الأقباط متحدون - أغرس شجرة المحبة في قلبك
  • ٠٠:٤٨
  • الثلاثاء , ٧ اغسطس ٢٠١٨
English version

أغرس شجرة المحبة في قلبك

ألبير ثابت

مساحة رأي

٠٨: ٠٣ م +02:00 EET

الثلاثاء ٧ اغسطس ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
ألبير ثابت فهيم 
محبة القلب من أفضل الفضائل، فالقلب المحب يحب الكل ، أما القلب الضيق فهو الذي يحب نفسه فقط، أماالقلب الواسع فيحب الجميع دون تفرقة وتمييز .  
 
فطبيعة الناس يحتاجون إلى قلب واسع، يحس إحساسهم، ويشعر بهم ويتألم لآلامهم، ويفرح لأفراحهم، ويحتمل ضعفهم ، ولا يحتقر سقطاتهم، بل إنهم أيضًا يحتاجون إلى قلب يحتمل جحودهم وصدودهم وعدم اكتراثهم! لذلك علينا أن نحب الكل، ولا نضيق بأحد ونأخذ درسًا حتى من الطبيعة؛ علينا النظر إلى الوردة كيف تعطى عبيرها لكل من يعبر أمامها، يتمتع برائحتها البار والفاسق، حتى الذي يقطفها، ويفركها بين يديه، تظل تمنحه عطرها حتى آخر لحظة من حياتها . 
 
فالقلب الذي يوجد فيه الكراهية والغلو والحقد مسكنٌ للشيطان، أما القلب الممتلئ بالمحبة للجميع هوالذي يستطيع أن يكسب الناس، ويربح الأعداء . أما النفوس المتعجرفة القاسية فهي تولد خصومات وتشعل نار المشاحنات وتخلق متاعب عديدة ومشاكل رهيبة له ولغيره . 
 
وهناك نقاط جوهرية لكي يكتسب الشخص محبة الناس أهمها: الحرص على شعور الآخرين، واحترام الأقل شأناً أو عدم التعامل مع أحدهم باستصغار أو احتقار، وأن تكون ألفاظك بيضاء، وأن تخدمهم وتدافع عنهم في حدود طاقاتك. فالإنسان الأناني هو الشخص المكروه، والإنسان المحبوب هو الشخص الخدوم، الباذل المعطي . 
 
يقول مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث ( الأسد المرقسي ) : حاول أن تكون مخلصاً في حبك،وهدفك هو صالحهم، وأن تقابل الجميع بلطف وبشاشة، فالناس يحبون الشخص المرح واللطيف، الإنسان الذي ينسيهم آلامهم ومتاعبهم بكلامه العذب وشخصيته المريحة، كما أنهم يكرهون الوجه العبوس والشخص الذي يوبخ على كل صغيرة وكبيرة أو يكون شتاماً أو هداماً ولا متهكماً على الآخرين، فالكلمة القاسية أو الجارحة موجعة تتعب الناس وقد تضيع المحبة وتبددها. وكل إنسان مهما كانت حياته مظلمة لابد أنك ستجد فيه بعض النقاط البيضاء التي تستوجب المديح فكما يقول الكتاب المقدس : ( وبخ حكيماً يحبك، وبخ مستهزئاً يبغضك) . 
 
وفي سياق الحديث عن محبة القلب أشير إلى القصة التالية : ( خرج أحد الرحالة قديما في رحلة ليستكشفبقعة جديدة من الأرض وفى تجواله وجد عين ماء لما تذوقه وجد أنه لم يتذوق ماء في مثل عذوبته من قبل! وأصر أن يأخذ منه لملكه الذي يحبه فملأ قربة من الجلد بهذا الماء وحملها متابعاً رحلة العودة إلىموطنه. وعند وصوله مدينته كان أول ما فعله أن أسرع لملكه ليقدم الماء له ، فتذوق الملك الماء بسرور مبدياامتنانا عظيما للرجل الرحالة. ومضى الرجل سعيدا لأنه أرضى ملكه. وبعدما خرج من عند الملك تذوق بعضالموجودين الماء فوجـدوا طعمه قد أصبح سيئا بسبب الإنـاء الذي وضع فيه وبسبب طول الرحلة. فسألواالملك: كيف تذوقت هذا الماء بإعجاب؟! فكان رد الملك: (  لم أكن أتذوق الماء، بل كنت أتذوق محبة هذا الرجل التيدفعته أن يحمل الماء إلى هنا ) .
 
أن الله يقيس ما نقدمه للناس بدوافع المحبة القلبية التي قدمت لا بحجم ما قدمنا ولا بكفاءتنا في تقديمه، فأروع ما نتقرب به إلى الله عن طريق الناس هو محبة القــلب لأنه يريد القلب ، وليس الشكليات والمظاهر الخارجية . فالمحبة الحقيقية ينبغي أن تكون محبة عملية ، لا بالكلام ولا باللسان ، بل بالعمل والحق . 
 
عموماً : إن لم نستطع أن نحب الناس، فعلى الأقل لا نكرههم، وإن لم نستطع أن ننفع الناس ، فعلى الأقل لا نؤذيهم في حياتهم . 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع