الأنبا أبيفانيوس
صفنات فعنييح
السبت ١١ اغسطس ٢٠١٨
دكتور صفنات فعنييح
حدث مريب جعل كل الناس تفقد اتزانها علي كراسيها .. وعندما يفقد الإنسان إتزانه ويلتهب فكره بضخامه الحدث يذهب الإنسان الي مخازن عقله ويبتدي يقول .. ويقول ويحلل وينقد ويؤكد ويتكهن ويقاضي ويحكم ويصدر قرارات .. هوا مشتعل .. فتظهر قراراته مشتعله أيضا .. وكل إنسان عمل كده أنا التمس له العذر .. فالحدث جلل وضخم وأستيعابه يحتاج من كل انسان ان يقبض علي لجام فرسه بيد من حديد .... والكل أخطأ حتي سيدنا البابا ولكن سيدنا البابا هوا إنسان مثلنا
يصيب ويخطئ .. لا يوجد بيننا أحدا مبعوث من السماء فلابد من التماس العذر للجميع ... قرارات البابا ليس لها علاقه بمقتل الأنبا ابيفانيوس .. جاءت هذه القرارات لصب جامات الغضب التي حدثت في عقل وقلب البابا من جراء الحزن الشديد لمقتل الأنبا أبيفانيوس .. فالبابا اشتعل مثل كل واحد فينا .. وكما ذكرت عندما يشتعل الإنسان يطلق قرارات تكون مشتعله أيضا .. وهذه القرارات تحرق ولا تبني ..... وتوقيتها قاتل وغير سليم ... أدي صدور هذه القرارات وتوقيتها بالبلبله العامه لكل الدوائر .. بل ضغطت علي فكر الناس وأدت بهم للإعتقاد ان الراهب أشعياء المقاري هوا القاتل مع ان النيابه وجهة التحقيق المنوطه بالتحقيق في هذه الجريمه حتي الآن لم توجه للراهب أشعياء المقاري اي تهمه قتل عمدا مع سبق الإصرار ... ثم جاء حدث إنتحار الراهب فلتاؤس .. وأنا أشك في محاولة انتحاره كي يضيف مزيد من البلبله حول الحدث .. ولكنه علي ما يبدو فاقد الوعي حتي الآن .. وتوجد صعوبه في إستجوابه ... شلح الراهب اشعياء المقاري خطأ قاتل في توقيت قاتل .. ليه ؟؟؟ ربما له تصرفات خارجه عن أصول حياة الرهبنه .. ولكن الراعي الحكيم له ان يتصرف في حدود مفهوم الراعي .... والمزمور
يقول .. عصاك وعكازك .. هما يعزيانني بمعني ان هناك من يرعاني عن طريق عصاه وعكازه ... فتحدث لي التعزيه ... عصاة الراعي ليست للتأديب .. فالراعي يمسكها من مقبضها ويجعل طرفها الآخر يجر علي الأرض فتحدث صوتاً نتيجه لاحتكاكها بالارض ونتيجه لاحتكاكها ببعض الصخور الصغيره المتراميه بأرض الرعي فتسمع الرعيه هذا الصوت وتتبعه أما العكاز فلأجل ان شرد أحداً عن القطيع يمد الراعي عكازه ويأتي بهذا الشارد .. لا يشلحه ولا يتركه يمضي .. يمد عكازه ويأتي به الي القطيع وممكن لمرات متكرره حتي ان يتعلم ان يسير مع القطيع ... لا يمكن شلح الراهب أشعياء المقاري وإن حدث فللأسف هذا خطأ الراعي وعدم حسن تصرفه .. مع من يشرد عن القطيع .... وحسنا قد قال السيد المسيح عن ان اخطأ اليك اخاك الي سبعين مره سبع مرات يعني ٤٩٠ مره لا تشلحه بل إذهب وعاتبه .... مش هيا دي مسيحيتنا ومش هوا ده مسيحنا .. لكن لكل انسان صولجان في داخله يأتي به ويلسع الشارد اذا شرد .... جريمه قتل الأنبا أبيفانيوس لا تقل جرما في حق الراهب اشعياء المقاري ..نحن لا نعرف حتي الآن .. بيد من قُتل الأنبا أبيفانيوس ولكننا نعلم تماما ان الراهب اشعياء المقاري قُتل بيد راعيه ..... توقيت قرارات الإصلاح .. توقيت غير منضبط .. ولا يتماشي مع حكمه الرعاه .. حتي اذا أخطأ البابا هل نعاديه ونشلحه ؟ ابداً .. ابداً
لا يمكن ان يحدث هذا .. ان حدث فنحن نحكم عليه بالإعدام مثلما تم إعدام الراهب أشعياء المقاري .. ونصبح في عداله السماء مذنبين حقاًً ... المسيحيه تعلمنا ان نغفر .. كلنا بشر وكلنا نخطأ .. هل نقتل بعضنا بعضاً بسبب اخطاؤنا في حق الغير وأنفسنا .... ارجو من سيدنا البابا المراجعه والأتيان بهذا الراهب ووضعه في مكانه حتي إنتهاء التحقيقات وظهور القاتل الحقيقي ... ماذا يحدث اذا ظهر ان الراهب أشعياء هو القاتل ... ؟؟ تعالوا نعطي هذه القضيه لربنا ونري كيف يتم الحكم فيها .. في القديم قتل قايين أخاه هابيل .. لكن الله لم يقتل قايين .. الله ليس بقاتل للنفس البشريه .. ولم يكن هناك في هذا الوقت قضاه يحكمون ويصدرون القرارات .. لكن الله تكلم معه فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «ايْنَ هَابِيلُ اخُوكَ؟» فَقَالَ: «لا اعْلَمُ! احَارِسٌ انَا لاخِي؟» فَقَالَ: «مَاذَا فَعَلْتَ؟ صَوْتُ دَمِ اخِيكَ صَارِخٌ الَيَّ مِنَ الارْضِ. فَالْانَ مَلْعُونٌ انْتَ مِنَ الارْضِ الَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا لِتَقْبَلَ دَمَ اخِيكَ مِنْ يَدِكَ! مَتَى عَمِلْتَ الارْضَ لا تَعُودُ تُعْطِيكَ قُوَّتَهَا. تَائِها وَهَارِبا تَكُونُ فِي الارْضِ». فَقَالَ قَايِينُ لِلرَّبِّ: «ذَنْبِي اعْظَمُ مِنْ انْ يُحْتَمَلَ. انَّكَ قَدْ طَرَدْتَنِي الْيَوْمَ عَنْ وَجْهِ الارْضِ وَمِنْ وَجْهِكَ اخْتَفِي وَاكُونُ تَائِها وَهَارِبا فِي الارْضِ فَيَكُونُ كُلُّ مَنْ وَجَدَنِي يَقْتُلُنِي». فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «لِذَلِكَ كُلُّ مَنْ قَتَلَ قَايِينَ فَسَبْعَةَ اضْعَافٍ يُنْتَقَمُ مِنْهُ». وَجَعَلَ الرَّبُّ لِقَايِينَ عَلامَةً لِكَيْ لا يَقْتُلَهُ كُلُّ مَنْ وَجَدَهُ. عاش قايين كل حياته تمزقه ذكريات قتله لأخيه
.. عاش مكدرا مهموما وكان الموت ارحم له .. خطيئه الإنسان تعذبه عذاباً شديد لا يحتمل عذاب أصعب من الموت ... علينا ان نفكر قبل ان نخطئ .. ولا نقتل بعضنا البعض لاجل أخطاؤنا فكلنا نخطئ .... رحم الله الانبا ابيفانيوس وانا اثق ان عداله السماء ستعوضه الم روحه التي ازهقت وخرجت من جسده بآلام مبرحه .. لانه لم يكن هذا ميعاد الخروج .. الخروج الطبيعي للروح من الجسد .. فالخروج الطبيعي للروح لا يصنع ألما .. اما القتل فيجبر الروح علي الترك الفوري للجسد وهذا الم لا يستطيع وصفه سوي القتلي انفسهم .... لذلك قال الرب لقايين صَوْتُ دَمِ اخِيكَ صَارِخٌ الَيَّ مِنَ الارْضِ. دعونا ننتظر لنهايه التحقيقات وظهور القاتل الحقيقي ثم نبدأ الإصلاح ونغفر للجميع