لماذا نشعر أننا مشغولون طِوال الوقت؟
منوعات | ibelieveinsci
الأحد ١٢ اغسطس ٢٠١٨
يبدو أن عدم وجود ساعات كافية في اليوم يشكل مشكلة يعاني أغلبنا منها في هذه الأيام، لكن هل نحن فعلًا نصبح أكثر انشغالًا، أو أننا نشعر بذلك فحسب؟
تقترح الفرضيات الرائدة أن اللوم يقع على التغيير في نمط الحياة، أكثر من كونه ساعات العمل الإضافية.
بعد كل شيء، تقول العديد من الدراسات والتقارير أن معظمنا يعمل لساعات أقل من ذي قبل، وأننا نأخذ عُطلًا أكثر أيضًا…
إذن ما الذي يحدث؟
باختصار، بينما لا توجد إجابة مؤكدة، يبدو أن اعتمادنا الكبير على التكنولوجيا – على الصعيدين الشخصي والمهني- يجعل الأمور تبدو وكأنها عصيبة، حتى عندما لا يجب أن تكون كذلك.
الكمية الهائلة من المعلومات (شكرًا للإنترنت (ووضعية “متصل دائمًا”، بالإضافة إلى الطريقة التي تبقينا الهواتف الذكية بها على تواصل مع بعضنا البعض في جميع الأوقات، تعد كلها من أسباب عدم قدرتنا على الاسترخاء بقدر ما يجب.
لقد قدم التطور السريع للتكنولوجيا فوائد، لكن أيضًا اقتراح من تقرير 2012 UK report ينّص على أنه «نتيجة التحميل الزائد للمعلومات، شوش الحدود بين أوقات العمل وأوقات الراحة ومكن من مراقبة وإشراف على الموظفين أكثر تطورا».
إذن حتى عندما لا نعمل، نشعر أننا كذلك.
نشرت عالمة النفس إيفا ماكلوغلين من حرم جامعة جيمس كوك في العام السابق في سنغافورة بحثًا داعمًا لهذه الفكرة.
فقد وجدت أن استخدام الأدوات المعاصرة كالهواتف الذكية يمكنه أن يجعل الوقت يبدو وكأنه يمر بسرعة أكبر.
“يبدو وكأننا نحاول أن نحاكي التكنولوجيا وأن نكون أكثر سرعة وكفاءة”.
تقول ماكلوغلين بحسب Science Alert «يبدو أنه هناك شيء ما في التكنولوجيا نفسها يدفعنا إلى تحفيز جهاز تنظيم ضربات القلب الموجود بداخلنا والذي يقيس سرعة مرور الوقت». والتي ربما للزيادة المفرطة في خيارات الترفيه أثر أيضًا، كما اقترحت دراسة ل 4 سنوات.
سبق تدفق قناة نيتفليكس Netflix في الحقيقة، وجود العديد من خيارات الترفيه – أشياء للرؤية، أماكن للذهاب، كتب للقراءة، أفلام للمشاهدة – يجعلنا نملك وقتًا أقل من الفراغ، حتى ولو كان العكس صحيحًا.
إن ذلك مرتبط بالمفارقة في الاختيار: بينما يبدو وجود العديد من الخيارات أمرًا جيدًا، إلا أنه يمكنه في الحقيقة أن يخلق قلقًا.
يوجد سبب آخر محتمل لشعورنا بالانشغال طوال الوقت وهو أن الانشغال مرتبط بالنجاح والاكتمال في معظم المجتمعات المعاصر.
بسبب ذلك، فإننا في الغالب نملأ وقتنا لنظهر للآخرين (ونقنع أنفسنا) بأن حياتنا على المسار الصحيح، وأننا أحسن وضعًا ممن هم حولنا.
حتى أن بعض الدراسات أظهرت أننا نفضل أن نكون مشغولين.
يقول مؤلف كتاب تنظيم الوقت توني كراب أن المشكلة في الشعور بالانشغال الزائد تكمن فيما يدعوه “عالمنا اللانهائي” في جوهر الكلام، الكثير منا انتقلوا من العمل في ميادين ومعامل لعدة ساعات في الاسبوع إلى حياة نتفقد فيها بريدنا الإلكتروني طوال الوقت.
يقول كراب أن الضغط للمرور بكمية لانهائية من العمل وكمية لانهائية من خيارات الترفيه يشعرنا بضغوطات ومضايقات أكثر من أي وقت مر.
لا شك أنه يوجد بعض الصحة في ذلك: متى كانت آخر مرة أدركت فيها أنك تعاملت مع كل ما يوجد في صندوقك الوارد و استمعت إلى كل ما يوجد على موقع سبوتيفاي على الأغلب أن كلا الأمرين مستحيلان.
لم يكن من المفترض أن يكون الوضع هكذا.
في القرن السابق، توقع الخبراء أننا سنعمل جميعنا بكميات أقل بفضل التقدمات التكنولوجية، لكن لا يبدو أن وصول الإنترنت والروبوتات والخوارزميات قد أنقص من كميات العمل حتى الآن.
أو أنه أنقصها، إلا أننا لم نلحظ فحسب.