الأقباط متحدون - محرومون من صالات المطار!
  • ٢٢:٠٩
  • الاربعاء , ٨ اغسطس ٢٠١٨
English version

محرومون من صالات المطار!

مقالات مختارة | عادل نعمان

٥٥: ١١ ص +02:00 EET

الاربعاء ٨ اغسطس ٢٠١٨

عادل نعمان
عادل نعمان

من هذا الألمعي النابهة الذي حرمنا من دخول صالات السفر والوصول في مطارات مصر، وأوقفنا على أبوابها تحت حرارة الشمس، ومطر الشتاء كالمتسولين ننتظر نظرة من راحل، أو لفتة من عائد إلى أرض الوطن، خلف الأبواب أو قل خلف القضبان؟

من هذا العبقري الذي تفتق ذهنه عن أحدث وسائل الحماية والحراسة وتأمين المطارات، بحرمان الزوار من الدخول إلى صالات المطارات، فظن أن السلامة في الحظر، والأمان في المنع، والراحة في الإبعاد، والحماية في حبس الناس عن حقهم الطبيعي كبقية البشر في مطارات العالم، فاستراح وأرهق العباد؟

هل رأيتم عبقريا في دولة من دول العالم أوقف الناس هذا الموقف، وشدد عليهم، وأهدر كرامتهم هذا الإهدار، تحت عنوان حماية وتأمين المطار، ولم يحاسبه أو يسأله أحد ماذا صنعت بالناس في سبع سنوات أو يزيد؟

من هذا النابغة الذي جلس بمكتبه المكيف ودروة مياهه المريحة، وترك الناس على أبواب المطارات كاللاجئين يعانون الحاجة، منهم كبار السن والمرضى والأطفال والنساء، وهو سعيد بتحقيق الأمن على حساب راحة الناس، وهو لم يحققه ولم يبلغ مراده لأنه أحياه بموت غيره، وعالجه وأصاب غيره، فوالله لو كلف يوما خاطره بالمرور على هؤلاء القوم، وسمع منهم لاستحى مما يسمع وما يقال؟

هل سال نفسه كيف يرتاح كبار السن والنساء، وكيف يقضى الناس ضروراتهم وحاجاتهم؟

من هذا الطبيب الذى يحرم ويمنع المريض الأكل والشراب حتى تشفى معدته فيموت قبل شفائه؟

ومن هذا الأب الذى يخاف على ولده من الاحتكاك بالصبية ومشاكستهم، فيمنعه الخروج، فيخيب، ويخسر ويفشل؟

افتحوا صالات الانتظار في المطارات؛ نودع المسافرين على راحتنا، ونستقبل الواصلين منهم على راحتهم، يجلس ويرتاح من جاء لوداع أو استقبال من الرجال والنساء والأطفال، فهذا حقنا الطبيعي والدستوري، لا يمنعنا هذا الحق سوى مغتصب.

وأمّنوا المطارات كما يؤمن العالم أجمع مطاراته، بتأمين الدخول عامة، والحراسات الخاصة، والتفتيش الدوري، والكلاب البوليسية، والبوابات الإلكترونية، وكاميرات التصوير، وأجهزة الكشف عن المفرقعات والأسلحة، دون أن يشعر أحد من رواده، في سهولة ويسر، ودون إزعاج أو تخويف، فليست الأمور تدار بهذا الاستخفاف وهذه المهانة، وقلة القيمة وإهانة الكبير قبل الصغير.

وإذا قبلناها لبعض الوقت، فلم يعد في قوس الصبر منزع، ولم نعد قادرين على هذا، وإذا كان هذا هو قدرنا فيكم، فكيف بالله يكون هذا القدر من نصيب الأجانب أو السياح الذين يقفون هذا الموقف العصيب خارج الصالات انتظارا؟

وكيف يمكن إقناعهم بأن هذه الصالات التي تكلفت المليارات، والتي نباهي بها العالم خاوية على عروشها، إلا من موظفي الأمن والمطار، ينعمون فيها بأجهزة التكييف، والكراسي الوثيرة ودورات المياه المريحة، وجلسات السمر والأحاديث الموصولة دون عمل، ونحن محرومون من الدخول فيها بأمر لا رجعة فيه حتى الآن، فربما اتخذه من خرج للمعاش من سنوات، وظل الإرث قائما دون مراجعة أو تغيير، كما تعودنا في التعامل مع مقدرات الناس ومصالحهم ومعاملاته، دون تطوير أو تحديث أو تساؤل:
لماذا يبقى الوضع على ما هو عليه؟

لماذا تبقى أوضاعنا وأحوالها لسنوات دون تطوير أو تحديث؟ أو تساؤل لماذا؟

قولوا لنا يا سادة من بيده هذا القرار، وقد كتبنا، وكتب غيرنا من قبل دون رد أو إجابة، وكأننا نؤذن في مالطة، ولا حياة لمن تنادي!

افتحوا صالات الانتظار في مطارات مصر، فهذا حق الناس، وتأمين المطارات هذا شأنكم وشاغلكم.
نقلا عن مصراوى

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع