الإرهابيون يحيون وزير الداخلية الجديد ويجسون نبضه
د. مينا ملاك عازر
الأحد ١٢ اغسطس ٢٠١٨
د. مينا ملاك عازر
مع أنني كنت أثق وأحاول تصديق، أن ما جرى عند مطلع كوبري أكتوبر عند شارع البطل أحمد عبد العزيز صدفة، وماس كهربائي، إلا أن ما جرى على كوبري مسطرد قبالة كنيسة العذراء بمسطرد وهي واحدة من الأماكن التي زارتها العائلة المقدسة والتي تحظى تجمعات قبطية هائلة بمناسبة المولد المقام لصيام العذراء مريم، الذي يصومه مسيحيو مصر، جعلني أشك في مسألة الماس الكهربائي، وأتمنى أن تعاد دراسة الجريمة على مطلع أكتوبر بأكثر دقة وتدقيق، فربما انكشف لنا مجموعة إرهابية تسعى لجس نبض وزير الداخلية الجديد، وربما تحييه بطريقتها.
أثق أن تحريات الأمن الوطني ستكشف المزيد من المفارقات، فلا شك أن ما يدعي نفسه عامل في شركة بترول أو هو بالفعل هكذا، جهز نفسه لتنفيذ العملية بالقرب منها، ولو لم يكن ذلك كذلك، فهذا يعني أنه مر في شوارع القاهرة بأمان ولم يجد من يستوقفه، المسألة هنا تزداد خطورة لأن كثير من إخواننا المسلمين يدخلون لموالد العذراء وغيرها دون أن يلتفت لهم، فنحن شعب يقدر الموالد بشكل عام، والمسلمون يقدرون السيدة العذراء، فقد كان من الممكن مروره لتكون الجريمة أكثر توحشاً، ولا أعرف إن كانت صدفة أم أنه مخطط له، أن يتم التفجيرين باستهداف كباري؟ هل هذا حلم بوقف حال البلد؟ بعمل شلل مروري في بعض الكباري أم أنها صدفة في الحالتين.
آسف بدون أن أقصد اتجهت لاعتبار ما جرى على كوبري أكتوبر عمل إرهابي، ليس لعدم تصديقي تصريحات الشرطة، ولكن لاندهاشي من أن ماس كهربائي يحدث في سيارة متوقفة وبالقرب من الكوبري وأمام مركز المصل واللقاح منطقة حيوية مرورياً ومكانياً، المهم أن العملان تما، والخسائر طفيفة، ولا أعتبرهما أكثر من جس لنبض الداخلية الذي يبدو أنها مستيقظة ومنتبهة، ويبدو شكلاً أنها منعت المنتحر الأخير من الانتحار بداخل الكنيسة.
الإرهابيون انتقلوا من قلب سيناء لقلب مصر، فيما يهدد الأمن في وقت تعود الداخلية لتستعد لإجراء المباريات بجماهير، فهل تتراجع الداخلية أم تصر وتنجح؟ هذا اختبار آخر لوزير الداخلية الجديد، تدخل الداخلية اختبار آخر في عيد الأضحى فهل تنجح أم تصيب ضربات الإرهابيين هذه المرة في مقتل، أم تصل تحريات الأمن الوطني للخلية في خلال سويعات وتنهي على الأمر مبكراً، هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة، وإن كنت مطمئن لا أعرف لماذا؟ ليس لفشل الإرهابيين ولكن لأنه وفي وسط نجاحاتهم وتراخي وتخاذل الشرطة صمدنا وبقينا واقفين.
المختصر المفيد انتبهوا واقتصوا.