الأقباط متحدون | فى الشأن القبطى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٣١ | السبت ٩ يوليو ٢٠١١ | ٢ أبيب١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٤٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

فى الشأن القبطى

السبت ٩ يوليو ٢٠١١ - ٥٨: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: ماجد الراهب

أنتشرت فى الأونة الأخيرة عدة مواقع على الفيس بوك صاحبها ندوات ووقفات إحتجاجية لدعم حق الأقباط فى الطلاق وصاحب ذلك حملة صحفية وسجال دائر فى أحقية الأقباط فى الطلاق وايضا الجواز المدنى وأخذ الذين لهم نصيب على هذه الشاكلة يكيلون الإتهامات للكنيسة والبابا ويزعمون أن هذا التعنت من قبل الكنيسة هو الذى أدى لفتح الباب للتحول عن المسيحية سواء بتركها أو تغيير الملة وتزعم هذه المطالب عدة أشخاص أصبحوا معروفين بالأسم سواء سيدات أو رجال .
وتطرق الحديث للائحة 38 للاحوال الشخصية للاقباط التى كانت أكثر مرونة فى حالات بطلان الزواج .
ودعونا نناقش هذه الأمور بهدوء فى عدة نقاط .
أولا : الزواج فى المسيحية
ثانيا : لماذا الطلاق
ثالثا : وهل من حل

الزواج فى المسيحية
أول معجزة صنعها السيد المسيح كانت فى عرس قانا الجليل ( يو 2 : 1 -11 ) وهذه إشارة واضحة لتكريم السيد المسيح للزواج وصاحب ذلك معجزة تحويل الماء الى خمر ، هذا الماء الذى كان يرمز للتطهير عند اليهود يحوله إلى خمر معلنا نهاية الطقس اليهودى مؤكدا أنه لا تطهير إلا بدم السيد المسيح الذى يشير اليه الخمر ، وفى فهم واضح يربط الأباء بين هذه المعجزة وقدسية الزواج وان المضجع أصبح غير دنس ولا يحتاج العروسين للتطهير بعد إرتباطهم على أسم المسيح ويصير الزواج سر من اسرار الكنيسة ويصل قدسية الزواج ان يقول احد الأباء ( بإتصال الزوج بزوجته يصيرا شركاء فى عملية الخلق مع الله ) إلى هذا الحد تسمو العلاقة الزوجية حتى يصير إرتباط المسيح بالكنيسة هو إرتباط زيجى وتصير الكنيسة هى عروس المسيح .
يقول القديس كيرلس الكبير ( لقد نزل كلمة اللَّه من السماء، لكي يصير عريسًا للطبيعة الإنسانية، فأخذها مسكنًا له، لكي يخطبها ويقودها إليه فتلد ثمار الحكمة الروحية ) .
لقد بدأ السيد المسيح العمل مع العروسين الشابين ليؤكد اهتمامه بالشباب، وطلب صداقتهم ليهبهم بهجة لا تنقطع .

يقول القديس كليمنضس عن الزواج ( هو سر الحب الذى أسسه الله فى جنة عدن ثم أكد تأسيسه فى عرس قانا الجليل وإتحاد الزوجين فيه يشبه إتحاد الله بالكنيسة .. ولذلك فالعلاقة الزيجية فى سر الزواج المقدس لا تنجح إلا إذا كان كل من الزوجين قد تزوج من المسيح قبل شريك حياته ، يتذوقوا العشرة مع المسيح قبل الزواج وأثناءه وبالتالى يجعل من الزواج جنه عدن مقدسة ) .
هناك الكثير الذى يقال ولكن أكتفى بهذا القدر للدلالة على عظم الزواج والأرتباط فى المسيحية .
لماذا الطلاق
هناك طلاق وقد ذكر فى الكتاب المقدس سواء فى العهد القديم أو الجديد ، وهناك بطلان زواج .
الطلاق هو إنفصام العلاقة الزيجية وزوالها وبالتالى فقد اهم ركن فيها وهى " أن صار الأثنين واحدا " اى الرابطة المقدسة قد إنفكت وعادا أثنين رجلا وأمرأة.
تتمسك الكنيسة بقول السيد المسيح " لا طلاق إلا لعلة الزنا " ولكن ما هو الزنا ؟ ، الزنا بمعناه الحرفى هو خيانة أحد الطرفين للآخر وإقامة علاقة معه أى الشرك بالآخر .

و يفسر الأباء الزنا بأنه الشرك بالله والأنصراف عنه كما قال الله لبنى اسرائيل زنت بنت شعبى أى خانت الله وأنشغلت بآخر .
إذا الطلاق يقع عند اختلال العلاقة الزوجية وتهبط إلى الأرض بعد أن كانت محلقة فى السماء بجنة عدن وعليه فالطلاق يؤدى إلى الأنفصال ايضا عن المسيح ، هذا ما يجب أن نعيه جيدا ونحترس منه ، هناك فرق كبير بين الزواج فى المفهوم المسيحى وزواج أهل العالم لمجرد المتعة الجسدية وتكوين أسرة وأبناء يحملون أسم الأب ، على هذا الأساس يجب أن نتحاور ونتجادل هل نحن نتكلم عن زواج داخل إطار الأسرار أم بمفهوم العالم إن كان بمفهوم العالم فهذا سهل جدا ولا يحتاج كل هذه الضجة ولا يحتاج تدخل الكنيسة فالقوانين الوضعية فى المحاكم كفيلة بحلها وإعطاء الطلاق والخلع والزواج المدنى وهذا ليس مطلب يوضع أمام الكنيسة بل يوضع أمام مؤسسات الدولة لإقراره .

وإن كنا نتكلم داخل الإطار الكنسي فهذا بعيد كل البعد عما يدور هذه الايام من جدل صاخب ، ولكن يحتاج إلى منهجية أخرى وهى الرجوع لحضن الأب السماوى الشريك الأساسى فى هذه الرابطة ، وايضا تدخل الكنيسة ليس بفكر المجلس الاكليريكى وقوانين التشريع القبطية والأحوال الشخصية وسلطان الحل والربط بل بسلطان الحب وإحتضان كل الفرقاء ليعود لجسد المسيح عافيته .

وهل من حل
لا يستطيع احد أن ينكر ان هناك زيجات فاشلة وإرتباطات تفتقر لأقل مقومات الأرتباط ، وهناك رجال يسيئون معاملة زوجاتهم مستندين إلى أفكار شرقية عقيمة تبيح للرجل حتى ضرب زوجته أو إغتصابها ، ويصير ترك المسيحية أو تغيير الملة البوابة الملكية للفكاك من هذا الأسر أو اللجوء إلى ساحات القضاء.

وهنا لنا وقفة مهمة جدا هل نحن نعد شبابنا إلى الرباط المقدس وتأسيس الملكوت الأرضى لكى يتنعموا فيه ، أم نسير على مبدأ ( ضل راجل ولاضل حيط ) بالنسبة لزواج بناتنا ، أم ( أهى ست والسلام تملأ عليا البيت هى والعيال ) بالنسبة للرجال ، نحن ليس لدينا ثقافة زيجية أو جنسية لتأسيس هذا السر ، هل قامت مراكز بحثية كنسية بدراسة هذه الحالات من الفشل الزيجى وقدمت دراسات للإستفادة بها ، هل قامت التربية الكنسية بواجبها فى هذا المجال ، هل أنشأنا مدارس للمقبلين على الزواج بمنهج روحى تربوى اجتماعى جنسى وتقديم السيد المسيح كشريك أساسى بهذه الرابطة الأسرية .
هل قامت الكليات الاكليريكية أو معهد الدراسات القبطية بدراسات مستفيضة عن بطلان الزواج والطلاق خلال العصور القبطية المختلفة وأقوال الأباء فى هذا المضمار وكيف نصل لحل لعلاج هذه الزيجات الفاشلة هل بحثنا وضع المرأة فى الكنيسة ومكانتها وهناك مازالت أصوات تحاول التقليل من مكانتها وإزدراءها .
لقد تقدمت ببحث عن طهارة المرأة وأحقيتها للتقدم للأسرار أثناء الدورة الشهرية وكم قوبل بالهجوم من رموز كنسية مازالت تحت نير الفكر السلفى بالنسبة للمرأة .
الحلول كثيرة ولكن الحاجة الى واحد ... الرجوع أليه .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :