شروط الرهبنة القبطية!!!
د. ماجد عزت اسرائيل
٤٥:
١٢
م +02:00 EET
الأحد ٥ اغسطس ٢٠١٨
د.ماجد عزت إسرائيل
لم يكن هناك بد من أن تتوافر مجموعة من الشروط في الشخص الراغب في الرهبنة، منها أن يوقن بأن الرهبنة هي أسلم الطرق المناسبة لخلاص نفسه وخيره الروحي والنفسي، وأن يكون لديه ميول وإستعداد لحياة البتولية والزهد وعدم التعلق بالأموال والمناصب والمراكز والصيت والشهرة وروابط اللحم والدم مع الأهل والأقارب والأصدقاء مفضلاً التأمل والصلاة والصمت والهدوء وقلة الحركة وعدم الخلطة الكثيرة مع الناس وتضييع الوقت في الكلام والحكايات غير النافعة.
كما لابد أن يتوفر في الشخص الراغب في الرهبنة استعداده للإحتمال والصبر وسعة الصدر؛ فبينما كان مخالطًا الناس ينفذ وصية المحبة الخادمة الباذلة، عليه في الرهبنة أن ينفذ وصية المحبة المحتملة الصابرة، كذلك الطاعة في كل أمر والمشورة قبل كل عمل وسرعة الإعتذار إذا وقع في أي خطأ، وأن يتحلى بالتواضع والسهولة واللين، مستعدا للنسك والصوم وعدم التلذذ بالمأكل والمشارب محباً للتقشف وعدم القنية ولسان حاله يقول: "إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما".
وكان من شروط قبول من يريد أن ينخرط في سلك الرهبنة بالدير أن يمر بمجموعة من الإختبارات منها أن يمكث خارج الدير عشرة أيام أو أكثر كدليل على مثابرته وإشتياقه وإتضاعه وحبه للرهبنة، كما يقوم بعمل ميطانيات عند أقدام الرهبان المارين، الذين يتعمدون طرده وإحتقاره كما لو كان مجبرًا على ذلك، وبعدما يشبع إهانات وإساءات، معطيًا دليلاً عمليًا على إحتماله، يطمئنون أنه بنفس الطريقة سيمكنه أن يتحمل التجارب التي ستأتي عليه.
وبعد التأكد من عقده نيته يقبل ولا يسمح له بإحضار أموال أو ملابس أو أي شيء، فيستفسرون منه بتدقيق فائق، ما إذا كان مرتبطًا ولو بقرش واحد من ممتلكاته السابقة، لأنهم يعلمون أن المرتبط بشيء من ممتلكات العالم لا يقدر أن يثبت طويلاً في مجمع الدير، ولا يقدر أن يتعلم الإتضاع والطاعة، ولا يرضى بحياة الفقر وصعوبة المعيشة في الدير، فبمجرد حدوث أى إضطراب له بالدير، سرعان ما ينسحب وينزل كحجر على منزلق متكلاً على أمواله، كما لا يقبل منه صرف أمواله لصالح الدير، كذلك يترك القادم إلى الرهبنة ملابسه الخاصة لدى الخازن ويأخذ ملابس أخرى، حتى إذا فشل في فترة الاختبار يعود ليأخذها، كما لا يسمح له أن يختلط برهبان الدير، بل يمكث في بيت الضيافة ويعهد للشخص الراغب في الرهبنة العناية بالغرباء والضيوف: فيستقبلهم بلطف ويغسل أقدامهم ويهتم براحتهم، وبعدما يخدم بمهمته لمدة سنة كاملة بدون تذمر، مبرهنًا على حسن إضافته للغرباء، وأنه قد بدأ في وضع أساس الصبر والإتضاع، وبعد تدريب طويل متفق عليه، يسمح له بالدخول إلى مجمع الرهبان، فيسلم إلى شيخ من الرهبان ليتولى تدريبه، ويكون هذا الشيخ مسئولاً عن تدريب عشرة من المبتدئين، يسلمهم له أب الدير ليعلمهم ويرشدهم إلى الصواب.
الكلمات المتعلقة