّحدة الأميركيّة والجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة باعتماد الحوار والطّرق الدّبلوماسيّة لحلّ المشاكل العالقة وليس بفرض إجراءات عقابيّة تخلق وضعًا مأساويًّا للنّاس الأبرياء، لاسيّما وقد اختبر العراقيّون الحصار خلال ثلاثة عشر عامًا وذاقوا فيه الأمرّين. إنّ الحروب والعقوبات لا تأتي ألّا بالنّتائج السّلبيّة.
 
وفي الختام يتقدّم آباء السّينودس من إخوانهم المسلمين بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك، بأحرّ التّهاني وبأصدق التّمنّيات في العيش المشترك بسلام واستقرار ومحبّة.