الأقباط متحدون - الإعلام عدو الشعب!!
  • ١٤:٠٦
  • الاثنين , ٦ اغسطس ٢٠١٨
English version

الإعلام عدو الشعب!!

مقالات مختارة | بقلم : محمد كمال

٤٥: ٠٧ م +02:00 EET

الاثنين ٦ اغسطس ٢٠١٨

 محمد كمال
محمد كمال

 العلاقة بين الإعلام والسياسة علاقة وثيقة، وقد ارتكزت لسنوات طويلة على عدد من القواعد الراسخة، منها أنها علاقة منفعة متبادلة، بمعنى أن السياسى يحتاج الإعلامى لتوصيل أفكاره وبرامجه للناس، والإعلامى يحتاج السياسى كمصدر للأخبار والمعلومات. قاعدة أخرى لهذه العلاقة هى أنه ليس من الحكمة أن يدخل السياسى فى معركة ضد الإعلام لأنه سيكون الخاسر فى النهاية.

 
ولكن من الواضح أن هذه القواعد بدأت تتغير، وتتغير معها طبيعة العلاقة بين السياسة والإعلام، أحد مؤشرات هذا التغيير هو ما يحدث الآن بالولايات المتحدة الأمريكية، وتصريح الرئيس ترامب بأن «الإعلام عدو الشعب».
 
دخول ترامب فى معركة صريحة ضد الإعلام يعود لعدة أسباب، أهمها قناعته بأن الإعلام الأمريكى متحيز ضده، ويركز على مثالبه، وليس إنجازاته. يضاف لذلك إدراك ترامب بأن قطاعا كبيرا من المواطنين الأمريكيين فقدوا الثقة فى الإعلام الذى لا يركز على قضاياهم المعيشية، مثل فرص العمل والتأمين الصحى، وينشغل بقضايا لا تهمهم، مثل تأثير روسيا فى الانتخابات الأمريكية.
 
كما أن هذا المواطن فقد الثقة أيضا فى النخبة الإعلامية ومقدمى البرامج التليفزيونية الذين يحاولون فرض آرائهم على المواطن، وليس تقديم الخبر والمعلومة له.
 
يضاف لذلك إدراك ترامب أن وسائل الإعلام التقليدية، مثل الصحافة والتليفزيون قد تراجعت أهميتها النسبية لمصلحة أدوات الإعلام الجديد، عبر وسائل التواصل الاجتماعى، مثل تويتر والفيس بوك، والتى نجح ترامب فى استخدامها للوصول للناس كبديل للإعلام التقليدى.
 
ولكن الجانب الآخر لهذه المعركة مع الإعلام يتمثل فى التخوف من أن يؤدى الهجوم على الإعلام لتقويض أحد أسس الديمقراطية وهو الإعلام الحر، هناك أيضا التخوف من أن تتصاعد لهجة العداء والاتهامات للإعلام، مما قد يدفع بعض أنصار ترامب بأخذ الأمر بيده والاعتداء الفعلى، وليس فقط اللفظى على إعلاميين مناوئين للرئيس، أى فتح الباب لما يسمى بجرائم الكراهية.
 
أما التخوف الثالث، فيتعلق بالتأثير الدولى لموقف ترامب وتصريحاته المعادية للإعلام، بمعنى إذا كان رئيس دولة ديمقراطية يأخذ هذا الموقف من الإعلام، فماذا سيكون موقف رئيس دولة أقل ديمقراطية، إذا اتخذ من ترامب نموذجًا له.
 
باختصار: معركة ترامب ضد الإعلام ثمثل مرحلة جديدة، وتعكس واقعا مختلفا لأسس العلاقة بين الإعلام والسياسة، وبالتأكيد سوف يمتد أثرها إلى خارج الولايات المتحدة.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع